" تم " الحلقة الثانية
.....دخل اسامة على الملك فحياه وجلس صامتا...فلما رأه الملك توهان لا يتكلم قال فى نفسه :ان الحكماء اصحاب علم وحكمة والملوك تحتاج حكمة الحكماء ومشاورة النصحاء ونصح العلماء
...فتنهد الملك توهان وقال فى صوت رخيم :ايها الحكيم اسامة حدثنى عن الحكمة
فتبسم اسامة ضاحكا وقال فى ارتياح :مولاى الملك العظيم ادام الله ملكك ,اننى يا مولاى قد تأملت فى الكون وتفكرت فى خالق السموات والارض والطير والوحوش والحيوان والانسان ,فرأيت الخير كله فى اربعة اشياء :
حكمة وعفة وعقل وعدل
فالحكمة يا مولاى تشمل :العلم النافع والادب والروية والتدبير ,اما الحلم والصبر والوقار فهى دائما من لوازم العقل الذى به يسعد او يشقى الانسان ..والحياء والكرم والضيافة
والعفو :مفتاح العفة والامانة ودائما وابدا الصدق والاحسان ومراقبة الله وخشيته جل علاه من حسن الخلق الذى هو باب العدل والعلماء يقولون :ان الامور تجرى بالمقادير وكلما ازداد التأمل فى بديع صنع الله ةاطلت الحكمة التى هى كنز يزيد وينمو بالاتفاق
وقد قرأت يا مولاى فى الكتب القديمة والاثار العظيمة فوجدت ان :
..وهنا دخلت بولا ..الى المجلس وقالت سوف اقص انا يا حكيم اسامة ما كنت تود قوله
قال الملك لك ما شئت ايتها الحكيمة ..
قالت الحكيمة بولا :كان هناك اربعة من العلماء فى مجلس ملك فسألهم عن احوالهم وعن اساس الحكمة فى رأى كل واحد منهم
فقال احدهم :افضل صفة للعلماء السكوت
وقال الثانى :مكانة الانسان تظهر وتوضح من كمال عقله وتدبره للأمور
قال الثالث :اما انا يا مولاى فقد وجدت الفضول أفة الحلم فمن سعى بالفضول جلب على نفسه الهلكة والانتهاء والافول
فقال الرابع :الحكمة التى اعيش بها هى الرضا بالقضاء والقدر ...
...قال توهان الملك :احسنت يا بولا والا ن هيا اعرضا عليا مطالبكما
اسامة :ايها الملك السعيد طالعه ,اطال الله بقاءك واعز ملكك .....لقد رأيت سيرة اجدادك وابائك فرأيت انهم احسنوا الى الرعية وترفقوا بالناس ولم يطغهم الملك فبنوا القلاع والحصون وفتحوا البلاد وجاءوا بالاموال والكنوز وجعلوا الفقير غنيا فاحبتهم الرعية ...والحقيقة اننى ليس لى عندك مطلب او هدية ولكنى ...ولكنى ..
قال الملك :ولكنك ماذا ؟قل ما عندك
فقالت بولا ...اسمح لى ان اتحدث واقول اليك ايها الملك ...
اريد من عظمتك ان تعطينا الامان اولا حتى نقول ما نريد قوله ...فأذن لها الملك توهان بالكلام
.....فقالت بولا :مولاى الملك ...يزعم بعض الرعية من الشعب انك حكمت فظلمت ةوعن الانصاف عدلت ,وتركت الناس تدعو عليك ليل نهار ولم تتبع سيرة اجدادك من الملوك ...فانتفض الملك من مكانة ونادى الحراس وقال لبولا وبيدبا فى ثورة غضب :لابد من عقابكما تأديبا لغيركما وامر الحراس ان يحبسوهما بعد ان يجلدوهما ويضربوهما .....
ولكن فكر قليلا فخاف من غضب الشعب فاكتفى بحبسهما وامر باحضار تلاميذهما فعرف انهم تركوا البلاد
....
