نبتعد قليلا عن قصة الارنب الذكى ونعود اليها لاحقا
لنتعرف اولا على قصة الاسد الزاهد والدب المكار
.
......تقبل بنت من بنات الافكار فتعلن عن اسمها (انا اسمى حدوتة الاسد الزاهد والدب المكار
.......ابدأ الكلام بالصلاة والسلام على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ثم اقول :
فى مملكة بعيدة عن العمران كان يجلس على كرسى السلطنة الأسد الزاهد (عدنان )وحوله الاعوان والوزراء
وذات يوم اقبل الحاجب يعلن قدوم وافد يريد الاذن له بالدخول ...فأشار الملك الاسد برأسه موافقا .......فدخل الدب وكان اسمه (غشيم )واعلن عن رغيته فى خدمة الاسد الهمام عدنان وكان فى مملكة الملك عدنان .....جملا يسمى (صابر)يصلى ويصوم ويزكى وكان الاسد قد حرم على الجميع اصطياد الجمال واكل اللحوم ....
فقال الدب غشيم لنفسه :سوف احتال على الملك لاجعله يأمر بقتل الجمل ليصبح طعاما له ولنا من بعده
المؤامرة
اقترب الدب غشيم من الجمل صابر وتظاهر له بالمحبة وابدى له الود ثم قال له :انك ايها الجمل صابر طيب القلب وعندى سر اخشى ان اخبرتك به من طيبة قلبك ان تبوح به فتهلكنا جميعا
فاقسم الجمل ان يصون السر ولا يبوح به مهما كان ...قال الدب غشيم :ان عدنان الملك يريد ان يذبحك ويجعلك طعاما للجميع ,فقال الجمل صابر :فلماذا يغدر بى الان الملك عدنان ؟وكنت منذ قليل
اصلى العشاء معه وندعو الله للجميع بالهداية ,فقال الدب بسرعة :يخدعك بامر الدين حتى تطمئن فيغدر بك والاسلم لك ان تعلن الحرب عليه ...فقال الجمل :ما اغرب ما تقول يا غشيم ؟!
ثم اكمل الجمل صابر قائلا :ان الخداع لا يصدر عن الاتقياء وخيانة الامانة خلق دميم وهذه امور لا يأمر بها الدين العظيم ...كيف القى ربى يوم لا ينفع مال ولا بنون وكيف اقابل معروف الاسد معى واحسانه الى ...بالغدر والخيانة
احس غشيم انه مكن الخوف من قلب الجمل صابر ,فتركه وراح الجمل يكلم نفسه ويجلس ثم يقوم من مكانه حتى اصبح الجمل صابر من شدة التفكير والخوف ضعيفا لا يأكل ولا ينام فجف عوده وهزل اللحم منه .......
....................(الغراب الامين )
فلما رأى الملك عدنان ما اصاب الجمل احتار وجمع وزراءه واعوانه وسألهم :ماذا حدث للجما صابر ؟فقال الغراب سوف اطير وأتيك يامولاى عدنان بالخبر اليقين
وطار الغراب ووقف بعيدا يراقب الجمل فرأى الجمل عند الماء وقد طفت بعض الاسماك فوق الماء فتنهد الجمل قائلا :اننى احسدكم لانكم لا تعرفون الخوف من رئيس او امير او جار
اما انا فمسكين ......فعاد الغراب مسرعا الى الاسد واخبره بما سمع فازداد حزن الاسد ونادى الوزراء المقربين وقال لهم :حال الجمل يحزننى فهل تعرفون ما حدث منى ؟
هل سمع خبرا عنى فصار قلقل خائفا ؟اننى ايها الوزراء اخشى ان سألته ان يزداد الخوف به وان تركته بغير سؤال او استفسار يظل خائفا ؟ومكتئبا فبماذا تشيرون على ؟
وقد جمعتكم لاشاوركم فربنا الرحمن يقول فى القرأن (وأمرهم شورى بينهم )واننى اريد ان تنصحوا لى فمن وجد منكم شيئا يصدر عنى سهوا غير مقبول ولا معروف فلتعرضوه على لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من غشنا فليس منا )
فقالوا جميعا :حاشا لله انك عادل امين علينا جميعا ...لكن الدب غشيم لم يكن من الوزراء المقربين فطلب لقاء عاجلا مع الاسد عدنان وقال اريد من مولاى ان يجعل الجلسة سرية لابلغه بما رأيت وسمعت .......فلما اختلى به الملك عدنان قال الدب المكار :ايها الملك ...هذا الجمل لا يعرفك ولا يدرك عظمتك ليهابهك -ويحترمك -وانت امرت برعاية من لا يصون الرعاية ,فلما اكرمته ظن الجمل انك تسمنه لتأكله ......فقال الملك :/انتظر يا غشيم ...ايها الحراس احضروا لى الغراب لى فى الحال ..فلما جاء الغراب اقسم بالله ان يشهد الحق ثم قال مولاى الملك:ان الجميع فى المملكة يشهد للجمل بالتواضع والادب وهيبة الملك وارى يا مولاى الملك انه لابد لك من لقاء مع الجمل فتكلمه على انفراد وتعطيه الامان فى الخلوة .....فارسل الملك فى طلب الجمل وطلب من الغراب ان يكون حاضرا
لقاء الملك والجمل
قال الاسد للجمل فى حنان :ايها الجمل العزيز اعلم انك دائما تطيع اوامرى وتتجنب ما نهيتك عنه وانت عندى فى مكانة عالية بسبب تواضعك وطاعتك لله ..فبالله عليك قل ماذا حدث فجعلك مهموما هكذا ؟
فقال الجمل فى نفسه :ان افشاء سر الدب غشيم خيانة للادب وسوء فى الخلق
الجمل الطيب صابر
ثم قال للملك :ايها الملك العظيم اننى نظرت فتفكرت انك قد تأكلنى يوما فهل تؤاخذنى على سوء ظنى بك ؟قال الاسد :اريد ان اعرف سبب سوء الظن بى ؟هل هو وسوسة من الشيطان ام وشاية من احد ؟فسكت الجمل ...فقال الغراب :ايها الاخ العزيز قل الحقيقة ولا تخف .....فانك ان لم تقل الحقيقة فسوف يبحث عنها الملك ويصل اليها وسوف تكتب عنده من الكاذبين ..فسكت الجمل وطأطأرأسه الى الارض
جاسوس الدب المكار
فقفز القنقذ جاسوس الدب المكار والذى كان يختبئ خلف الستار ليعرف مادار فى الجلسة ليخبر به صديقه الدب ...فذهب اليه واخبره بما كان ......
