ActivInspire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دروس تعليمية
 
الرئيسيةاعلان أحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل للصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» رابط مجلة انها كلماتى انا والجروبات والصفحات ولينك صفحتى
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 09, 2017 12:41 pm من طرف نبيلة محمود خليل

» رابط منتدى الرضا والنور وأبو جهاد. مكتوب . نت لج . فيس بوك
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 04, 2015 11:45 am من طرف نبيلة محمود خليل

» من اقوال جمال عبد الناصر
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 19, 2013 1:40 pm من طرف نبيلة محمود خليل

» الوان من الحياة
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 14, 2013 1:23 pm من طرف نبيلة محمود خليل

» همسات اسلامية مع نبيلة وكلمة حق "
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 14, 2013 12:29 pm من طرف نبيلة محمود خليل

»  بسمة أمل - أو مركب الحياة - لسه
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد مايو 12, 2013 9:57 am من طرف نبيلة محمود خليل

»  فى رمضان مع نبيلة وابو بسلمه .. لسه
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد مايو 12, 2013 9:48 am من طرف نبيلة محمود خليل

» لحظات مع الحياة .. لسه
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد مايو 12, 2013 9:35 am من طرف نبيلة محمود خليل

» كلمة للتاريخ ,, من أقوال المؤرخين
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين فبراير 18, 2013 11:31 am من طرف نبيلة محمود خليل

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 L0y63849

قم بحفض و مشاطرة الرابط ActivInspire على موقع حفض الصفحات
خدمة راسلنى
اضغط هناااااااا
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيلة محمود خليل
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
سوسو سلامونتى
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
أسامة
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
يارا
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
محمود ابراهيم
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
سلوى
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
سناء
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
فكرية
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
رادا
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
نادية محمد
 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_rcap الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_voting_bar الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_vote_lcap 
نشرة اخبار منتدى رحماك ربى

 

  الأعجاز التشريعى

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
نبيلة محمود خليل
مديرة موقع رحماك ربى
مديرة موقع رحماك ربى
نبيلة محمود خليل


انثى عدد المساهمات : 1427
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعجاز التشريعى     الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2013 10:42 am

القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية وهو كتاب الله الذي أنزله على خاتم
أنبيائه ورسله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- وهو المعجزة التي تحدى الله -
سبحانه وتعالى- به العرب من أهل الفصاحة والبيان،  الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 31528_book2حيث
تحداهم في أكثر من آية منه على أن يأتوا بمثله فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور
مثله مفتريات فعجزوا، إلى أن تحداهم أن يأتوا بآية من مثله فعجزوا أيضا، وهم أهل
الفصاحة والبلاغة والكلام، كما أنه كان بلغتهم إلا أنه أبهرهم وأعجزهم في بيانه
وفصاحته وبلاغته.
هذا القرآن الكريم قد حفظه الله - تعالى- من التحريف والتأويل،
فكل الكتب السماوية السابقة ما منها من كتاب إلا وتم تحريفه، أما القرآن الكريم فقد
حفظه الله تعالى من التأويل والتحريف فقال تعالى:
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ]الحجر : 9[.
والإنسان بطبيعته يحيا في هذا الكون الشاسع فتدور في خاطره العديد
من الأسئلة كأن يقول: من أنا؟ من خلقني؟ وما هي رسالتي؟ وما مصيري بعد هذه
الحياة؟
والإنسان بطبيعته إذا لم يجد إجابة على أسئلته هذه سوف ييأس من حياته
فأنزل الله وحيه من السماء بهذا الكتاب ليجيب لكل إنسان عن أسئلته التي تجول في
خاطره حتى يهدأ باله ويسعد بحياته؛ حتى لا ييأس منها، إذ أن فيه إجابات لكل الأسئلة
فهو صالح لكل زمان ومكان ولكل وقت وحين فهو لا ينضب من كثرة الرد.
كما أنزل
الله هذا الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فالعرب قد انحرفوا عن مِلل
الأنبياء السابقين وتركوا ملة خليل الله إبراهيم وولده إسماعيل، وعبدوا الأصنام
والأوثان والكواكب والنجوم، مع أنها لا تنفع ولا تضر ولا تستطيع دفع الضرر عن
نفسها، فأنزل الله إليهم ذلك الكتاب ليخرجهم من الظلمات إلى النور.
كما انحرف
اليهود أيضًا عن هدْي نبيهم الذي أرسله الله إليهم وهو سيدنا موسى - عليه السلام-
فحرفوا التوراة وتقولوا على رب العالمين، وكذلك النصارى قد انحرفوا عن هدْي نبيهم
عيسى بن مريم - عليه السلام- وحرفوا الإنجيل وعبدوا عيسى وأمه واتخذوهما إلهين من
دون الله، وملأوا الأرض ظلما وجورا.
فأنزل الله إليهم هذا الكتاب – القرآن
الكريم- ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليخبرهم أن الإنسان في هذه الحياة الدنيا
له وجهتين: أولاهما: عبادة الله بما أمر به ، وثانيهما: القيام على
عمارة الأرض والمحافظة على ما أودع الله – تعالى- فيها من خير ومنافع
للناس.
وكان حفظ القرآن الكريم من التأويل والتحريف بأمر من الله تعالى حيث يقول
في كتابه وهو أصدق القائلين:
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ]الحجر : 9[.
كما أن حفظ القرآن الكريم كان حدثا فريدا في تاريخ رسالات السماء،
فقد نزل القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم- منجما – مفرقا- في حوالي ثلاث
وعشرين سنة تقريبا، فكان ينزل الوحي بالآية أو الآيتين أو السورة على النبي - صلى
الله عليه وسلم- ثم من فم النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى كتبة الوحي وكان – صلى
الله عليه وسلم- يقول لهم: ضعوا هذه الآية في موضع كذا وهذه في موضع كذا، حتى كان
آخر رمضان من عُمْر النبي – صلى الله عليه وسلم- تم ترتيب آيات القرآن الكريم في
سور وترتيب السور في القرآن توقيف من الله سبحانه وتعالى.
وأخيرًا، تم جمْع
القرآن في مصحف واحد في عهد الخليفة الأول للمسلمين بعد وفاة الرسول – صلى الله
عليه وسلم- أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه- ثم في عهد الخليفة الثالث عثمان
بن عفان – رضي الله عنه- تم جمع القرآن الكريم في المصحف العثماني الذي أرسله إلى
العديد من الأمصار المسلمة حتى لا يحدث فيه تحريف، وهذا المصحف العثماني قد نسخت
منه بلايين النسخ، كما نقلت عنه بلايين المصاحف، وطبعت بلايين الطبعات منه، وعلى
العديد من وسائل الإعلام المتجددة، وفي الصدور قبل السطور امتثالا لقول ربنا –
سبحانه وتعالى- وتحقيقا لوعده الإلهي حيث قال تعالى:
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾
]الحجر : 9[.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://activinspire.ahlamontada.net
نبيلة محمود خليل
مديرة موقع رحماك ربى
مديرة موقع رحماك ربى
نبيلة محمود خليل


انثى عدد المساهمات : 1427
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعجاز التشريعى     الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2013 10:42 am

الحج يعني قصد مكة المكرمة لأداء عبادة الطواف‏,‏ والسعي‏,‏ والوقوف
بعرفة‏,‏ وما يتبع ذلك من مناسك يؤديها كل مسلم‏,‏ بالغ‏,‏ عاقل‏,‏ حر‏,‏ مستطيع‏,‏
ولو مرة واحدة في العمر؛‏ وذلك استجابة لأمر الله‏,‏ وابتغاء مرضاته‏,‏ وهو أحد
أركان الإسلام  الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 16184_34445677الخمسة‏,‏ وفرض من الفرائض
المعلومة من الدين بالضرورة‏,‏ وحق لله ـ تعالى ـ على المستطيعين من عباده ذكوراً
وإناثاً لقول الحق ـ تبارك وتعالى‏ ـ
:‏﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً
وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ
العَالَمِينَ
(‏ آل عمران‏:97)‏ .

سئل رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:"أي الأعمال أفضل؟ قال‏: ‏إيمان بالله ورسوله‏,‏ قيل‏:‏ ثم ماذا؟ قال ‏:
‏ثم جهاد في سبيل الله‏,‏ قيل‏:‏ ثم ماذا؟ قال‏: ‏ثم حج مبرور‏ ـ أي الذي لا يخالطه
إثم ‏."
(أخرجه الإمام أحمد)
أولاً :من مقاصد الحج:
‏لهذه الفريضة الإسلامية الجليلة حِكَم عديدة منها
‏:‏
أولا‏:‏ تعريض كل من حج البيت ـ ولو لمرة واحدة في العمر ـ لكرامة أشرف
بقاع الأرض‏(‏ مكة المكرمة‏),‏ في أشرف أيام السنة‏(‏ الأيام العشرة الأولي من شهر
ذي الحجة‏),‏ قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏

"ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة ، فقال رجل‏:‏ هن أفضل‏,‏ أم
عدتهن جهادا في سبيل الله؟ . قال ـ صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ـ هن أفضل من عدتهن
جهاداً في سبيل الله‏,‏ وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة‏,‏ ينزل الله ـ تبارك
وتعالى ـ إلى السماء الدنيا‏,‏ فيباهي بأهل الأرض أهلَ السماء فيقول‏:‏" انظروا إلى
عبادي‏,‏ جاءوني شُعْثاً غُبْرا ضاحين‏، جاءوا من كل فج عميق‏,‏ يرجون رحمتي ولم
يروا عذابي‏"، فلم يُرَ يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة ‏ولذلك كان الوقوف
بعرفة هو ركن الحج الأعظم ‏.‏"

ومن تفضيل الأماكن‏,‏ فضل ربنا ـ تبارك وتعالى ـ مكة المكرمة وحرمها
الشريف على جميع بقاع الأرض‏,‏ ومن بعدها فضَّل مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ومن بعدها فضَّل بيت المقدس، كما جاء في العديد من أحاديث رسول الله ـ صلوات
الله وسلامه عليه ـ فإذا اجتمع فضل المكان وفضل الزمان ، تضاعفت البركات والأجور إن
شاء الله ‏.‏
ومن هنا كان من حِكَم فريضة الحج ـ بالإضافة إلى كونها طاعة للأمر
الإلهي ـ تعريض كل مسلم‏,‏ بالغ‏,‏ عاقل‏,‏ حر‏,‏ مستطيع‏ ـ ذكراً كان أو أنثى‏ ،‏
ولو لمرة واحدة في العمر ـ لبركة أشرف بقاع الأرض‏ ـ‏ الحرم المكي الشريف‏ ـ في
بركة أشرف أيام السنة ‏ـ‏ الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة‏ .


