الحياة حزن وفرح

موضوع: الحياة حزن وفرح الأحد يناير 06, 2013 6:01 pm

لْثّقَةْ يَاْ صَاْحِبِيْ مَاْهِيْ غُرُوْرْ , لَكِنْ...أَنَاْ {مَغْرُوْرْ} مِنْ بَاْبَ اَلْثِقَةْ=)}

الحياة حزن وفرح 878275943

الحياة حزن وفرح
تم تم تم
كل ما يفعله الانسان سرا فى ظلمة الليل ... يظهره الانسن علنا فى نور النهار
الكلمات التى تهمسها شفاهنا فى السكينة .... تصير معرفة منا حديثا عموميا
والأعمال التى نحاول اليوم اخفاءها فى زوايا المنازل ... تتجسم غدا وتنتصب فى منعطفات الشوارع
عند الفجر ارى معانى الحياة وأسرار الكون ... حب علوى لا يعرف الحسد لانه غنى
ولا يوجع الجسد لانه فى داخل الروح ... ميل قوى يغمر النفس بالقناعة
مجاعة عميقة تملأ القلب بالاكتفاء ... عاطفة تولد الشوق ولكنها لا تثيره
جعلتنى أرى الأرض نعيما ... والعمر حلما جميلا
فكنت أسير صباحا فى الحقول ... وأرى فى اليقظة الطبيعة رمز الخلود
وأجلس على شاطئ البحر وأسمع ... من أمواجه أغانى
وامشى فى شوارع المدينة ... وأجد فى حركات المشتغلين محاسن الحياة وبهجة العمران

الحزن

تلك الأيام مضت كالأشباح وأضمحات كالضباب ... ولم يبقى لى منها سوى الذكرى الأليمة

فالعين التى كنت أرى بها جمال الربيع ويقظة الحقول ... لم تعد تدق بغير غضب العواصف ويأس الشتاء
والأذن التى كنت أسمع بها أغنية الأمواج ... لم تعد تصغى لغير انة الاعماق وعويل الهاوية
والنفس التى كانت تقف متهيبة أم نشاط البشر ومجد العمران ... لم تعد تشعر بغير شقاء الفقر وتعاسة الساقطين
فما أحلى أيام الحب وما أعذب أحلامها ... وما أمر ليالى الحزن وما أكثر مخاوفها !

الفرح
تم تم تم

سكرت نفسى بخمرة عواطفى ... سرت مساء الى تلك الحديقة الهادئ
أحسست بوجود قوة تستهوينى وتستميلنى وتبعدنى عن هذا العالم ... وتدنينى ببطء الى عالم سحرى خال من العراك
والجهاد

ومثل متصوف جذبته السماء الى مسارح الرؤيا ... وجدتنى سائرا بين تلك الأشجار والزهور المتعانقة ... فنظرت فى السماء فوجدت طائر
البلبل يغرد فى السماء ... وصوته يحينى
أنا واقف الان امام حياة جديدة

....
تم تم تم

الحزن
انت مثل الأعمى تتلمس بيدك الجدران مخافة السقوط ... أنت تعلم أن المحبة والجهالة لا يلتقيان ولكننى سوف أتعلم محبته

الفرح
تم تم تم

نحن مازلنا فى ربيع العمر ... أمامنا الحياة

طريقا مفروشا بالأزهار والرياحين ... سوف نخرج الى ساحة العالم حاملا قلوبنا مشعلا متقدا

سوف نفكر بحرية ... وبحرية نتكلم ونفعل

وسوف نكتب أسمنا على وجه الحياة ... سوف نعيش أسياد

الحزن
تم تم تم
لقد فرقتنا العاصفة على وجه هذا البحر الغضوب ... فالأمواج تجمعنا على ذلك الشاطئ الهادئ

وأن قتلتنا هذه الحياة ... فذاك الموت يحيينا

الحزن

تم تم تم
قال غدا يسير بك القدر الى الحياة المماوءة بالراحة والهدوء ... ويسير بى الى ساحة العالم حيث الجهاد
وتكونى من أسعد الناس بجمالك وطهر نفسك وانا الى مكامن أيام تعذبنى بأحزانها وتخيفنى بأشباحها ... أنتى الى الحياة وأنا الى النزاع ... أنتى الى الأنس والآلفة ، وأنا الى الوحشة والانفراد

الفرح
تم تم تم
سأتخذ الحب سميرا ، وأسمعه منشدا ، وأشربة خمرا ، والبسه ثوبا جميلاً

عند الفجر سينبهنى الحب من رقادى ويسير أمامى ألى البرية البعيدة ، وعد الظهيرة سيقودنى الى ظلال الأشجار

فأربض مع العصافير المحتمية من حرارة الشمس

، وفى المساء سيوقفنى أمام المغرب ويسمعنى نغمة الطبيعة ، ويرينى أشباح السكينة سابحة فى الفضاء ، وفى الليل سيعانقنى فأنام حالما العلوية حيث تقطن أرواح العشاق ... فى الربيع سأمشى والحب جنبا لجنب ، مترنمين بين التلول والمنحدرات ... متبعين آثار أقدام الحياة المخططة بالبنفسج ... شاربين بقايا الأمطار بكؤوس النرجس ... وفى الصيف سأتكىء والحب ساندين رأسينا الى أغمار القش مفترشين الأعشاب ملتحفين السماء ساهرين مع القمر والنجوم ... وفى الخريف سأذهب والحب الى البستان ناظرين الى الأشجار وهى تخلع أثوابها المذهبة متأملين أسراب الطيور الراحلة ... وفى الشتاء سأجلس والحب بقرب المواقد تاليين حكايات الأجيال مرددين أخبار الأمم والشعوب ... وفى أيام الشيبة سيكون لى الحب مهذبا وفى الكهولة عضدا وفى الشيخوخة مؤنسا
سيظل الحب معى الى نهاية العمر ، الى أن يجىء الموت ، الى أن يجمعنى بك قبضة الله .

الحزن
كل ما فى الوجود وكل معنى فى الحياة وكل سر فى النفس قد صار قبيحا رهيبا هائلا
فالنور المعنوى الذى آرانى جمال العالم وبهجة الكائنات قد انقلب نارا تحرق كبدى بلهيبها وتستر نفسى بدخانها ...
والنغمة التى كانت تضم إليها أصوات المخلوقات فتجعلها نشيدا علويا قد استحالت
الفرح
الشمس قد مالت الى الغروب وابتدأت الحقول والبساتين تتشج بنقاب السكينة والراحة ... والطيور تنشد للمساء ... فوقفت متأملا ثم تنهدت
قائلا :
أمام عرش الحرية تفرح هذه الأشجار بمداعبة النسيم ... وأمام هيبتها تبتهج بشعاع الشمس والقمر على مسامع الحرية تتناجى هذه العصافير
وحول أذيالها ترفرف بقرب السواقى ...
فى فضاء الحرية تسكب هذه الزهور عطر أنفاسها ... وأمام عينيها تبتسم لمجىء الصباح
كل ما فى الأرض يحيا بناموس طبيعيه ... ومن طبيعة ناموسه يستمد مجد الحرية وأفراحها
فيا حزن أرحل لم يبقى لك مكان بيننا