فاقبل الدب غشيم صارخا فى الجمل :لماذا لم تصارح الملك انك كنت تنوى ان تقاتله ؟
الجمل يكتشف خديعة الدب
فنظر اليه الجمل فى حيرة واستغراب ثم قال :الان عرفتك على حقيقتك ..ظالم سفاك للدماء تكذب على ..ان كنت انا قلت هذا الكلام فلماذا لم تخبر به الملك بخبرى
فتحير الملك عدنان وامر بحبس الجمل والدب وجعل حارسهما ثعلبا يقال له (فهيم )..ثم مرت ايام وجاء الحارس فهيم الى الملك وقال له :مولاى الملك ان علامات الحيلة فى تصرفات الدب واضحة ولكن ينقصنى الدليل والشاهد .....
الفأرذكى الحيران
وكان الفأر ذكى قد دخل الى السجن واستمع الى الدب والجمل فخرج مسرعا وذهب الى الحارس فهيم فقال :لدى شهادة اريد ان اشهدها لتكون لى اولا نجاة من النار فالمولى عز وجل يقول (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه أثم قلبه )
يتوقف الفأر ذكى عن الكلام وانفاسه تسبقه ثم يكمل فيقول ..وثانيا :هذة الشهادة سوف تفرج كرب البرئ وتثبت جرم المجرم الاثيم ......
ثم حكى كل ما كان من امر الدب غشيم المكار والجمل صابر الطيب ونقلت الشهادة الى الاسد عدنان ففرح الاسد ببراءة الجمل صابر الطيب ونادى فى البلاد ان تقام غدا محاكمة صابر الجمل وغشيم الدب
......فوفدت الوفود من جميع ارجاء المملكة تحمل ورود الياسمين لتضعها فى عنق البرئ المسكين ......
فلما انتصف النهار ووضح الامر واستبان للمحكمة خديعة ومكر الدب غشيم بشهادة الشهود والادلة والبراهين
امر الملك بعقاب الدب على ظلمه للجمل الطيب صابر ......
..........وهنا يتوجه الكتاب الى فيروز ممسكا بيدها ليقدمها الى جميلة الجميلات (مواهب )اجمل بنت من بنات الافكار لتقص لها قصة الخروف المشاغب والظريف والخفيف (روزى )
..................الخروف المشاغب روزى :
تقول مواهب ...كان لاحدهم مزرعة كبيرة فيها خروف مشاكس يهوى المقالب فهو يكره ان يعيش فى سلام ويكره ان يعيش من حوله فى سلام ولا يمر عليه يوم الا وقد احدث مشكلة مع زملائه الاغنام وكان يقول للجميع :ساكون اميرا او وزيرا ........فقرر التاجر ان يبيعه واخذه الى السوق
رأى الخروف -الجزار عبد العال يمسك بالسكين والحبل فقال فى نفسه :جاءك الموت يا تارك الصلاه والصيام والزكاه ..لابد ان هذا الجزار سوف يذبحنى ويسلخنى ويستفيد من جلدى وعظمى وفروتى كمان فاصابه الخوف واخذ يرتعش .......واشتراه الجزار وقيده بالحبال ثم ذهب ليسن السكين .....
فقال الجدى لنفسه لابد من خروجى من هذا المأزق ....لابد ان احاول النجاة واذا كانت المحاولة غير مفيدة فلن تضر
فكما قال الشاعر
انا الغريق .....فما خوفى من البلل
......................
..................................فماذا فعل روزى الخروف ليهرب من عبد العال الجزار ؟
هذا ما سوف نعرفه فى الحلقة القادمة من فيروز وحكايات من كنوز