ومن أقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم‏ في شرف مكة المكرمة ما
يلي:‏


· "‏‏هذا البيت دعامة الإسلام‏,‏ فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو
معتمر‏,‏ كان مضموناً على الله‏,‏ إن قبضه أن يدخله الجنة‏,‏ وإن ردَّه‏,‏ ردَّه
بأجر وغنيمة" .


· "العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما ، والحج
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" .
(أخرجه الإمامان البخاري ومسلم).

· "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر
والذنوب‏‏ كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة‏,‏ وليس للحجة المبرورة ثواب
إلا الجنة" ‏.‏

ثانياً : ‏-‏ تذكير الحاج بمرحلية الحياة‏,‏ وبحتمية الرجوع إلى الله ـ
تعالى‏ ـ :‏

على الرغم من حقيقة الموت الذي كتبه الله ـ تعالى ـ على جميع خلقه والذي
يشهده أو يسمع به كل حي في كل لحظة‏,‏ وعلى الرغم من إيماننا ـ نحن معشر المسلمين ـ
بحتمية البعث والحساب والجزاء، ثم الخلود في الحياة القادمة، إما في الجنة أبداً أو
في النار أبداً، إلا أن دوامة الحياة ومشاغلها تكاد تنسي الناس هذه الحقائق التي هي
من صلب الدين.
يبقى الموت مصيبة ـ كما سماه القرآن الكريم ـ‏ ويبقى الأخطر من
مصيبة الموت غفلة الناس عنه‏,‏ وإعراضهم عن ذكره‏,‏ وقلة تفكرهم فيه‏,‏ وانصرافهم
عن العمل له‏,‏ وانشغالهم بالدنيا حتى أنستهم إياه أو كادت ‏.‏
وهنا تأتي شعيرة
الحج لتخرج الناس من دوامة الحياة ـ ولو لفترة قصيرة ـ وتذكرهم بحتمية العودة إلى
الله ـ تعالى
ثالثا:تذكير الإنسان بمحاسبة نفسه قبل أن يُحاسب وذلك انطلاقا من
الأعمال الإجرائية قبل القيام برحلة الحج و منها ما يلي ‏:‏

1‏ـ التوبة إلى الله ـ تعالى ـ من الذنوب والمعاصي.
‏2‏ـ وصل كل مقطوع من
صلات الرحم .
‏3‏ـ قضاء الديون ورد المظالم وغير ذلك من حقوق العباد لقول رسول
الله- صلى الله عليه وسلم‏ ـ:‏
" من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلل منه اليوم‏,‏ من
قبل ألا يكون دينار ولا درهم‏,‏ إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته‏,‏ وإن لم
تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه‏ "
(‏ البخاري‏) .‏
‏4ـ‏ أن يتعلم إخلاص النية لله-تعالى-لأن النية
بالحج لابد أن تكون خالصة لله ـ تعالى ـ في صدق وإخلاص تامين، ومتجردة عن كل هوى
وسمعة.
‏5-‏ التمسك بالحلال والهروب من الحرم لأن نفقات الحج لابد أن تكون من
أجل حلال المال‏.‏

‏6-‏ الحرص على تسديد زكاة المال قبل الخروج بالحج ‏.‏
‏7-‏ كتابة
الوصية وتوضيح كافة الحقوق فيها ‏.‏
وفي إتمام هذه الأعمال تهيئة للنفس تهيئة
كاملة لعملية مفارقة الحياة الدنيا، والرجوع إلى الله ـ تعالى ـ والاستعداد لحساب
القبر وجزائه‏,‏ ثم للبعث والحشر والعرض الأكبر، وتلقي الحساب والجزاء، ثم الخلود
في الحياة الآخرة، إما في الجنة أبداً، أو في النار أبداً ‏.‏

رابعا:التدرب العملي على مفارقة الحياة الدنيا:
1‏ـ غسل الإحرام يذكر الحاج بغسله ميتاً وهو لا يملك لنفسه شيئاً بين
أيدي مغسله‏,‏ وهو رمز للتطهر من الذنوب والآثام‏ .‏
‏2-‏ والإحرام يذكر الحاج
بالخروج من الدنيا بلا أدنى زينة أو ملك، كما يذكره بالكفن الذي سوف يُلف فيه جسده
بعد تغسيله ‏.‏
‏3‏ـ والنية عهد بين العبد وربه‏ .‏
‏4-‏ الوقوف عند الميقات
يذكر الحاج بأجله الذي حدده الله ـ تعالى ـ وباللحظة التي سوف يفارق فيها الحياة
الدنيا. والانتقال من الحِلَّ إلى الحرم عبر الميقات يذكر بالانتقال من الدنيا إلى
الآخرة عبر الموت‏,‏ والتلبية نداء إلى الله، واستنجاد برحمته، واحتماء بحماه
‏.‏
‏5-‏ والطواف حول الكعبة المشرفة يذكر بضرورة الانتظام مع حركة الكون في
خضوعه لأوامر الله ـ تعالى ـ وانصياعه لقوانين هذا الخالق العظيم وسننه، في عبادة
وذكر دائمين‏,‏ كما أن بداية الطواف ونهايته تؤكد أن بداية الأجل ونهايته،
والرَّمَل والاضطباع في طواف القدوم إحياء لسنة خاتم الأنبياء والمرسلين- صلى الله
عليه وسلم‏ .‏
‏6-‏ والصلاة في مقام إبراهيم تذكر بجهاد الأنبياء والمرسلين،
وبمقام الصالحين عند رب العالمين‏ .‏
‏7-‏ والشرب من ماء زمزم يؤكد قدرة رب
العالمين التي لا حدود لها، ولا عائق يقف في سبيلها من أجل إكرام عباده الصالحين
‏.‏
‏8-‏ والسعي بين الصفا والمروة يذكر بأم إسماعيل –عليها وعليه من الله
السلام - وهي تركض بين هذين الجبلين؛ بحثاً عن الماء لصغيرها، ونتيجة لإخلاصها .
ولثقتها في ربها أكرمها الله ـ تعالى ـ بجبريل يضرب أرض مكة المكرمة بجناحه، أو
بعقبه فيفجر ماء زمزم‏ من صخور مصمطة لا مسامية لها‏ .‏
‏9-‏ والنفرة إلى منى ثم
إلى عرفات تذكر بيوم البعث في زحامه وشدته ‏.‏
‏10-‏ والوقوف بعرفات يذكر بالحشر
وبالعرض الأكبر بين يدي الله ـ تعالى ـ وبالحساب ‏.‏
‏11-‏ والمبيت بالمزدلفة
يذكر بآلاف الأنبياء ومئات المرسلين الذين حجوا من قبل، والذين نزلوا بهذا المنزل؛
تأكيداً على وحدة الدين، وعلى الأخوة بين أنبياء رب العالمين، وإحياءً لسنة خاتمهم
أجمعين ـ صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين .
‏12-‏ والنحر والحلق أو
التقصير يذكران بفداء الله لنبيه إسماعيل؛ إكراماً لطاعته وطاعة أبيه إبراهيم ـ
عليهما السلام ـ لأوامر رب العالمين، وإحياءً لسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، ورمزاً
للتطهر من الذنوب والآثام ‏.‏
‏13-‏ ورمي الجمار تأكيد على حتمية انتصار العبد
المؤمن على الشيطان في هذا الصراع، والرجم رمز لذلك الانتصار، وعهد مع الله ـ تعالى
ـ على تحقيقه‏.‏
‏14-‏ والتحلل من الإحرام وطواف كلٍ من الإفاضة والوداع رمز
لانتهاء هذه الشعيرة العظمى، وعودة إلى دوامة الحياة من جديد بذنب مغفور، وعمل صالح
مقبول، وتجارة مع الله ـ تعالى ـ لن تبور.
ومن هنا كان واجب الحاج أن يبدأ مع
ربه صفحة جديدة، إطارها الفهم الصحيح لرسالة الإنسان في هذه الحياة‏ :‏ عبداً لله
يعبده ـ سبحانه وتعالى ـ بما أمر، ويجاهد بصدق من أجل حسن القيام بواجبات الاستخلاف
في الأرض بعمارتها، وإقامة دين الله وعدله على سطحها‏,‏ والدعوة إلى هذا الدين
بالكلمة الطيبة والحجة الواضحة والمنطق السوي من أجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس
من عذاب نار جهنم .‏
‏15-‏ وجموع الحُجَّاج من كل عرق ولون وجنس ولغة يتحركون في
موكب واحد لأداء هذه الفريضة الكبرى؛ تأكيداً على وحدة الجنس البشري المنبثق من أب
واحد وأم واحدة ، هما آدم وحواء ـ عليهما من الله السلام ـ وتأكيداً على وحدة رسالة
السماء ـ وهي الإسلام العظيم ـ وعلى الأخوة بين الأنبياء، وعلى وحدانية رب السموات
والأرض بغير شريك ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏,‏ والخالق منزه
تنزيهاً كاملاً عن جميع صفات خلقه، وعن كل وصف لا يليق بجلاله
‏.‏
خامسا: خروج الحاج من هذه الرحلة المباركة بعدد من الخصال الحميدة التي
منها‏ ما يلي:
1-‏ الزهد في الدنيا والحرص على الآخرة‏؛‏ وذلك لأن الدنيا مهما طال عمر
الإنسان فيها فإن نهايتها الموت‏,‏ وليس معنى ذلك إهمال مسئوليات الإنسان في
الدنيا؛ لأن الإنسان مطالب بالنجاح فيها ولكن ليس على حساب الآخرة‏ .‏
‏2-‏
اليقين بأن الحج يطهِّر من الذنوب والآثام انطلاقاً من قول رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ :
" من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " (رواه كل من الإمامين البخاري ومسلم) ‏.‏
ولقوله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ لعمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ حين قدم لمبايعته‏ :‏
" أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله ، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن
الحج يهدم ما قبله ؟ "
‏(‏ رواه الإمام مسلم‏) .‏
وانطلاقاً من هذا اليقين، كان واجباً على
كل من أدَّى فريضة الحج الحرص الشديد على عدم الوقوع فى معاصي الله‏ .‏
‏3-‏
الحرص على أداء العبادات المفروضة في وقتها، وعلى الإتيان من النوافل قدر الاستطاعة
‏.‏
‏4-‏ التمسك بطهارة النفس، واستقامة السلوك، وعفة اللسان، وغض البصر،
والتحكم في الشهوات والرغبات والأهواء، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس‏,‏ وصدق
الحديث‏,‏ ورقة التعامل مع الآخرين‏,‏ والتواضع للخلق‏,‏ وحسن الاستماع والاتباع‏,‏
والاحتشام في الزى والهيئة‏,‏ وإخلاص السرائر‏,‏ واجتناب سوء الظن بالآخرين في
الأحكام عليهم‏,‏ والتوسط والاعتدال في كل أمر‏,‏ والثبات على الحق ، والمجاهدة من
أجل نصرته، وتحمل تكاليف ذلك‏,‏ والحرص على العمل الصالح ، والتنافس فيه حتى يكون
في سلوك الحاج قدوة حسنة لغيره‏ .‏
‏5-‏ الحرص على التزوُّد من العلوم
الشرعية‏,‏ والتفقه في الدين‏,‏ والالتزام بما يتعلمه؛‏ وذلك لأن الإسلام
دين
لا يُبنَى على جهالة‏,‏ وإنما يُبنَى على علم والتزام . ومصدرا التلقي
للمسلم هما كتاب الله وسنة رسوله‏,‏ وعلى كل مسلم أن يجتهد في التعرف على أوامر
الله ـ تعالى ـ ويُلزِم نفسه وأهله بها‏,‏ وفي التعرف على نواهيه فيجتنبها
ويحاربها‏,‏ فإن انغلق عليه أمر من الأمور فعليه بسؤال أهل الذكر كما قال ربنا ـ
تبارك وتعالى ـ
‏:‏ ﴿ ‏ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
‏﴾
(النحل‏:43)
6-الحرص على الكسب الحلال‏,‏ وعلى طيب المَطْعَم والمشرب‏,‏ وعلى البعد
كلَّ البعد عن الشبهات والمحرمات‏ .‏
‏7-‏ المواظبة على الصحبة الطيبة‏,‏ وعلى
التزام جماعة المسلمين‏,‏ وعلى الولاء لهم‏,‏ والبراء من غيرهم‏ ،‏ وفي ذلك يقول
ربنا ـ تبارك وتعالى ـ مخاطباً خاتم أنبيائه ورسله ـ صلى الله عليه وسلم‏ ـ
:‏