...._وصية والد الملك _
وذات ليلة قام الملك من الليل بعدما رأى والده فى المنام ..يوصيه بتقوى الله والاخذ بنصح العلماء والعمل بما يوصى به العلماء وعدم ظلم الابرياء فازعجة الفكر وادار فى عقله الامر وخاف من غضب الرب
فاحضر كليهما واجلسهما بين يديه وطلب منهما ان يكونا وزيريه الامينيين وناصحاه الحكيمان
وبعد طول تردد ومشاوره ..وافق اسامة وبولا ان يشاركا بعلمهما فى شئون المملكة وعمل الملك بكلمة الحق فحكم بالعدل فاحبته الرعية وفرح به الشعب ونادى فى البلاد من كانت له مظلمة فليأت الى السلطان توهان
ثم طلب الملك توهان من اسامة وبولا ان يكتبا للاجيال وان يخلدا اسم الملك توهان فى كتاب يجمع فيه الحكم والامثال والفلسفة والعلوم والاداب
..فقالا ..اسامة وبولا :سوف نتمه لمولانا فى شهر فاعطاهما الملك العطايا ....واخذ كل منهما يكتب ويملى الاخر ..واسماه (كتاب حكايات من كنوز )..وكان ابطاله من الحيوانات والطيور وما شابه ذلك
....وبعد ان اتم بولا واسامة الكتاب ..اقام الملك توهان حفلا كبيرا وجمع فيه اهل الزمان والاعوان وراح يقرأ اسامة عليهم الكتاب وتقص بولا لهم قصة كل باب من باب حكايات من كنوز
..............................
...............الحلقة الثالثة....
الكتاب :من هنا اود ان اقول :
ان اعز قرين هو الكتاب واعظم صاحب هو العلم
فالعلم يعينك ويفيدك والصديق الحق لا يخونك ويفف معك ويدلك بالنصح والعلم يزيد بالاستعمال والتعلم ,والصداقة تقوى بالخير والوصال ,وبحسن الخلق والصدق تتمكن من كسب القلوب
محمود :من اجمل ما قرأت فى بعض الكتب .....ان الذى يشترى الكتب ويكنزها ولا يقرؤها ولا يعمل بما فيها من حكم ومواعظ ... ....قصة لطيفة وظريفة
فيروز :من فضلك يا اخى استأذن الكتاب اولا فى ان تحكى الحكاية
الكتاب :تفضل يا محمود
محمود :اثناء سير احد الرجال بعد اداء ما عليه من اعمال وجد كنزا من الاموال والذهب فصاح فى عجب :رزق جميل ولكنى سوف استأجر احد الحمالين ليحمله الى البيت
وفعلا رأى رجلا يمشى امامه ودون ان يستفيد بما نعلمه وقرأه قبل ذلك ....
نادى الرجل واعطاه الاجر وطلب منه حمل الذهب والفضة وذهب الرجل وعاد عدة مرات حتى انتهى من الكنز بالتمام فشكرة التاجر وزاد فى اجرته واسرع الى بيته فرحان فاذا به يكتشف ان الحمال سرق الكنز واخذ الاموال .......الكتاب ...فما الحكمة التى خرجت بها من الكتاب يا محمود ؟
يصمت محمود ولا يجيب ....فترتفع اصوات :ويعلو الضجيج ...نريد ان نخرج نريد الخروج ,
فيقول الكتاب :موعدكم ليس الأن .
_بنات افكار المؤلفين _
فجأه نقفز من السطور بنات غاية فى الجمال يمسكن اوراقا واقلاما ويلبسن ثيابا عليها الحروف الابجدية
فاذا الحديقة تمتلئ بهن وتضئ ..ويقلن فى صوت واحد :السلام عليكم
ترد فيروز ومحمود :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ثم تقول فيروز فى حيرة :الله ما اجملكن .....من انتن ؟!
يقلن فى سرعة :نحن بنات افكار المؤلفين ,سوف نحكى لك الحكايات زنقص عليك القصص
فيروز فى لهفة :فمن اين اتيتن ؟
_بنات الافكار والروتين _
بنات الافكار :قدمنا للكتاب طلبا فاحالنا الى الروتين فعدنا وقدمنا التماسا ان يدعنا نخرج ..فاذا ما تاهت معلومة احضرناها وزدناها جمالا على جمالها
....
.......قصة( وصايا الملك لابنائه )
...تتحدث بنت من بنات افكار الامير اودى :اريد ان اقص عليكم قصة الملك وابنائه السته
تقول فيروز لها :تفضلى
بنت افكار الامير اودى :كان ياما كان فى سالف الازمان ملك عندة من الابناء سته وكانوا جميعا اصحاب علم ودين ...فقد احضر لهم والدهم الملك المؤدبين والمعلمين ..فكانوا على دين وبالتقى موصوفين ...
