موضوع: كل إنسان ومعه عمله @ الأحد يونيو 20, 2010 11:22 am
كل إنسان ومعه عمله
يخرج كل إنسان ومعه عمله .. فلا نكون جميعا فى الخروج هيئة واحدة .. فهناك الذين عملوا الصالحات .. هؤلاء يخرجون خفافاً .. ولا يحسون بهول القيامة .. ولا بشدة الموقف .. لآن الله يخفف عنهم .
وهكذا ترى الناس .. يخرجون من قبورهم .. وهم يترنحون من هول الموقف .. وكأنهم سكارى .. لأن العذاب الذى ينتظر العاصين والمذنبين منهم عذاب أليم .. يزلزل أقوى النفوس .. وأقدرها على التحمل .
المرجع / من كتاب الشعراوى يو القيامة
الكافر وماذا سيقول :
- أما الكفار فسيخرجون فى فى حالة رهيبة .. يتمنى الواحد منهم لو انه لم يوجد فى هذه اللحظة .. يتمنى أن يتحول إلى حفنة من التراب ,, يدوسها الناس بأقدامهم .. ولا يقف أمام الله ليحاسب .. وأقرأ قول الحق جل جلاله : (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً) [سورة: النبأ - الأية: 40]
ساعة الخروج هذه .. يحاول كل إنسان أن ينجو بنفسه .. ويحاول ان يتخذ وسيلة لعلها تنقذه من هول هذا الموقف .. ومن العذاب الذى ينتظره .
هنا يحاول العاصون والمذنبون .. والذين أسرفوا على أنفسهم .. ان يستغيثوا بالمؤمنين .. وهم يرونهم فى صورة مشرقة .. ولكن المؤمنين يفرون منهم .. فكل واحد فى هذا الموقف لا يهمه إلا نفسه .. وكل واحد يلتمس الطريق إلى النجاة بأية وسيلة .. وأقرأ قول الحق سبحانه وتعالى : (يَوْمَ يَفِرّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) [سورة: عبس - الأية: 34] قال تعالى: (لِكُلّ امْرِىءٍ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [سورة: عبس - الأية: 37]
وفى هذا اليوم لا ينفع أن يستنجد الإنسان بأحد .. ولو كان أقرب الناس إليه .. فالأنساب فى هذا اليوم تلغى تماماً .. وتبقى الأعمال فقط .. ولذلك إذا حاول أحد الظالمين أو الكافرين أن يستنجد بأمه او أبيه .. وهما أقرب الناس إليه .. فغنهما يفران منه من هول الموقف .. فالأب يفر من أبنه العاصى .. والأم تفر من أبنتها العاصية .. والأصدقاء يفر بعضهم من بعض .. لأن هذا اليوم فيه هول عظيم .
أحوال الناس تختلف :
ولكن هل حالة الناس كلها واحدة ؟
نقول لا .. بل هم درجات حسب أعمالهم .. فالمقربون إلى الله تمر عليهم هذه الساعة من أخف ما يكون .. تكون وجوههم ضاحكة مستبشرة .. وأصحاب اليمين أيضاً كل حسب درجته .. ولكنهم جميعاً مستبشرون .. ترى النقاء والنور والصفاء على وجوههم .. يخفف الله سبحانه وتعالى برحمته عنهم كل شئ .. فلا يحسون بالهول الأعظم .. بل الطمئنينة تملأ قلوبهم والنور يحيط بهم . فرحمة الله تنزع عنهم هول الموقف .
وأصحاب النار أيضاً درجات ..كل واحد منهم يملأ وجهه الهم والغم .. يقوفون وهم فى بؤس وفزع شديد .. يحملون أعمالهم وخطاياهم فوق ظهورهم .. تنظر إلى وجوههم .. فكانها من الكآبة والحزن سوداء .. لا ترى فيها بشراً ولا نوراً .. بل الهم الشديد يحيط بهم .. ينظرون حولهم يلتمسون مخرجاً .. ولكن اين المخرج ؟ أين المفر ؟ !
إن الملك المكلف بكل واحد منهم .. واقف لا يغيب عنه لحظة .. وأعمالهم ثقيلة تجعل حركتهم صعبه ومؤلمة .. وتكاد تكون شبة مستحيلة .. حتى أن بعضهم من ثقل ما يحمل لا يستطيع السير .. بل يزحف على بطنه زحفاً من ثقل ما يحمل فوق ظهره من ذنوب .
س- هل ستكون الذنوب فى صورة مادية ؟
ج- ليس معنى هذا أن الذنوب فى صورة مادية محمولة .. ولكن معناه أن كل ذنب يجعل حركة صاحبة ثقيلة أليمة .. ولتعرف ما سوف يعترى وجوه الطائعين ووجوه العصاه والمذنبين .. فى هذا اليوم .. أقرأ قول الحق سبحانه وتعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَـَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) [سورة: عبس – الأية 38: 42]
إذن فبمجرد النظرة إلى الوجوه .. تعرف مصير صاحبها .. فالوجوه الضاحكة المستبشرة هم أهل الجنة .. وهؤلاء لأنهم ذهبوا النعيم ملأ وجوهم البشرى .. أما الوجوه الأخرى .. فيكفى أن أصحابها يعرفون ان مصيرهم النار .. فتعرف ماذا سيكون الأنطباع على وجوههم .