‏﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَوَجْهَهُوَلاَتَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ
الدُّنْيَا
وَلاَتُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَاوَاتَّبَعَ هَوَاهُوَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً‏﴾ ‏(الكهف‏:28).

‏8-‏ الاهتمام بقضايا المسلمين الكبرى‏,‏ ومن أبرزها قضايا الأمية
بشقيها ( أمية القراءة والكتابة وأمية العقيدة ) وقضايا الحريات وقضايا التخلف
العلمي والتقني‏,‏ وتفشي كلٍ من الفقر والمرض، وقضايا تحرير أراضى المسلمين المحتلة
من مثل أراضى كل من فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وجنوب الفلبين، وأركان، وسبته
ومليلية وجزيرة ليلى وغيرها من الجزر المغربية.
‏9-‏ المساهمة الفعالة في الدعوة
إلى دين الله بالكلمة الطيبة، والحجة الواضحة، والمنطق السوي‏.‏
‏10-‏ العمل على
جمع كلمة المسلمين في وحدة كاملة ـ ولو على مراحل متتالية ـ كما حدث في الوحدة
الأوروبية ‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://activinspire.ahlamontada.net
نبيلة محمود خليل
مديرة موقع رحماك ربى
مديرة موقع رحماك ربى
نبيلة محمود خليل


انثى عدد المساهمات : 1427
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعجاز التشريعى     الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2013 10:43 am

هذا النص القرآني الكريم جاء في نهاية الثلث الثاني من سورة البقرة‏,‏
وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها مائتان وست وثمانون‏(286)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي أطول سور
القرآن الكريم علي الإطلاق‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي تلك
المعجزة الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 1971_55667 التي أجراها الله
ـ تعالي ـ علي يد عبده ونبيه موسي ـ علي نبينا وعليه من الله السلام ـ حين تعرض شخص
من قومه للقتل ولم يعرف قاتله‏,‏ فأوحي الله ـ تعالي ـ إلي عبده موسي أن يأمر قومه
بذبح بقرة‏,‏ وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله‏,‏ ويخبر عن قاتله‏,‏ ثم
يموت إحقاقا للحق‏,‏ وشهادة الله ـ تعالي ـ بالقدرة علي إحياء الموتى‏.‏
هذا وقد
سبق لنا استعراض سورة البقرة وما جاء فيها من التشريعات‏,‏ والعبادات‏,‏ وركائز
العقيدة‏,‏ ومكارم الأخلاق‏,‏ والقصص‏,‏ والإشارات الكونية‏,‏ ونركز هنا علي بعض
أوجه الإعجاز في عبادة الصيام كما جاء ذكرها في القرآن والسنة‏,‏ وكما أجمله النص
القرآني الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال‏.‏
من أوجه الإعجاز في النص
المختار:
جاء ذكر الصيام في القرآن الكريم ثلاث عشرة مرة في احدي عشرة آية‏,‏
موزعة في ست سور هي‏Sad‏ البقرة‏:183‏ ـ‏196,187),(‏ النساء‏:92),(‏
المائدة‏:95,89),(‏ مريم‏:26),(‏ الأحزاب‏:35),(‏ المجادلة‏:4),‏ وجاء ذكر شهر
رمضان مرة واحدة في القرآن الكريم كله‏.‏
وجاءت خمس آيات في سورة البقرة‏(183‏
ـ‏187)‏ عن صيام شهر رمضان‏,‏ وآية واحدة‏(196)‏ في صيام كفارة التحلل للمحصر‏,‏
إذا لم يكن قد اشترط في نية الحج أو العمرة‏,‏ وجاءت الإشارة إلي الصيام في سورة
النساء كفارة للقتل الخطأ للمؤمن إذا لم يستطع القاتل تحرير رقبة مؤمنة ودفع
الدية‏.‏
وجاءت الإشارة إلي الصيام في سورة المائدة مرة بمعني كفارة لليمين‏,‏
وأخري كفارة لقتل الصيد في أثناء الإحرام بالحج والعمرة أو بهما معا‏,‏ وجاءت
الإشارة إلي الصوم في سورة مريم بمعني الامتناع عن الكلام مع الآخرين‏,‏ وهي خصوصية
كانت لكل من زكريا ـ عليه السلام ـ والسيدة مريم ـ عليها رضوان الله‏.‏
وجاءت
الإشارة إلي الصائمين والصائمات لكل من الفرض والنوافل في سورة الأحزاب‏,‏ كما جاءت
الإشارة في سورة المجادلة إلي الصيام وكفارة للظهار‏.‏

وفي سورة البقرة يقول
ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
‏(‏البقرة‏:183).‏
والخطاب هنا للمؤمنين في زمن البعثة المحمدية
الشريفة يخبرهم أن الصيام كتب عليهم كما كتب علي الذين من قبلهم‏(‏ من لدن آدم إلي
زمانهم‏),‏ وفي ذلك تأكيد علي وحدة رسالة السماء المستمدة من وحدانية الخالق ـ
سبحانه وتعالي ـ‏,‏ وتأكيد كذلك علي أن الله ـ تعالي ـ قد ختم رسالات السماء ببعثة
الرسول الخاتم ـ صلي الله عليه وسلم ـ فليس من بعده نبي ولا رسول‏,‏ لذلك قال ـ
تعالي ـ‏:...‏ كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم‏..‏ ويدعم ذلك استخدام
الفعل‏(‏ كتب‏)‏ بدلا من‏(‏ شرع‏)‏ أو‏(‏ فرض‏)‏ أو‏(‏ وصي‏)‏ لأن هذه الأفعال
وقتية‏,‏ تتعلق بالشرائع الخاصة بأمة من الأمم في زمن من الأزمان‏,‏ لكن الفعل‏(‏
كتب‏)‏ يشير إلي ثبات الحكم إطلاقا‏,‏ بمعني أن صيام شهر رمضان المبارك بالهيئة
التي حددها لنا كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كان مكتوبا علي الأمم
من قبلنا كما هو مكتوب علينا‏,‏ وإن انحرف أهل الكتاب عنه‏,‏ وابتدعوا فيه ما لم
ينزل به الله سلطانا‏.‏
والصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وعن غيرهما من
المفطرات نهارا كاملا من طلوع الفجر الصادق‏,‏ إلي غروب الشمس‏,‏ والصيام منه
المفروض وهو صيام شهر رمضان أداء وقضاء‏,‏ وهو ركن من أركان الإسلام‏,‏ ومنه صيام
الكفارات‏,‏ والصيام المنذور‏,‏ وهناك الصيام المسنون أو المندوب‏,‏ ومنه الصوم في
شهر المحرم‏(‏ وأفضله التاسع والعاشر منه‏),‏ والصيام في رجب وشعبان وبقية الأشهر
الحرم‏,‏ ومنه صيام ثلاثة أيام من كل شهر‏,‏ ويندب أن تكون هي الأيام البيض‏(‏
أي‏:‏ الثالث عشر إلي الخامس عشر من الشهر العربي‏),‏ كما يندب صوم التاسع من ذي
الحجة‏(‏ يوم عرفة‏)‏ لغير القائم بأداء الحج‏,‏ ويندب صوم يومي الاثنين والخميس من
كل أسبوع‏,‏ وصوم ست من شوال مطلقا‏,‏ وللقادر علي صيام يوم وإفطار يوم أفضل أنواع
الصيام المندوب‏.‏
أما الصيام المكروه فهو إفراد يوم الجمعة وحده‏,‏ أو يوم
معلوم من أيام أصحاب المعتقدات الفاسدة وحده بالصيام‏,‏ ومن المكروه وصل الصيام في
شعبان بصوم رمضان‏.‏
ومن الصيام المحرم صيام يوم العيدين‏(‏ عيد الفطر وعيد
الأضحي‏),‏ وصيام أيام التشريق‏,‏ وصيام المرأة نفلا بغير إذن زوجها‏,‏ ومنه صيام
الدهر‏,‏ وصوم الوصال‏(‏ وهو مواصلة الإمساك نهارا وليلا‏),‏ ومنه صوم الصمت‏(‏ أي
الامتناع عن الكلام لفترة طويلة‏).‏