وفى ليلة شعر الملك بتعب شديد فنادى ابناءه فاقبلوا ملبين ,فقال لهم :اعلموا يا احباءى اننى مفارقكم لا محالة ..ولقد لتقيت الله بالخوف منه فى حقوق الرعية والعباد ..ولكنى كنت دائما لا انسى حظى _كما امرنا الله _من الدنيا ..يقول الله تعالى (ولا تنس نصيبك من الدنيا )القصص 77فعملت للدنيا وللاخرة معا وكان عماد امرى ونجاتى :شكر الله على نعمته على وعلى والدى ولقد زادنى الله تعالى بالشكر الزيادة والعطاء فبارك فيكم وحفظكم لى
..._الشكر والحمد _
فعليكم ياا بنائى ان تعلموا :ان اجمل وردة تتفتح فى بستان الاخلاق وتعطر العقل هى الشكر وان اكبر نعمة تسعد القلب والروح هى الحمد ..فالشكر مجلبة للمزيد من النعم
يقول تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم )ابراهيم 7وبالحمد تزيد عطايا الله
يقول تعالى (الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )النمل 15فعليكم بالصدقة فى السر والعلن
..اكبر الابناء :ادبتنا يا ابى واحسنت تأديبنا وزرعت فينا خلال الخير وعرفنا سبل التقى
الابن الثانى :وانا يا ابى لا انسى قولك لنا دائما :كن شاكرا حتى تستحق الخير فمن شكر القليل استحق الجزيل
الابن الثالث :بارك الله فيك يا ابى ,لقد نصحت فاخلصت وادبت فاوعظت قلت لى :اعط الحق حتى من نفسك كى لا يحاسبك الله
الابن الرابع :علمتنى يا ابى :وكنت مسرفا فى غير ضرورة _ان الاسراف مذموم ومكروة
الابن الخامس :اما انا فكنت ادخر من المال واخشى الانفاق فعلمتنى ونصحتنى وعدلت اعوجاج خلقى وفكرى ..بأن الوسطية فى الانفاق والادخار عماد الدين وشريعتة الى يوم القيامة
يقول الله تعالى (والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )الفرقان 67
وقلت لى :ان البخل عار وهو يغضب الرب ..يقول تعالى (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة )أل عمران 180
الكذب يسود الوجه _
الولد السادس :اما انا فكانت نصحك لى _وانا اصغر ابنائك _حين رأيتنى من شرفة القصر الهو وامرح ,وناديتنى فجئت مسرعا ودقات قلبى تسبقنى فقد نهيتنى عن ايذاء الحيوان الضعيف ..فلم اسمع فقرأت فى وجهى الذى تغير لونه الى الاسمرار بسبب الكذب
قلت لى :انظر فى المرأه فهالنى ان رأيت وجهى وقد اصابه بعض السواد
فقلت لى :فى حنان وشده :ان الكذب طريق الضلال والكفر زقلت لى :ان العيب الذى يثبت بسبب قول الكذب مرة لا ينمحى بالف مرة من الصدق وان من اشتهر بالكذب لن يصدقه احد وان قال الصد\ق
....الأب :حفظكم الله يا احبائى ,واوصيكم بتقوى الله والبعد والابتعاد عن اصحاب السوء وتذكروا ..._قصة الفلاح الذى صاحب الثعبان فاصابه الشر والضر .
..........................
....................................
...........................................الحلقة الرابعة تم
حكاية الفلاح مع الثعبان
كان فى احدى القرى فلاح طيب يعيش من زراعة ارضة وكان قد تصاحب مع ثعبان كان يخرج من جحره حينما يسمع صوت ناى الفلاح الطيب ,فتكونت علاقة قوية بين الثعبان والفلاح ..فالثعبان يرقص على صوت الناى والفلاح الطيب يعطيه بعض طعامه وذات صباح كان الجو شديد البروده ...نظر الفلاح فوجد الثعبان يرتعش من البرد _وقد التف على نفسه –فجعل رأسه على ذنبه فحمله ووضعه فى جراب وعلقه فى عنق الحمار
.......حفيدة الملك الطفله ...النشاط والعمل يجعل الانسان لا يشعر بالبرد
الأب :ومع سير الحمار وحمله للأثقال شعر الثعبان بالدفء فخرج على الحمار فلدغه فسقط ميتا
حفيدة الملك الصغيرة :غدر وخيانه ....!!
