الحياة حزن وفرح
تم تم تم
كل ما يفعله الانسان سرا فى ظلمة الليل ... يظهره الانسن علنا فى نور النهار
الكلمات التى تهمسها شفاهنا فى السكينة .... تصير معرفة منا حديثا عموميا
والأعمال التى نحاول اليوم اخفاءها فى زوايا المنازل ... تتجسم غدا وتنتصب فى منعطفات الشوارع
عند الفجر ارى معانى الحياة وأسرار الكون ... حب علوى لا يعرف الحسد لانه غنى
ولا يوجع الجسد لانه فى داخل الروح ... ميل قوى يغمر النفس بالقناعة
مجاعة عميقة تملأ القلب بالاكتفاء ... عاطفة تولد الشوق ولكنها لا تثيره
جعلتنى أرى الأرض نعيما ... والعمر حلما جميلا
فكنت أسير صباحا فى الحقول ... وأرى فى اليقظة الطبيعة رمز الخلود
وأجلس على شاطئ البحر وأسمع ... من أمواجه أغانى
وامشى فى شوارع المدينة ... وأجد فى حركات المشتغلين محاسن الحياة وبهجة العمران
الحزن
تلك الأيام مضت كالأشباح وأضمحات كالضباب ... ولم يبقى لى منها سوى الذكرى الأليمة
فالعين التى كنت أرى بها جمال الربيع ويقظة الحقول ... لم تعد تدق بغير غضب العواصف ويأس الشتاء
والأذن التى كنت أسمع بها أغنية الأمواج ... لم تعد تصغى لغير انة الاعماق وعويل الهاوية
والنفس التى كانت تقف متهيبة أم نشاط البشر ومجد العمران ... لم تعد تشعر بغير شقاء الفقر وتعاسة الساقطين
فما أحلى أيام الحب وما أعذب أحلامها ... وما أمر ليالى الحزن وما أكثر مخاوفها !