أوجه الحكمة من الصيام:
وأوجه الحكمة من الصيام عديدة‏,‏ منها ما
يلي‏:‏
1‏- تقوي الله‏,‏ لذلك ختمت الآية الكريمة بقوله ـ تعالي ـ‏:..‏ لعلكم
تتقون‏,‏ والتقوي تعرف بالإيمان بالله الخالق‏,‏ البارئ المصور‏,‏ والخضوع لجلاله
وحده بالعبودية والطاعة‏,‏ وخشيته في السر والعلن‏,‏ وهو ما يعبر عنه بتعبير الخوف
من الجليل‏,‏ والعمل بالتنزيل أي تطبيق القرآن الكريم أمرا واقعا في حياة الناس
أفرادا وجماعات‏,‏ والاستعداد ليوم الرحيل أي‏:‏ الاستعداد للموت‏,‏ وهذه القضايا
الثلاث تؤصل فهم رسالة الإنسان في هذه الحياة‏,‏ عبدا لله ـ تعالي ـ يعبده بما
أمر‏,‏ وينفذ أوامره‏,‏ ويتقي محارمه‏,‏ ومستخلفا ناجحا في الأرض‏,‏ مطالبا
بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها طيلة عمره‏(‏ أجله‏)‏ الذي ليس له من بعده إلا
الموت‏,‏ وحياة البرزخ‏,‏ ثم البعث والحشر والحساب والجزاء‏.‏
والذي يصل إلي هذا
المستوي من الفهم هو المؤمن الفاقه لدينه‏,‏ الذي يزيده الصيام طاعة لله‏,‏ وإيثارا
لمرضاته‏,‏ وتزيده تقوي الله حرصا علي حسن أداء العبادات‏,‏ ومنها الصيام الذي
تحرسه تقوي الله من أي مفسدة لهذه العبادة العظيمة التي قال عنها الله ـ تعالي ـ في
الحديث القدسي الذي يرويه المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ عن ربه‏:‏ كل عمل ابن آدم
له الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف‏,‏ إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به‏..,‏
وقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد‏.‏
‏2 ‏ ـ زيادة
الإخلاص في قلب الصائم تجعل الصيام خالصا لوجه الله ـ تعالي ـ وتقوية للإرادة عنده
بمداومة المقاومة لكل من الجوع والعطش‏,‏ ولغيرهما من الشهوات والمغريات‏,‏ ولذلك
قال ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه‏,‏ وقال‏:‏ الصوم جنة أي وقاية من المعاصي ومن النار بحرص الصائم علي غض
البصر‏,‏ وستر البدن‏,‏ وكف الأذي عن الناس‏,‏ لذلك قال ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏
بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له‏.‏
‏3 ‏ ـ إشعار الأغنياء بما يعانيه الفقراء
والمعوزون في المجتمعات الإنسانية من معاناة الجوع والعطش وآلام الفاقه‏,‏ فيذكرهم
ذلك بحقوق المحتاجين عليهم‏,‏ ويعودهم علي حسن الرعاية لهم‏,‏ وجاء في حديث ابن
عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ إن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان أجود الناس
وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل‏,‏ وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان
فيدارسه القرآن‏,‏ فلا رسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ أجود بالخير من الريح
المرسلة‏.‏ فشهر رمضان هو شهر تدريب المسلمين علي الجود والكرم والبذل في سبيل
الله‏,‏ وفي ذلك يقول رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من فطر صائما كان له مثل
أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء‏.‏
‏4‏ ـ تذكير المسلمين بمدارسة القرآن
الكريم في الشهر الذي أنزل فيه هذا الكتاب العزيز هدي ورحمة للمؤمنين‏,‏ حتي
يتعودوا علي ملازمته في حياتهم قراءة وفهما وتدبرا وتطبيقا واقعا في حياة الناس‏,‏
ورسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ الصيام والقرآن يشفعان يوم القيامة
للعبد‏,‏ يقول الصيام‏:‏ أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه‏,‏ ويقول القرآن‏:‏
منعته النوم بالليل فشفعني فيه‏,‏ قال‏:‏ فيشفعان‏.‏
‏5‏ ـ تعويد الصائم علي ضبط
النفس‏,‏ والبعد بها عن جميع صور الحرام من الغش والاحتيال والظلم والسرقة والربا
والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل‏,‏ وتعويدها علي تقويم السلوك‏,‏ والالتزام
بمكارم الأخلاق‏,‏ فالرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ يقول‏:‏ إذا كان يوم صوم
أحدكم فلا يرفث ولا يصخب‏,‏ فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم‏.‏
ويقول ـ
صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه
وشرابه‏.‏
‏6 ‏ ـ تعويد المسلم علي الاجتهاد في العبادة‏:‏ فرائضها ونوافلها‏,‏
فيجمع إلي الصلوات المفروضة العديد من السنن‏,‏ ومنها سنة صلاة التراويح‏,‏ وقيام
الليل‏,‏ والمواظبة علي تلاوة القرآن والتفقه في الدين‏,‏ وحضور مجالس العلم‏,‏
وأداء العمرة إن استطاع إلي ذلك سبيلا لقول رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم‏:‏ عمرة
في رمضان تقضي حجة معي‏,‏ وكان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يجتهد في العبادة
طوال شهر رمضان ما لا يجتهد في غيره‏,‏ خاصة في العشر الأواخر منه‏,‏ فعن أم
المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت‏:‏ إن النبي ـ صلي الله عليه
وسلم ـ كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل‏,‏ وأيقظ أهله‏,‏ وشد المئزر‏,‏ وعنها
ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يعتكف العشر الأواخر من
رمضان حتي توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده‏,‏ وروي الشيخان عن أبي هريرة
أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه‏.‏
‏7‏ ـ تعريض المسلم لبركات ليلة القدر التي يصفها القرآن
الكريم بأنها خير من ألف شهر‏(‏ أي‏:‏ أن العبادة فيها تعدل العبادة في أكثر من‏83‏
سنة‏),‏ ورسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ من قام ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‏,‏ وقال‏:‏ تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من
رمضان‏,‏ هذا فضلا عن بركات شهر رمضان‏,‏ وهو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في
كتاب الله‏,‏ والذي اختصه الله ـ تعالي ـ بإنزال القرآن الكريم فيه‏,‏ فقال ـ عز من
قائل ـ‏:‏ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان‏(‏
البقرة‏:185),‏ لذلك قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ إذا جاء رمضان فتحت
أبواب الجنة‏,‏ وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين‏.‏
ويؤكد رسول الله ـ صلي الله
عليه وسلم ـ أن جميع ما نعلم من رسالات السماء أنزل في هذا الشهر الفضيل‏,‏ فقال‏:‏
أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان‏,‏ وأنزلت التوراه لست مضت من رمضان‏,‏
وأنزل الزبور لثلاث عشرة مضت من رمضان‏,‏ وأنزل الإنجيل لثماني عشرة خلت من
رمضان‏,‏ وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان‏,‏ وهذا يؤكد مرة أخري وحدة رسالة
السماء المنبثقة من وحدانية الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ كما يؤكد علي حرمة وكرامة هذا
الشهر عند رب العالمين‏,‏ لذلك قال المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من أفطر يوما
من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه‏.‏
‏8 ‏ ـ
إحياء روح الجهاد في أمة الإسلام‏,‏ وذلك بتذكير المسلمين بأن جميع انتصاراتهم
العسكرية كانت في هذا الشهر الفضيل من غزة بدر الكبري‏,‏ إلي فتح مكة‏,‏ إلي معركة
الشرف والكرامة في العاشر من رمضان سنة‏1393‏ هـ‏/1973‏ م‏.‏
‏9‏ ـ إتاحة الفرصة
لأجساد الصائمين بأخذ فترة راحة استشفائية يتم خلالها إصلاح أعطابها‏,‏ وتطهيرها
مما تجمع فيها من الدهون‏,‏ والشحوم‏,‏ والسموم‏,‏ والنفايات علي مدي السنة‏,‏ خاصة
عند المصابين بالالتهابات المزمنة في الجهاز الهضمي وغدده‏,‏ والمبتلين بزيادة
الوزن مما يؤدي إلي التهابات المفاصل التنكسي في الركبتين‏,‏ وعند المصابين بارتفاع
ضغط الدم واضطرابات الجهاز الدوري بصفة عامة‏,‏ وذلك لأن‏10%‏ من كمية الدم التي
يدفع بها القلب إلي الجسم تذهب إلي الجهاز الهضمي في أثناء عملية الهضم‏,‏ ويتوقف
ضخ هذه الكمية في أثناء الصيام مما يقلل من جهد عضلة القلب ويريحها طوال فترة
الصيام‏.‏
هذا بالإضافة إلي ما ثبت للصوم من تأثيره الإيجابي علي قدرات التفكر
والتذكر‏,‏ وتقوية جهاز المناعة‏,‏ والشفاء من العديد من الأمراض من مثل أمراض
الكلي والمثانة وغيرها‏,‏ ولذلك قيل‏:‏ صوموا تصحوا‏.‏
‏10‏ ـ صوم شهر رمضان
يذكر المسلمين بحقيقة أنهم أمة واحدة‏,‏ لديها من عوامل التوحد ما لا يتوافر لغيرها
من الأمم التي أدركت أننا نعيش اليوم في عالم التكتلات البشرية الكبيرة‏,‏
فتوحدت‏,‏ في الوقت الذي تسعي لمزيد من تفتيت المسلمين بعد أن قطعت أوصالهم في أكثر
من‏57‏ دولة ودويلة فبعثرت إمكاناتهم المادية والمعنوية والبشرية‏,‏ وأدت إلي
تخلفهم في كل منحي من مناحي الحياة‏,‏ ولعل كل رمضان يمر بالمسلمين يذكرهم بحقيقة
أنهم أمة واحدة حتي يبادروا بتجسيد ذلك أمرا واقعا‏,‏ إنقاذا لأنفسهم وللبشرية
الضالة من حواليهم من الهلاك‏.‏
من أجل ذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *
أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى
سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن
تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ﴾
(‏ البقرة‏:183‏ ـ‏184).‏
وفي ختام هاتين الآيتين الكريمتين يتضح
عدد من أوجه الإعجاز العلمي والتشريعي والإنبائي في النص القرآني الذي اخترناه
عنوانا لهذا المقال‏,‏ فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة
القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الأنام ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله
وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://activinspire.ahlamontada.net
نبيلة محمود خليل
مديرة موقع رحماك ربى
مديرة موقع رحماك ربى
نبيلة محمود خليل