الملك الأب اوصيكم يا احبائى ان تعملوا للأخرة واجعلوا سعادة الاخرة اساسا للدنيا ..تسعدوا فى الدارين
ثم اقبلت حفيدة الملك الثانية فقالت لجدها :احك لى يا جدى قصة الغزال والفأر ..انى رأيت الغزال فى برنامج عالم الحيوان فى التلفاز واعجبت بجماله ورشاقته وخفته ..وسمعت المذيع يقول :ان المسك من الغزال ...
_قصة الغزاله والفأر –
الملك :خرج الصياد فوقعت غزاله فى الشبكة فبكت الغزالة وتلفتت يمينا ويسارا فرأت فأرا فنادته بصوت خفيض : ايها الفأر الصغير فى الحجم والكبير فى الشأن ارجوك اعمل لى معروفا تقرض باسنانك سبكة الصياد فانجو واحفظ لك الجميل مدى الحياة ثم مسحت الغزالة دموعها وقالت
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
فرد الفأر :بلاش فلسفة انا يا غزاله لا شأن لى بالمعروف ولا بالناس ولا اريد جائزه من احد او مساعدة ..كما اننى ضئيل الحجم والصياد قوى ولو عرف اننى ساعدتك فسوف يخرب بيتى
الغزاله :ارجوك ساعدنى عندى صغار اريد اطعامهم
الفأر :لا استطيع مساعدتك فقد نهرنى ابى وطلب منى عدم مساعدة احد
وقال لى :ان هذا من الجهل والحماقة ثم قال لى :لا تكن اجهل من الفراشة
الحفيدة :ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط
الغزالة :يقول رسول الله صلى الله علية وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )
الفأر :ايتها الغزالة كفى عن الكلام معى فابى نصحنى قال لى :لا تعمل
العمل الذى لا يعود عليك بمنفعة ولا تسلك طريقا غير طريقك ثم قفز الفأر وهو يغنى
..فاذا بنسر يهبط عليه ويلتهمه.....
_ذكر الله نجى الغزالة _
اما الغزالة فاخذت تسبح الله وتدعوه ان يخلصها من اسرها وبعد قليل عاد الصياد ومعه احد التجار الذى نزل الى الغزالة ورأى دموعها فاطلقها واعطى الصياد ثمنها فسجدت الغزالة شكرا لله
@الوشاية تفسد الصداقة
كتاب حكايات من كنوز :جاء الدور لا حكى لكم قصة جميلة هى قصة ..شاكر وناكر
بنات الافكار :بل دعنا نحكى القصة وعليك ايها الكتاب الموقر ان تتدخل فى الحكى اذا تاهت معلومة او نسينا خاطرة
الكتاب سوف نتبادل جميعا الحكى
كان الملك توهان ملك الهند فى مجلس الحكم وعنده كبار الفلافسة
فقال الملك :هل حقا ما يقال :ان المتحابين قد يقطع بينهما الكذوب المحتال فتفسد العلاقة بينهما وتنتهى الصداقة ؟
اسامة :مولاى الملك الصداقة اطهر علاقة بين الاصحاب والاخدان والخلان ..لا يعرفها الا من كانت نفسة عزيزة وقلبه سليما من الاحقاد وأفة المودة النميمة وأفة الصداقة الاستماع الى المغرضين الحاقدين والحسد والحقد خيانه وسهام يصوبها الجبان الى الاصدقاء فيفسد بينهم
بولا :كان فى ارض بعيده تاجر صادق امين عندة من الاولاد اربعة ..اراد ان يعلمهم اصول التجارة وشرف الامانة لكنهم تواكلوا على مال ابيهم ورفضوا التعلم والعمل ...فجمعهم والدهم وقال لهم وقد تملكة الحزن الشديد لاهمالهم وتكاسلهم عن حقوق الغير وتغافلهم عن واجبات انفسهم او غيرهم فقال لهم الاب :صلاح الامر يا اولادى كله فى تقوى الله وحسن الخلق وخير ما يرجو المرء العيشة السعيدة واللقمة الهينة وعمل المعروف واكتساب المال من حلال وتمام الامر كله فى السعى لتنمية المال بالعمل وتطهيرة بالانفاق والزكاة فى اوجه الخير
