موضوع: أين يوم القيامة من هذه الأزمنة ؟ السبت يونيو 19, 2010 8:53 am
أين يوم القيامة من هذه الأزمنة ؟
نقول أن هذا غيب عنا لا نستطيع أن نحدد زمنة ... ولكننا مما علمنا الله فى القرآن الكريم ... نعرف أن زمن يو القيامة يتسع لكل أحداث هذا اليوم ... بحيث لا يؤجل حدث إلى يو أخر ... ولا يتم حدث باستعجال لآن الوقت قد إنتهى ... بل الله سبحانه وتعالى خلق هذا اليوم ... بقدر ما سيتم فيه من أحداث ... بحيث يحشر الناس جميعاً كل فى مكانه المحدد ... ويحاسب الناس جميعاً كل بحاسبه ... ويتم فيه ذلك الحوار الذى أنبأنا الله سبحانه وتعالى عن بعض أحداثه فى القرآن الكريم ... وأخفى بعض أحداثه فى عالم الغيب ... فلا يعلمها أحد .
وهكذا نعرف أن يوم القيامة قد يكون ساعات ... وقد يكون سنوات
... وقد يكون ألف سنة ... وقد يكون مليون سنة ... حسب ما قدر
له سبحانه وتعالى فيه من احداث .
..................
ولكن لماذا أسماه الحق تبارك وتعالى يوماً ؟ ... لنعلم أنه ليس له
غد ... وأن الحساب لم يتم جزء منه فى يوم ... ويأجل الباقى إلى
الغد ... بل سيظل الحساب مستمراً ... ومشاهد يوم القيامة تتم ...
دون أن تكون هناك فترة للراحة ... أو دون أن يكون هناك تأجيل
حتى يقضى بين الناس ... كل الناس منذ عهد آدم إلى الذين
سيشهدون يوم القيامة ... فكل هؤلاء سيقفون بين يدى الله ... ولم
يفلت واحد منهم من الحساب .
هنا قد يتساءل سائل : هؤلاء الخلق منذ عهد آدم بلايين من البشر ... كم يستغرق حسابهم ؟
بعض الناس يعتقد ... أنهم محتاجون لملايين السنين كى يتم حسابهم ... ويقرأ كل منهم كتابه .
ولكن هذا السوأل ... يضع قيوداً على فهم السائل لقدرة الله سبحانه وتعالى ... فالسائل هنا اخذ الحساب بمفهوم القدرة البشرية المحدودة ... لكن قدرة الله جل جلاله بلا قيود ولا حدود .
وقد سئل على بن أبى طالب " رضى الله عنه " كيف سيحاسب الله الناس جميعاً فى وقت واحد ؟ قال كما يرزقهم فى وقت واحد .
والناس تتساءل ... كيف سيأتى الله سبحانه وتعالى بكل منا يوم القيامة ... بصورته وجسده الدنيوى ؟ نقول إن الله سبحانه وتعالى ... قد قرب إلى أذهاننا أن هذا سيحدث ... فكل إنسان له بصمة لا تتكرر ... هذا ما نعرفه يقيناً ... وكل جسد لها رائحة لا تتكرر ... والدليل على ذلك أننا إذا أتينا بمنديل فيه عرق إنسان ... وجعلنا أحد الكلاب الشرطة يشمه ... فإنه يتعرف على صاحب المنديل ... من بين عشرات أو مئأت الأشخاص الموجودين وذلك من رائحة عرقه التى لا تتكرر .
لكل جسد شفرة خاصة ... لا تتكرر مع غيره ... فإذا نقلنا عضواً من جسد إنسان إى جسد إنسان آخر ... فإن الجسد المنقول له العضو يلفظة لأنه عرف – بالشفرة الخاصة بالجسد – أن هذا العضو غريب عنه ... بينما لو جرح إنسان أخذ الجسم ينسج من
الخلايا ما يساعد هذا الجرح ... على الالتئام ... لأنه يعرف من شفرة الجسد ... أنه عضو منه فيساعده وهناك أعضاء كالكبد إذا بتر جزء منها ينمو من جديد ... كذلك الشعر والأظافر ... كلما قصت نمت من جديد .
من الذى اخبر هذا الجسد البشرى ... بان هذا منه فيتلاءم معه .. كما تلتئم الجروح بعد العمليات الجراحية ... بتفاعل ذاتى من الجسد ؟ ومن الذى أخبره بأن ذلك العضو المزروع ... من جسد اخر فلفظه ولم يتقبله ؟ لا بد أن لكل جسد شفرة خاصة فى تكوينه تختلف عن باقى أجساد البشر ... وأنها هى التى توجد الألتئام أو النفور ... بل انه احياناً تنقل الكلى من أم إلى أبنها او ابنتها او العكس ... ومع هذا يرفض الجسد الأبن كلية الأم ... ويرفض جسد الأم كلية الإبنه ... أليس هذا دليل على أن لكل جسد شفرة خاصة لا يتشابه فيها مع جسد أخر ؟ أليس لكل صوت بصمة ... ولكل أسنان بصمة وكلما تقدم العلم كشف الله سبحانه وتعالى لنا من أسرار الجسد البشرى ... ما يجعلنا نعلم جميعاً أن كل إنسان مميز عن الأخر ... وأنه لا يوجد إنسان مع وحدة التكوين الموجودة فى البشر جميعاً – يشبه إنساناً أخر فى تفاصيل تكوينه . ألا يكفى هذا دليلاً على أن قدرة الحق سبحانه وتعالى ... التى ميزت تكويننا عن بعضنا البعض ... قد فعلت ذلك لنبعث يوم القيامة كل منا بذاته التى كانت موجودة فى الدنيا ... ليحاسب على ما قدمت يداه .
بهذا نكون قد وصلنا إلى ان الزمن خلق من خلق الله ... وأنه سبحانه وتعالى يستطيع أن يخرحنا من قوانيين الزمن ونحن أحياء ... كما حدث لأهل الكهف ... أو ونحن أموات ... كما حدث للرجل الصالح ... الذى أماته الله ثم بعثه ... وأن اليوم عند الله سبحانه وتعالى ... لا يوجد له وقت محدد ... فالله جل جلاله يخلق ما يشاء وهو قادر على أن يخلق يوماً مدته إثنتا عشر ساعة ... وأن يخلق يوماً مدته عام ... وأن يخلق مدته ألف سنة ... وان يخلق يوماً مقداره خمسون ألف سنة ...... يخلق يوماً يستمر مليون سنة .
ويوم القيامة خلقه الله سبحانه وتعالى ليستوعب كل الأحداث التى ستقع فى هذا اليوم ... من حشر ... وحساب ... وقضاء وكل الأحداث التى قدرها الحق تبارك وتعالى أن تقع فى هذا اليوم ستقع ... وأن كل إنسان مميز عن كل البشر تمييزاً يجعله يبعث يوم القيامة بذاته ... وهى نفس الذات التى قضت رحلة الحياة الدنيا