انثى عدد المساهمات : 1427
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعجاز التشريعى     الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2013 10:43 am

في تفسير هذا النص القرآني الكريم‏ ذكر ابن كثير‏ ـ‏ رحمه الله ـ‏ في
تفسيره م الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 29073_250ا نصه‏:‏ وقوله ـ تعالى ـ ‏:
)...وَمَن دَخَلَهُ كَانَ
آمِناً...
(يعني حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء‏,‏ وكذلك كان الأمر في حال
الجاهلية‏,‏ كما قال الحسن البصري وغيره‏:‏ كان الرجل يَقتل فيضع في عنقه صوفة
ويدخل الحرم‏,‏ فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج.
وعن ابن عباس قال‏:‏ من
عاذ بالبيت أعاذه البيت‏,‏ ولكن لا يُؤوى ولا يُطعم‏,‏ ولا يُسقى‏,‏ فإذا خرج أخذ
بذنبه‏,‏ وقال ـ تعالى ـ ‏:
) أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً
آمِناً
وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ‏ " الآية‏,‏ وقال ـ تعالى ـ ‏:
"‏ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن
جُوعٍ
وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (,‏ وحتى إنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها
وتنفيره عن أوكاره‏,‏ وحرمة قطع شجرها وقلع حشيشها‏,‏ كما ثبتت الأحاديث والآثار في
ذلك‏.‏ ففي الصحيحين ـ واللفظ لمسلم ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم فتح مكة‏: "‏ لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا‏",‏ وقال‏: "‏ إن
هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض‏,‏ فهو حرام بحرمة الله إلى يوم
القيامة‏,‏ وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي‏,‏ ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار‏,‏
فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة‏:‏ لا يعضد شوكه‏,‏ ولا ينفر صيده‏,‏ ولا
تلتقط لقطته إلا من عرفها‏,‏ ولا يختلي خلاه ‏",‏ فقال العباس‏:‏ يا رسول الله إلا
الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم‏.‏ فقال‏: "‏ إلا الإذخر"، وعن أبي شريح العدوي أنه
قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة‏:‏ ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولاً
قال به رسول الله ـ‏ صلى الله عليه وسلم‏ ـ‏ الغد من يوم الفتح‏,‏ سمعته أذناي،
ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلم به:‏ إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال‏ :‏" إن
مكة‏ حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك
بها دما‏,‏ أو يعضد بها شجرة‏,‏ فإن أحد ترخص بقتال رسول الله فيها فقولوا له‏:‏ إن
الله أذن لنبيه ولم يأذن لكم‏,‏ وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار‏,‏ وقد عادت حرمتها
اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب ",‏ فقيل لأبي شريح ما قال لك عمرو؟
قال‏:‏ أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح‏,‏ إن الحرم لا يعيذ عاصياً ولا فاراً بدم
ولا فاراً بخربة‏ ـ‏ أي سرقة إبل‏.‏
وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏: "‏ لا يحل لأحد ان يحمل السلاح بمكة ‏". وعن
عبد الله بن الحمراء الزهري‏‏ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول وهو
واقف بالحرورة بسوق مكة‏: "‏ والله إنك لخير أرض الله‏,‏ وأحب أرض الله إلى الله‏,‏
ولولا أني أخرجت منك ماخرجت‏ ".‏
وأضاف ابن كثير في نهاية هذه التطوافة المباركة قوله‏:‏ وقال بعضهم في
قوله ـ تعالى ـ‏ :
)...وَمَن دَخَلَهُ كَانَ
آمِناً...
( قال‏:‏ آمنا من النار‏,‏ (وهذا بعد بالمعنى عن
الأمن الدنيوي الذي هو واضح القصد من النص)‏.‏
ولم يزد بقية المفسرين على هذا
التفصيل شيئاً يستحق تكراره هنا‏ .‏
من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم :
من معانى هذا النص القرآني الكريم الذي يقول فيه ربنا‏ـ تبارك وتعالى‏
ـ:
)...وَمَن دَخَلَهُ كَانَ
آمِناً...
( (آل عمران:97)
التأكيد على أمن من دخل إلى
الحرم المكي على اتساع مساحته‏,‏ فكل من دخل في هذا الحرم صار آمناً على نفسه‏,‏
مطمئناً على ماله ولو كان مطلوباً للثأر ولاذ به‏,‏ كان ذلك في الجاهلية‏‏ من بقايا
إجلال الناس هذا المكان‏ الذي كرمه ربنا‏ ـ تبارك وتعالى ـ وفضله على جميع بقاع
الأرض‏,‏ وجعله أشرفها على الإطلاق‏,‏ متبوعاً في هذا الحرمة بالمدينة المنورة‏,‏
ثم بمدينة القدس‏ (‏ فك الله إسارها وإسار وجميع أرض فلسطين، وباقي أراضى المسلمين
من أيدي المحتلين لها اللهم آمين يا رب العالمين‏).‏
وفي أثناء الفتح الإسلامي
لمكة المكرمة أمر رسول الله‏ ـ صلى الله عليه وسلم‏ ـ بمنادٍ ينادي‏:‏ "من دخل
المسجد فهو آمن‏,‏ ومن دخل داره فهو آمن‏,‏ ومن دخل دار أبي سفيان فهو
آمن"‏.‏
أما اليوم فمن اقترف في الحرم المكي جرماً من جرائم الحدود أقيم عليه
الحد والأمن في الحرم المكي ليس للإنسان فقط‏,‏ بل هو أيضاً للحيوان والنبات‏,‏ فقد
حرم رسول الله‏ ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏ أن يُعضد شوكه‏,‏ أو يُقلع حشيشه‏,‏ أو
يُقطع شجره‏,‏ أو يُنفر صيده‏.‏
وقد لاحظ المراقبون أن الحيوانات الضارية لا
تصطرع في الحرم المكي‏,‏ ولا يؤذي بعضها بعضا‏ًً,‏ بل تخالط من الحيوانات ما تعودت
على افتراسه خارج الحرم المكي‏,‏ ولا تتعرض له فيه أبداً بأذى‏.‏
ويروي لنا
التاريخ أن كل جبار قصد الحرم المكي بسوء أهلكه الله‏,‏ ولم يمكنه من ذلك‏,‏ كما
حدث مع أصحاب الفيل‏.‏ وربنا‏ ـ‏ تبارك وتعالى ـ‏ يقرر حمايته لبيته العتيق بقوله‏
ـ عز من قائل ـ : ‏" وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ
عَذَابٍ أَلِيمٍ " ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ (‏الحج‏:25) .
وتفسيرا لهذا
الوعد الإلهي قال المصطفى ‏ـ صلى الله عليه وسلم‏ ـ :‏ " لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا
سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ "‏ (أخرجه الشيخان في
صحيحيهما)،
وقال -صلي الله عليه وسلم-:" لن تغز مكة بعد هذا العام أبدا "‏
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده) .
بعض الشواهد العلمية على أمن الحرم المكي
‏:‏
أولاً ‏:‏ حماية مكة المكرمة من الهزات الأرضية والثورات البركانية
‏:‏
على الرغم من انفتاح قاع البحر الأحمر بخسوف أرضية عميقة‏,‏ واتساع هذا
القاع بمعدل ‏1‏ـ‏3‏ سنتيمترات في كل سنة‏ (‏ تقاس عند باب المندب‏),‏ وعلى الرغم
من تحرك الجزيرة العربية ككل في الاتجاه الشمالي الشرقي ـ‏ أي في عكس اتجاه عقرب
الساعة‏ ـ متباعدة عن القارة الإفريقية‏,‏ وعلى الرغم من السجلات الزلزالية
المدونة‏,‏ و‏الثورات البركانية العنيفة التي تركت طفوحاً هائلة من الحمم والرماد
البركاني‏ في منطقة تهامة والحجاز قديماً وحديثاً‏,‏ والتي تقدر بنحو‏2586‏ حدثاً
زلزالياً ‏(‏ بقدر يتراوح من‏3.1‏ إلى‏6.7‏ درجة‏)‏ خلال الفترة من سنة‏627‏ م
إلى‏1989‏ م‏,‏ وما تلي ذلك من زلازل حتى اليوم تجاوز قدر أعلاها‏6‏ درجات على
مقياس رختر,‏ وامتدت من اليمن جنوباً (مثل زلزال ذمار الذي حدث في13/‏12/1982م‏)
إلى زلازل خليج العقبة شمالا‏ًً,‏ فلم تسجل هزة أرضية عنيفة في الحرم المكي كله
الممتد من وادي الشميسي غربا‏ًً (‏ على بعد‏15‏ كم من مكة المكرمة‏)‏ إلى الجعرانة
شرقاً (‏ على بعد‏16‏ كم‏),‏ ومن أضاه جنوباً ‏(‏ على بعد‏12‏ كم‏)‏ إلى التنعيم
شمالاً ‏(‏ على بعد‏6‏ كم‏),‏ وإلى وادي نخلة في الشمال الشرقي من مكة المكرمة‏(‏
على بعد‏14‏ كم‏),‏ أي في منطقة تقدر مساحتها بنحو ستمائة كيلومتر مربع‏,‏ وذلك على
الرغم من وقوع زلزال مروِّع في المدينة المنورة سنة‏1256‏ م‏,‏ صاحبته ثورة بركانية
عنيفة‏,‏ وعلى الرغم من وجود أكثر من تسعين ألف كيلومتر مربع من الطفوح البركانية
وآلاف الفوهات البركانية على طول أرض الحجاز ‏.‏
ثانيا‏ًً :‏ إثبات توسط مكة
المكرمة لليابسة‏ :‏
في دراسة علمية دقيقة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن
الرئيسية في العالم‏‏ أثبت الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين تمركز مكة المكرمة في
قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات‏,‏ أي أن اليابسة موزعة حول مكة المكرمة توزعاً
منتظما‏ًً,‏ واستنتج من ذلك أن هذه المدينة المباركة تعتبر مركزاً لليابسة، وهى
تنفرد بذلك عن جميع بقاع اليابسة.
ثالثا‏ًً :‏ انتفاء الانحراف المغناطيسي على
مسار خط طول مكة المكرمة‏ :‏
كذلك أثبت هذا العالم المصري الجليل‏ ـ الذي نسأل
الله تعالى له الرحمات ـ‏ أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول‏
(39.817‏ درجة شرقا‏)‏ تقع جميعها في الإسقاط الذي قام به على خط مستقيم هو خط
الشمال -الجنوب الجغرافي،‏ بمعنى انعدام الانحراف المغناطيسي على طول هذا الخط‏,‏
مع وجوده على باقي خطوط الطول الأخرى‏,‏ وهي ميزة ينفرد بها خط طول مكة المكرمة
‏.‏
هذه الخصوصية لا ‏(‏ ولم‏)‏ تمنع تعرض تلك الأرض المباركة لبعض الهزات
الأرضية الخفيفة ولعدد من التغيرات المناخية التي تسبب هطول الأمطار الموسمية
بغزارة على ندرة حدوث ذلك‏,‏ وقد تصاحب هذه الأمطار الغزيرة بالسيول الجارفة التي
طاف فيها بعض الطائفين حول الكعبة المشرفة سباحة‏ًً.‏
بعض الشواهد القرآنية على
كرامة الحرم المكي :