وقد قال لى جدكم :الخسران المبين فى عدم السعى بالعمل والانفاق بالزكاه وكان دائما يوصينى ويقول :اياك والبخل فهو المفسد للمال والمهلك للصحة وهو عمل الشيطان لاضلال بنى الانسان والذى يبخل بماله يعيش عيشة الفقراء ويحاسب يوم القيامة محاسبة الاغنياء
فقال اكبر الابناء :وعظتنا ونصحتنا رعاك الله لنا ...ثم حمل كل واحد منهم متاعة واخذ معة الاعوان من الصبيان والرجال فاخذ الابن الاكبر بعض المعدات ليتاجر فيها فذهب الى ارض يقال لها ..سنهور المدينة وكان معة عربه يجرها ثوران احدهما اسمه سعد والاخر اسمعه سعدان واثناء سيرهم امطرت عليهم السماء ولما كانت الارض مليئة بالتراب فاصبح الماء والتراب طينا فغاصت قدما سعد فى الطين فحاول الابن الاكبر اخراج سعد فلم يستطيع فتركه مع احد اعوانه واوصاه ان ياتى به بعد ان تجف الارض ولكن الرجل الاجير لم يكن عنده ضمير فترك الثور ولحق بالتاجر وقال له :لقد مات الثور يا سيدى
فيروز :ألا يعد هذا خيانه للامانه يا بنات الافكار ؟
البنات :بلى ايتها الصغيرة الحكيمة وهو ايضا كذب والكذب أفة الافات كما تعلمين
الكتاب :اما الثور سعد ..فقد استطاع ان يخلص نفسه من الطين واخذ يجرى فدخل حديقة كبيرة بها بئر ماء وزروع ورياحين فشرب واكل وراح ينادى صديقة سعدان بصوت عال ..لكن كانوا قد ابتعدوا كثيرا ....
وكان بالقرب من الحديقة مملكة الاسد –رحيم –وكان حوله من رعاياه السباع والذئاب والثعالب لكنه حين سمع صوت الثور سعد تملكه الخوف وخشى ان اظهر ما به من خوف ان تهتز مكانته عند الحيوانات فظل فى مكانه يرتعش ولا يظهر الخوف
الكتاب :وكان من رعايا الملك رحيم الاسد ..شاكر وناكر وهما من الثعالب وكان ناكر غير راض عن حاله لانه فقير انفق ما لديه فى العلم والتعلم ولكنه لم ياتى عليه الدور ليمسك وظيفة عند الديوان او عند السلطان ,فقال لاخيه شاكر :هيا بنا نتحدث مع الملك رحيم فى امر الصوت الذى اخافة
فقال شاكر :ابتعد عن ذلك فهو اسلم لك والاحسن لحالك
الحلقة الخامسة .......تم
..................
ولكن ناكر ظل يلح على اخيه
فقال شاكر :يا اخى ما لنا وهذا ؟!سوف تفتح علينا ابواب الضرر
فقال ناكر :الحقيقه يا اخى لقد قرأت ان صاحب العقل المتميز ليس له الا احد مكانين ,اما مع الملوك مكرما أو مع العبيد متعبدا وانا صاحب عقل فان مكانى مكرما عند الاسد وتركت لك انت صحبه اهل الدين
......واسرع ناكر ..فذهب الى الاسد وسلم عليه الاسد فقال الاسد :من هذا الثعلب الصغير ؟
فقالوا له :لقد كان ابوه فى خدمتك ايها السلطان ,فرحب به وتكلم ناكر مع الاسد فقص عليه الحكايات واستعرض ما لديه من معلومات فاعجب الاسد به وعينه مستشارا له .وذات صباح وبينما هم فى مجلس الحكم اذ بصوت الثور يأتى عاليا فارتعش الاسد رعشة خفيفة قائلا ؟ما هذا الصوت الذى نسمع يا وزيرى اننى افكر فى ترك المكان .
فقال ناكر :مولاى الملك العظيم ربما كان الصوت عاليا وصاحبه ضعيفا وقديما قالوا :ان الطبل الاجوف –الفارغ –يصدر صوتا قويا ولك علىآ مولاى الملك حق الرعايه والصيانه .ثم اكمل ناكر :مولاى السلطان ان من علا صوته فسد امره وضاع ذكره
محمود :تماما والله فان الصوت العالى دائما يفسد الاشياء ولا يأتى الا بالضرر وهو الأن –كما يقول العلماء -:تلويث للبيئة وتدمير لخلايا الانسان وقد يسبب الصمم ايضا
(الطبلة والثعبان الطماع )
ناكر :من اجل ذلك يا مولاى كان احد الثعالب يسير يوما على مهل حين رأى غزالة مقبلة عليه من بعيد
فقال :هذا صيد ثمين ,فاختبأ وراء الاشجار فاذا به يسمع صوتا قويا يأتيه من طبلة معلقة فى الشجرة
فقال لنفسه :لا بد ان صاحب هذا الصوت حيوان كبير وسمين فترك الصيد وانتظر ليأكل الطبلة ..وكلما حرك الهواء اغصان الشجرة لمست الطبلة فيعلو صوتها ..فيزداد التعلب سعادة بالصيد الذى يتوهمه ثم هجم الثعلب على الشجرة فوقعت الطبلة فامسك بها الثعلب فوجدها فارغة لا لحم فيها ولا دهن !
فقال فى حسرة :الطمع ضيع منى الغزال ..اخر صبرى طبلة ؟!غرنى الصوت العالى ونسيت المثل القائل (ان الطبل اجوف –فاضى )
فقال الاسد :ولكن ايها الوزير العزيز :هذا الصوت العالى الذى يأتينا من بعيد مخيف واخشى ان يكون من عدو قادم ليغزو المملكة فعلينا الحذر .
ناكر :معك حق يا مولاى ...ائذن لى ان اذهب لاستطلع الامر .
فسمح الاسد له فخرج ناكر مسرعا ولكن الاسد قال لنفسه :اخطأت ايها الملك اذا كان هذا صوت عدو فربما باعنى ناكر له كان لزاما ان اتأكد من صدق مودة ناكر اولا قبل ان اصارحه بما يخيفنى وبعد فترة من الوقت جاء ناكر فرحا وقال للاسد :رأيت يا مولاى الملك –اعز الله سلطانك –ثورا لا حول له ولا قوة ,واقتربت منه ولم يؤذنى وتكلمت معه فعلمت ان اسمه سعد ولقد راقبته فلم اجد وراءه لا جيوش ولا جنود ولا اعوان ولا خلان انما هو وحيد يبحث عن انيس يؤنسه وقد اخبرته عن عدلك ورحمتك ..فاذا امرتنى جئت لك به فى الحال ليكون من رعاياك المخلصين وليعمل فى خدمتك فهو يا مولاى يخافك ويريد الامان منك على نفسه
فارتاح الاسد ثم قال لناكر اذهب فاحضره فى الحال .
الاسد رحيم يحب مكارم الاخلاق )
فلما جاء سعد احبه الاسد لحسن خلقه وطيبه قلبه واكرمه وجعله من الوزراء المقربين فشعر ناكر بالحسد والغيظ فشكا الى اخيه شاكر قائلا :لقد اخذ الثور مكانتى عند الاسد فقربه وابعدنى لا بد ان استعيد مكانتى
فقال شاكر :انصحك بالبعد ففيه السلامه
فقال ناكر :سوف استعيد مكانتى مهما كان الثمن فلابد ان يعرف الاسد ان العقل والتدبير قد يكون من الصغير قبل الكبير
فقال شاكر :اخاف واخشى ان تغدر بمن اكرمك فتهلك نفسك وتخسر الدنيا والاخرة ويكون مثلك مثل تاجر الخشب وتاجر الحديد
(تاجر الخشب وتاجر الحديد )
فى احدى القرى كان يعيش تاجران تاجر اسمه (امين )كان يتاجر فى الحديد وتاجر يسمى (طامع )يتاجر فى الاخشاب وذات صباح اقبل امين التاجر على تاجر الاخشاب وترجاه عند الباب ان يحفظ له الحديد امانه حتى يعود بالسلامة
فقال الخشاب :سوف احافظ لك على على الحديد فتوكل على الله صحبتك السلامه وبعد ايام عاد تاجر الحديد فذهب الى جاره طامع وحمل الهدايا والعطايا له ولاولاده الصغار وبعد السلام طلب منه رد الامانه ..
ففوجئ بتاجر الاخشاب يقول له فى برود :لا ادر ياصديقى ماذا اقول لك ؟!