· في عشرات الآيات يقابل القرآن الكريم الأرض‏ ـ على ضآلتها النسبية‏ ـ
بالسماء‏ ـ على اتساعها المذهل، وهذه المقابلة لابد أنها متعلقة بوضع خاص للأرض
بالنسبة إلى السماء‏.‏


· يذكر القرآن الكريم تعبير السماوات والأرض وما بينهما في عشرين آية
قرآنية صريحة‏,‏ وهذه البينية لا تتم إلا إذا كانت الأرض في مركز السماوات‏,‏ أي في
مركز الكون‏.


· كذلك يؤكد مركزية الأرض من الكون قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى‏ ـ في سورة
الرحمن‏ :‏
) يَا مَعْشَرَ الجِنِّوَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ
السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ
(
‏‏ (‏ الرحمن‏:33) ‏ ‏
وذلك لأن قطر أي شكل هندسي هو الخط الواصل
بين طرفيه مروراً بمركزه‏,‏ فإذا انطبقت أقطار السماوات ـ‏ مع ضخامتها ـ‏ مع أقطار
الأرض‏ ـ على ضآلتها النسبية ـ‏ فلابد و أن تكون الأرض في مركز السماوات‏.
-
إثبات الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين‏ ـ‏ رحمه الله رحمة واسعة ـ‏ توسط مكة
المكرمة لليابسة‏,‏ وإثبات وجود الأرضين السبع كلها في أرضنا‏,‏ انطلاقاً من دراسة
نتائج الهزات الزلزالية الطبيعية والصناعية ومن أقوال سيد المرسلين‏ ـ عليه أفضل
الصلاة وأزكى التسليم‏ ـ‏ التي منها أقوله الشريفة: " من أخذ شيئا من الأرض بغير
حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " (رواه البخاري).


· " إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع
"‏.


· " يا معشر قريش‏,‏ يا معشر أهل مكة‏,‏ إنكم بحذاء
وسط السماء‏,‏ وأقل الأرض ثيابا‏ًً,‏ فلا تتخذوا المواشي‏ "


· " البيت المعمور منا مكة "‏،‏ ووصفه البيت المعمور
بأنه بيت في السماء السابعة على حيال الكعبة تماما حتى لو خر لخر فوقها‏. ‏
كل
ذلك يؤكد لنا أن الأرض في مركز الكون‏,‏ وأن الكعبة المشرفة في مركز الأرض
الأولى‏,‏ ومن دونها ست أرضين‏,‏ ومن حولها سبع سماوات‏,‏ والكعبة تحت البيت
المعمور مباشرة‏,‏ وهو كعبة الملائكة‏.
‏ هذا الموقع المتميز للحرم المكي أعطاه
من الشرف والكرامة‏,‏ والبركة والعناية الإلهية ما جعل من الوصف القرآني في قول
ربنا –تبارك تعالى-‏:
)...وَمَن دَخَلَهُ كَانَ
آمِناً...
( حقيقة مدركة ملموسة؛ لأنه دخل في أمان الله وظل
عرشه‏,‏ وهل يمكن أن يُضام من نال شرف التواجد في هذا المكان ؟ .
من هنا كان
اختيار الحرم المكي ليكون أول بيت وضع للناس على الأرض، و أول بيت عُبد الله‏ ـ
تعالى ـ‏ فيه على الأرض‏,‏ وجعله قبلة للمسلمين‏,‏ ومقصداً لحجهم واعتمارهم‏,‏ وجعل
الصلاة فيه بمائة ألف صلاة‏,‏ والحسنة فيه بمائة ألف حسنة‏,‏ لذلك قال رسول الله ـ‏
صلى الله عليه وسلم ـ‏ في حق مكة المكرمة عشرات الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد
خصوصية المكان‏,‏ ومكانته عند الله ـ سبحانه وتعالى‏ ـ ومنها:


· " هذا البيت دعامة الإسلام‏,‏ من خرج يؤم هذا
البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا على الله إن قبضه أن يدخله الجنة‏,‏ وإن رده أن
يرده بأجر وغنيمة ‏" .
‏فسبحان الذي اختار مكة المكرمة موقعاً لأول بيت عُبد فيه
في الأرض‏,‏ واختاره بهذه المركزية من الكون‏,‏ وغمره بالكرامات والبركات‏,‏ وقرر
أن من دخله كان آمناً‏ .‏ وهذه حقائق ما كان للإنسان أن يدركها لولا نزول القرآن
الكريم‏,‏ وحفظه بلغة وحيه بحفظ الرحمن الرحيم‏,‏ فالحمد لله على نعمة الاسلام‏,‏
والحمد لله على نعمة مكة المكرمة‏,‏ والحمد لله على نعمة القرآن الكريم‏,‏ والحمد
لله على بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال فيه ربه ـ تبارك وتعالى‏ ـ :
) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ
شَاهِداً

وَمُبَشِّراً
وَنَذِيراً . وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً (
(‏الأحزاب‏:46,45).
فصل اللهم وسلم وبارك
عليه، وعلى آله وصحبه ,‏ ومن تبع هداه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين,‏ والحمد لله رب
العالمين‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://activinspire.ahlamontada.net
نبيلة محمود خليل
مديرة موقع رحماك ربى
مديرة موقع رحماك ربى
نبيلة محمود خليل


انثى عدد المساهمات : 1427
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعجاز التشريعى     الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2013 10:44 am

موجز
الأصل في العبادات أنها لا تُعلل، ولكن إذا أدرك العابد الحكمة من
ورائها أتقن أداءها، وضبط سلوكه حيال ذلك الأداء، واستمتع به روحيا ومعنويا بدرجة
كبيرة، وحققت العبادة الغاية من فرضها , وثبت بها الأجر إن شاء الله تعالى
.
ومن الحكم التي أردكناها من فريضة الحج ما يلي:
أولا: تعريض الحجيج لكرامة
أشرف بقاع الأرض في أشرف أيام السنة حتى تتضاعف البركات ويتضاعف الأجر إن شاء الله
.
ثانيا: تذكير الحاج بمرحلية الحياه ،وبحتمية الرجوع إلي الله .
ثالثا:
الاستفادة بهذا المؤتمر الإسلامي الدولي في مناقشة قضايا المسلمين والعالم
.


وفي ضوء هذا الفهم يلتزم الحاج بعدد من القيم السلوكية التي منها ما
يلي:
(1) استشعار جلال كل من المكان
والزمان بالتزام السكينه والخشوع.
(2)
الاكثار من العبادة، والاستغفار، والدعاء، والتلبيه.
(3) الصبر على ما
يمكن أن يتعرض له الحاج من الشدائد والمكاره .
(4) الاجتهاد في تطبيق معنى
الأخوة الإنسانية .
(5) التواضع ولين الجانب .
(6) التراحم بين الحجيج
.
(7) الجود والكرم والبذل في سبيل
الله .
(Cool الحلم، والعفو، والصفح،
وترك المراء .
(9) الإلتزام بخفض الصوت وأدب الحديث .
(10) الرفق بالعباد
والمبادرة بمساعدة الضعفاء من المرضى وكبار السن .
(11) الإلتزام بحقوق
المرافقين وضوابط الجماعة وقوانين الدولة المضيفه ونظمها .