لقد اكلت لبفئران الحديد ...!!!قفز امين تاجر الحديد من كرسيه واقفا وهو يضرب كفا بكف ويقول ..الفئران تأكل الحديد !!!هذا والله امر عجيب وجديد ..فقال الجار اللئيم :هل تشك فى كلامى يا صاحبى وجارى ؟فخرج تاجر الحديد وهو حزين واثناء عودته الى داره وجد –احمد –ابن تاجر الخشب يلعب مع الاولاد فناداه واعطاه الحلوى واللعب الجميله واخذ يحكى له ولزملائه الاطفال عما صادف فى رحلته من العجائب حتى تسلل النوم الى احمد فحمله امين الى السرير فنام الى جوار ابناء امين وكان طامع قد اكتشف غياب ابنه احمد فخرج ينادى عليه بالميكرفون وهو يقول :يا اولاد الحلال ابنى احمد ضاع وتاه من يجده له جائزة مالية كبيرة
فخرج اليه امين تاجر الحديد وقال له :لقد رأيت يا جارى العزيز ابنك احمد وهو يلعب مع الصغار فنزل نسر كبير وخطف احمد ابنك وطار به فى السماء
ترك طامع التاجر اللئيم الطبلة والميكرفون وصرخ فى جنون :ياناس ياهوه عمركم سمعتم عن نسر يخطف طفلا عنده سبع سنين ؟!
فتبسم تاجر الحديد وقال :لماذا لا تصدقنى يا جارى العزيز ؟اذا الفئران كانت تأكل الحديد فهل غريب ان يخطف النسر طفلا حتى كان اوفيلا ؟
فشعر طامع تاجر الخشب بالخجل وقال :ارجوك اعمل معروفا ...حديدك كله عندى ..ارجوك احضر ابنى احمد وسامحنى
..........يتابع شاكر كلامه مع اخيه ناكر :يا اخى ذكاء الحداد كيف اعاد اليه الحديد ؟لا تعتقد انك وحدك الذكى او انك سوف تغنم بالنميمه والوشايه .....
فقال ناكر ؟ان الثور ذكى وقوى لكنه يعترف بمعروفى معه حين مكنته من قلب الاسد وانا سوف اقضى عليه كما فعلت الارنب مع الاسد ....وسوف احكيها لك يا اخى
..........(اتفاقية الحيوانات مع الاسد )
ناكر :كانت الطيور والحيوانات تعيش فى امان وسلام حتى اقبل عليه اسد متوحش فعاشت الحيوانات فى خوف دائم وفكروا فى حالهم وكان بينهم ارنب ذكى يسمى (مرجان )اشار عليهم بالحيلة على الاسد حتعى يتخلصوا منه وطلب الارنب مرجان من الحيوانات والطيور ارسال وفد الى الاسد يقول :ايها الملك العظيم اذا انت امنتنا على حياتنا وحياة اولادنا كفيناك طعامك وارسلنا اليك فى كل يوم دابة تأكلها دون عناء او مشقة فلما عاد الوفد من عند الاسد الذى وافق على الفور على اتفاقية الحيوانات
وقف الارنب مرجان فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم وامسك بالميكرفون ووقف يقول :اخوانى الطيور والحيوانات ساعدونى على تنفيذ الحيله مع الاسد المتوحش
احضروا لى الأن عم عثمان الحارس سوف يذهب بى الى الاسدوعليه ان يتكاسل حتى يفوت غداء الاسد والباقى على
(موكب مرجان وعم عثمان )
وخرج الارنب مرجان مع حارسه عم عثمان يسيران ببطء وكانت الاسود والطيور قد خرجت فى مهرجان كبير تودع عثمان ومرجان وفات موعد غداء الاسد فتقدم الارنب مرجان وحدة فدخل على الاسد وهو مرتبك وحيران
فقام الاسد من مكانه8 غضبان فقال :لماذا تأخرت ؟واين الحارس الذى كان من المفروض ان يأتى لى بالغداء وقالوا لى ان اسمه عم عثمان ؟فقال مرجان وهو ينفض ترابا وضعه على فروته البيضاء كأنه كان يحارب الاسد الاخر بصحيح :مولاى الملك انا الحارس مرجان وليس عثمان يبدو ان مولاى لم يتذكر الاسم ج=يدا يا مولاى :لقد ارسلتنى الحيوانات والطيور ومعى ارنب سمين لتتغذى به ,فقال الاسد :لا يهم اسمك مرجان ام عثمان المهم اين الطعام الان ؟واين هو هذا الارنب السمين ؟
(حيله الارنب الذكى )
.......الحلقة السادسة ...........
....................
قال مرجان الارنب :قابلنا اسدا فى الطريق فاخذة منى