مقدمة:
(الحج) : يعنى قصد مكه المكرمه لأداء عبادة الطواف، والسعى، والوقوف
بعرفه، وما يتبع ذلك من مناسك يؤديها كل مسلم، بالغ، عاقل، حر، مستطيع، ولو مرة
واحدة في العمر، وذلك استجابه لأمر الله، وابتغاء مرضاته، وهو أحد أركان الإسلام
الخمسة، وفرض من الفرائض المعلومه من الدين بالضرورة، وحق لله تعالى
على المستطيعين من عباده ذكورا وإناثا لقول الحق تبارك وتعالى :
" وَلِلَّهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاًمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنيٌّ عَنِ العَالَمِينَ
" (آل عمران 97) .
والحج هو
عبادة من أَجَلَّ العبادات وأفضلها عند رب العالمين بعد الإيمان بالله ورسوله
والجهاد في سبيله ، وذلك لما رواه أبو هريره
رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال :
"إيمان بالله ورسوله"، قيل : ثم ماذا؟ قال: "ثم جهاد في سبيل الله"، قيل : ثم ماذا؟ قال: "ثم حج مبرور"، أي الذي لا يخالطه إثم . وأصل (العبادة): الطاعة، و (التعبد) :هو
التنسك، والطاعة المبنية على أساس من الطمأنينة العقلية والقلبية الكاملة لا تحتاج
إلي تبرير، ولكن إذا عرفت الحكمة من ورائها أداها العبد بإتقان أفضل، وكان سلوكه في
أدائها أنبل وأجمل، خاصة وأن من مآسى عصرنا الجلية:
ظاهرة المفاصلة بين العبادة
والسلوك مما يفقد العبادة دورها في ترفيق القلب، وتهذيب النفس، وضبط السلوك، وزيادة
الإحساس بمعية الله تعالى ويظهر ذلك أكثر ما يظهر في أثناء أداء فريضة
الحج وذلك لشدة الزحام، ولمحدودية الوقت، ولكثرة التكاليف الشرعية فى هذه الفترة
المحدودة ولجهل القطاع الغالب من الناس بحقيقة
هذه العبادة والحكمة من أدائها, و لكن إذا فهمت الحكمة من أداء هذه الفريضة
العظيمة أداها العبد أحسن الأداء وأكمله، وأعان غيره من إخوانه على حسن أدائها،
وذلك بحسن الفهم، والالتزام بالنظم، والإيثار على النفس تقربا إلي الله تعالى
وتضرعا، وحبا في عون عباد الله والمسارعة إلي نجدتهم، واعتبار ذلك من تمام
أداء هذه العبادة التي يساويها خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم بالجهاد إذ
يقول
: "جهاد الكبير، والضعيف، والمرأة، الحج " (النسائى) .

من الحكم والأهداف المستفاده من أداء فريضه الحج
لهذه الفريضه الإسلامية الجليله حكم عديدة منها:
أولا: تعريض كل من حج البيت ولو لمرة واحدة في العمر لكرامة أشرف بقاع
الأرض في أشرف أيام السنة:
فالله تعالى خلق كلا من المكان والزمان، وجعلهما أمرين
متواصلين فلا يوجد مكان بلا زمان، ولا زمان بلا مكان. وكما فضًّل الله بعض الرسل
على بعض، وبعض الأنبياء على بعض، وبعض أفراد البشر على بعض فضًّل سبحانه وتعالى بعض الأزمنه على بعض، وبعض الأماكن على بعض ,
فمن تفضيل الأزمنه جعل ربنا تبارك وتعالى يوم الجمعة من أفضل ايام الأسبوع، وجعل
شهر رمضان أفضل شهور السنة، وجعل الليالى العشر الأخيرة من هذا الشهر الفضيل أشرف
ليالى السنة، وجعل أشرفها على الإطلاق ليلة القدر التي جعلها الله تعالى
خير من ألف شهر.
ومن بعد رمضان يأتي فضل أشهر الحج، ومن بعدها تأتي بقية
الأشهر الحرم ومن الأيام جعل ربنا تبارك
وتعالى أشرفها الأيام العشرة الأولى من
شهر ذى الحجة، وجعل أشرفها على الإطلاق يوم عرفة، وفى ذلك يروى عن جابر رضى الله عنه
أنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
" ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذى الحجة " فقال رجل: هن أفضل أم من عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " هن أفضل من عدتهن جهادا فى سبيل الله وما من يوم أفضل عند الله من يوم
عرفة، ينزل الله تبارك وتعالى إلي السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء
فيقول: أنظروا إلي عبادى، جاءونى شعثاً غبرا ضاحين. جاءوا من كل فج عميق ، يرجون
رحمتى ولم يروا عذابي، فلم يُر يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة
"
(رواه أبو يعلى، والبزار، وابن خزيمه، وابن حبان، واللفظ له)، ولذلك
كان الوقوف بعرفه هو ركن الحج الأعظم .
ومن تفضيل الأماكن، فضَّل ربنا ـ تبارك
وتعالى ـ مكة المكرمة وحرمها الشريف على جميع بقاع الأرض، ومن بعدها فضل مدينة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدها فضل بيت المقدس كما جاء في العديد من
أحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
فإذا اجتمع فضل المكان وفضل الزمان تضاعفت البركات والأجور إن شاء الله .
ومن
هنا كان من حكم فريضة الحج بالإضافة إلى
كونها طاعة للأمر الإلهى تعريض كل مسلم،
بالغ، عاقل ، حر، مستطيع ، ذكرا كان أو أنثى، ولو لمره واحدة في العمر لبركه المكان
(الحرم المكي الشريف) في بركة الزمان (الأيام العشرة الأولى من ذى الحجة إن لم يكن
لشهرى ذى القعدة وذى الحجة كاملين) ولذلك قال
تعالى :
" وَلِلَّهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
وَمَن كَفَرَ
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ
" (آل عمران97).
وقال المصطفى
صلى الله عليه وسلم :
"هذا البيت دعامة الإسلام، فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر، كان
مضمونا على الله، إن قبضه أن يدخله الجنة، وإن رده، رده بأجر وغنيمة
"
.
وروى كل من الإمامين البخارى ومسلم عن أبي هريره رضى الله عنه
أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" العمره إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا
الجنة "
.
ورى كل من الإمامين الترمذى والنسائى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
أنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
" تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفى الكير
خبث الحديد والذهب والفضه. وليس للحجه المبرورة ثواب إلا الجنة
"
.

من الدلائل الحسية على كرامة الحرم المكي
الشريف:
(1) توسطه من اليابسه التي تتوزع حول هذا الحرم توزعا منتظما كما أثبت
ذلك الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين رحمه
الله في دراسته العلمية الجادة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم
.
(2) انعدام الانحراف المغناطيسى عند خط طول مكه المكرمة ( ´817 39° شرقا) .
(3) وجود أركان الكعبه المشرفة في الاتجاهات
الأصلية الأربع تماما .
(4) تفجر عين
زمزم وسط صخور نارية ومتحوله مصمطه وفيضانها لأكثر من ثلاثة ألاف سنة .
(5) ثبوت
الطبيعة النيزكيه لكل من الحجر الأسود ومقام إبراهيم مما يثبت أنهما من أحجار
السماء ، وليسا من أحجار الأرض كما قرر رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أكثر من
حديث نبوى شريف .


من الدلائل الدينية على كرامه الحرم المكى
الشريف:
(1) اختياره مكانا لبناء أول بيت وضع للناس يقول فيه ربنا تبارك وتعالى :
" إِنَّ
أَوَّلَ بَيْتٍ
وَضِعَ
لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً
وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران96).
(2) اختيار الكعبة المشرفه قبله للعابدين، وفي ذلك
يقول ربنا تبارك وتعالى
:
" قَدْ نَرَى
تَقَلُّبَ
وَجْهِكَ فِي
السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ
وَجْهَكَ
شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ
وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواوُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ
وَإِنَّ
الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن
رَّبِّهِمْ
وَمَا
اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
" (البقرة 144).
(3) أنها المدينة الوحيدة التي ورد ذكرها وذكر حرمها
الشريف فى كتاب الله سبعة وعشرين مرة. وسميت باسمها سورة من سور القرآن الكريم هي
سورة " البلد ".
(4) أنها المدينة الوحيدة التي أقسم بها ربنا تبارك وتعالى
فى محكم كتابه وهو تعالى الغنى عن
القسم فقال عز من قائل:
" لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ " (البلد:1).
وقال :
"وَالتِّينِوَالزَّيْتُونِ.وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا
البَلَدِ الأَمِينِ
" (التين3:1).
والبلد هنا هي
مكة المكرمة وحرمها الشريف الذي حرمه الله
تعالى يوم خلق السماوات والأرض،
وجعله حرما آمنا. ونفى القسم في اللغه العربية توكيد له، وتعظيم للأمر المقسم به
. ومن هنا كان الحج حقا لله تعالى
على كل مسلم ، عاقل ، بالغ، حر، مستطيع، وكانت العمرة عبادة من أجل
العبادات، ومن أعظم القربات إلى الله
تعالى وفي ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" الحجاج والعمار وفد الله ، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم
"
(رواه الإمام ابن ماجه في سننه)
ويقول صلوات الله وسلامه عليه :
" إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد مسجد مكة المكرمة في كل يوم وليله عشرين ومائة رحمة : ستين
للطائفين، وأربعين للمصلين ، وعشرين للناظرين "
(رواه الطبرانى في المعجم الكبير) .
(5) ذكر اسم " وادى بكه " في
أحد المزامير المنسوبة إلي داود عليه
السلام في العهد القديم (المزمور 84/6) .

والذي جاء فيه باللغة الإنجليزية ما يلى:


[right]Blessed are those whose
strength is in you, who have set their hearts on pilgrimage. As they pass
through the valley of Baca, they make it a place of springs, the autumn rains
also cover it with pools (or blessings) …"
(Thompson chain Reference Bible; New International version;
B.B. kirkbride Bible Co., Inc, Indianapolis, Indiana,
Zondervan Bible Publishers, Grand Rapids, Michigan,
1908 1984).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://activinspire.ahlamontada.net
نبيلة محمود خليل
مديرة موقع رحماك ربى
مديرة موقع رحماك ربى
نبيلة محمود خليل


انثى عدد المساهمات : 1427
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

 الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعجاز التشريعى     الأعجاز التشريعى   - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2013 10:44 am

ولكن في الترجمه إلي اللغة العربية (نشر دار الكتاب المقدس في الشرق
الأوسط ص 892) تم تحريف(وادي بكه) إلي (وادي البكاء) كما تم تحريف كلمه الحج إلي
(بيتك )اي بيت الله فجاءت الترجمة على النحو التالي: "طوبي لاناس عزهم بك، طرق بيتك
في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا. أيضا ببركات يغطون موره
"
والخلاف بين النصين العربي والإنجليزي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار،
والقصد من التحريف أوضح من كل تعليق .
(6)
تؤكد أحاديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم على خصوصية الحرم المكي ومنها
أن أرضه هي أول ما خلق من اليابسة، وأنها تحت البيت المعمور مباشرة ، وأنها في مركز
الكون، وأنها قد حرمها الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض .

وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المعاني كثيرة نختار منها
ما يلي:

" كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الأرض "
. (الهروى /الزمخشرى)
" دحيت الأرض من مكة، فمدها الله
تعالى من تحتها فسميت أم القرى "
.
( مسند الإمام أحمد 4/305 ، وموارد الظمآن لابن حبان)
,وفي شرح هذا الحديث الشريف ذكر كل من ابن عباس
وابن قتيبه (رضى الله عنها) أن مكة المكرمة سميت باسم " أم القرى" لأن الأرض دحيت من تحتها لكونها أقدم الأرض،
والدراسات الحديثة تؤكد ذلك التفسير وتدعمه، كما تفسر قول ربنا تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أنبائه ورسوله صلى الله عليه وسلم :
"
وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ
وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ "
(الانعام 93)
وتفسير قوله
تعالى في خطاب مشابه:
"
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِياًّ لِّتُنذِرُ أُمَّ
القُرَى
وَمَنْ حَوْلَهَا "
(الشورى 7)
وإذ جمعت هاتان
الآيتان الكريمتان مع قول الحق تبارك
وتعالى مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم قائلا له:
"
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ
بَشِيرًا
وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لاَ
يَعْلَمُونَ "
(سبأ 28)
يروى الإمام
مجاهد عن رسول الله صلوات الله وسلامه
عليه قوله :
" إن الحرم حرمٌ مناء من السماوات السبع والأرضين السبع "
(أخرجه الأزرقي في أخبار مكة/
355)
وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود سبعة نطق متمايزة في أرضنا، يغلف الخارج
منها الداخل، وأن الكعبة المشرفة في وسط الأرض الأولى، ومن دونها ست أرضين. وحول
الأرض سبع سماوات متطابقة، يغلف الخارج منها الداخل كما أخبرنا القرآن الكريم الذى
يؤكد على مركزية الأرض من الكون بمقابلتها بالسماء في عشرات الآيات على ضآلة حجم
الأرض إذا قورنت بضخامة حجم السماء
وبالتأكيد على البينية الفاصلة للأرض عن السماوات في عشرين آية قرآنية
كريمة. وبالإشارة إلى جميع أقطار السماوات والأرض في سورة الرحمن (الآية رقم 33).
ولذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
:
" البيت المعمور منا مكة "
(أخبار مكة للأزرقى)
و(مناء) أو (منا) معناها قصده وفي حذاه، ووصف
خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه
وسلم البيت المعمور في حديث أخر بقوله
الشريف:
" البيت المعمور هو بيت في السماء السابعة على حيال الكعبة تماماً حتى
لو خر لخر فوقها، يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك فإذا خرج آخرهم لا يعودون "
. وقال صلي الله عليه
وسلم:
" البيت المعمور بيت في السماء يقال له الضراع وهو بحيال الكعبة "
(رواه البيهقي في شعب الإيمان)
ويؤكد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين على مركزية مكة المكرمة من الكون بقوله الشريف:
" بايعوا أهل مكة إنكم بحذاء وسط السماء " (رواه الفاكهي في أخبار مكة).


وفي حرمة مكة المكرمة يروى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أقوال كثيرة
منها:
" إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس " (صحيح البخاري
/722)
" إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، لا يعضد شوكه، ولا
ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها "
(رواه كل من الإمامين
البخاري وأحمد)
" إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى
يوم القيامة "
(مصنف عبد الرازق 5/140)
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما خطب به الناس يوم
الفتح:
" إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، لا يحل لامرئ يؤمن بالله
واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخص في قتال فيها،
فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن له ساعة من نهار، وقد عادت
حرمتها اليوم كحرمتها أمس"
(صحيح البخاري 1/723)
وختم
صلي الله عليه وسلم هذه التوصيات
على حرمة مكة المكرمة بقوله
الشريف:
" لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها، فإذا ضيعوا
ذلك هلكوا "
(أخرجه كل من الإمامين أحمد
وابن ماجة)
ويقول ربنا تبارك
وتعالى على لسان خاتم أنبيائه ورسله صلي الله عليه
وسلم " إِنَّمَا
أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الَّذِي
حَرَّمَهَا
وَلَهُ كُلُّ
شَيْءٍ
وَأُمِرْتُ
أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ
"(النمل 91).
ويقول عز من
قائل :
"وَلاَتُقَاتِلُوَهُمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ
فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوَهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ
" (البقرة 191)
وفي هذا المعني قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
"لا يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة" (صحيح مسلم)
ومن هنا كان تغليط الدية على مرتكب جناية القتل في الحرم المكي كله،
وتغليط العقوبة على المسيئين فيه انطلاقاً من قول ربنا تبارك وتعالي:
" إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا
وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِوَالْمَسْجِدِ الحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً
العَاكِفُ فِيهِ
وَالْبَادِوَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ
" (الحج 25)
(7) تحريم دخول
المشركين إلى الحرم المكي انصياعاً لأمر ربنا
تبارك وتعالي الذى يقول فيه:
" إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ
بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا
" (التوبة: 28)
(Cool تحريم كل من الحرمين المكي والمدني على
الدجال لعنه الله وذلك انطلاقاً من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة " (متفق عليه).
(9) وجوب الإحرام لكل من الحاج والمعتمر قبل الدخول
إلى مكة المكرمة، وقبل تجاوز مواقيتها، وجعل تحية الكعبة الطواف خلافاً لتحية بقية
المساجد، وجعل الدعاء في الحرم المكي مستجاباً بإذن الله تعالي
وتفضيل صلاة العيد في هذا الحرم الشريف .
(10) مضاعفة حسنات الحرم المكي
إلى مائة ألف ضعف وإلى أضعاف أكثر بإذن الله، فالصلاة فيه بمائة ألف صلاة، وكذلك
أجر غير الصلاة من العبادات والأعمال الصالحات، وفي ذلك يقول المصطفى صلي الله عليه وسلم
" صلاة في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فإن
الصلاة فيه بمائة ألف صلاة في غيره، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة
"
. (رواه كل من الأئمة مسلم، وأحمد، وابن ماجة).
(11)
أثبتت أحاديث رسول الله صلي الله عليه
وسلم أن أبانا آدم عليه السلام وهو أول الأنبياء أنزل في مكة المكرمة وان جميع
الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم أجمعين قد حجوا البيت حتى يؤكد لنا ربنا تبارك
وتعالي وحدة النبوة ووحدة الرسالة
السماوية. وذكر كثير من الرواة أن نبى الله إسماعيل عليه السلام
وأمه رضي الله عنها مدفونان بحجر إسماعيل المعروف باسم "
الحطيم".
وروى كذلك أن عددا من أنبياء الله مدفونون في صحن الكعبة، وفي ذلك يروى
عن المصطفى صلي الله عليه وسلم أقواله الشريفة التالية:
" ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبورتسعة وتسعين نبياً جاءوا حجاجاً
فقبروا هنالك "
(ذكره القرطبي في تفسيره)
" كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة، فيعبد الله تعالي
ومن معه حتى يموت ، فمات فيها نوح، وهود، وصالح، وشعيب وقبورهم بين زمزم
والحجر"
. (رواه الفاكهي في أخبار مكة)
" حج خمسة وسبعون نبيا كلهم قد طاف بهذا البيت وصلي في مسجد مني
"
(رواه الفاكهي في أخبار
مكة).
" في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا " (رواه الهيثمي)
(12) كذلك أثبتت أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم قداسة ما في الحرم المكي من أشياء ومن ذلك
أقواله الشريفة :
" الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة " .(أخرجه كل من اللأئمة الترمذي، وأحمد ، والحاكم ، وابن حبان) وفي رواية
للبيهقي أضاف قوله صلي الله عليه
وسلم :
"ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب وما
مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلاشفي"
.
" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني
آدم "
.
(رواه كل من الإمامين أحمد في مسنده والترمذي في سننه عن ابن عباس رضي
الله عنهما).



ثانيا: تذكير الحاج بمرحلية الحياة ، وبحتمية الرجوع إلى الله تعالى :

على الرغم من حقيقة الموت الذي كتبه الله تعالي
على جميع خلقه والذي يشهده أو يسمع به كل حي في كل لحظة وعلي الرغم من
إيماننا نحن معشر المسلمين بحتمية البعث والحساب والجزاء ثم الخلود في
الحياة القادمة إما في الجنة أبدا أوفي النار أبدا وهي من الأصول الإسلامية التي
أكد عليها القرآن الكريم وروتها أحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم إلا أن دوامة الحياة
ومشاغلها تكاد تنسي الناس هذه الحقائق التي هي من صلب الدين وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالي:
" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِوَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ
عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَوَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ
الغُرُورِ
" (آل عمران : 185) .
" كُلُّ نَفْسٍ
ذَائِقَةُ المَوْتِ
وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّوَالْخَيْرِ فِتْنَةًوَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " (الأنبياء:35) .
" الَّذِي
خَلَقَ المَوْتَ
وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
وَهُوَ
العَزِيزُ الغَفُورُ
" (الملك :2) .
وعلى الرغم من ان الموت ليس انتهاء إلى العدم المحض والفناء التام كما يتخيل الكفار
والمشركين لأنه مجرد انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها إياه, والانتقال من حياة
الدنيا إلى حياة البرزخ,إلا أن الروح لا تبلي بل تصعد إلى بارئها,ويبلي الجسد
ويتحلل
وتبقي منه فضله يعاد بعثه منها وهي "عجب الذنب" كما سماها رسول الله صلي
الله عليه وسلم إلا أن الموت يبقي مصيبة كما سماه القرآن
الكريم ,ويبقي الأخطر من مصيبة الموت غفلة الناس عنه,وإعراضهم عن ذكره, وقلة تفكرهم
فيه ,وانصرافهم عن العمل له, وانشغالهم بالدنيا حتى أنستهم إياه أو كادت
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://activinspire.ahlamontada.net
 
الأعجاز التشريعى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ActivInspire :: المنتدى الاسلامى :: الاعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية الشريفة-
انتقل الى: