نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: التأثيرات السلبية المختلفة التي تتركها وسائل الاتصال الحديثة الثلاثاء يونيو 22, 2010 2:37 pm | |
| التأثيرات السلبية المختلفة التي تتركها وسائل الاتصال الحديثة في التنشئة الاجتماعيةالتأثيرات السلبية المختلفة التي تتركها وسائل الاتصال الحديثة في التنشئة الاجتماعية
[b]المقدمة : أقامت المجتمعات البشرية منذ القديم حضاراتها على أساس ولاء الفرد لجماعته , ومحاولته
إرضاء هذه الجماعة عن طريق التزامه بكل ما يفرض عليه من قبلها . و قد توارثت الأجيال في كل ّ
جتمع التراث الثقافي والفكري من عادات وتقاليد, وأفكار ومعتقدات , و محددات السلوك المقبول
والجيد , و اتجاهات الجماعة عن الأدوار الاجتماعية … كل هذا تم توارثه من جيل لآخر عبر التنشئة
الاجتماعية . (( و لهذا يرادف نيوكومب بين مصطلح التنشئة الاجتماعية ومصطلح التعلم الاجتماعي.))
(أبو جادو,2002, 16) فالفرد(( يكتسب الاتجاهات النفسية ويتعلم كيف يسلك بطريقة اجتماعية توافق
عليها الجماعة ويرتضيها المجتمع .)) (أبو جادو ,2002 ,16 ) و يتعلم كيف يتحول من طفل يعتمد
على غيره لا يهمه إلا إشباع حاجاته الفيزيولوجية , إلى فرد مستقل يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية ,
و يستطيع ضبط انفعالاته و التحكم في إشباع حاجاته بما يتفق مع معايير جماعته… هذه التنشئة((عملية
مستمرة لا تقتصر فقط على الطفولة ولكنها تستمر مع المراهقة والرشد والشيخوخة )) ( أبو جادو , 2002 , 17 ) لأن الفرد خلال مراحل نموه ينتمي بشكل مستمرإلى جماعات جديدة تعطيه كل جماعة
منها دوراًجديداً فيعدل من سلوكه ليستطيع القيام بدوره فيها والحصول على القبول من أفرادها .وفي
الماضي كان الدور الرئيس في عملية التنشئة الاجتماعية يستند إلى مؤسسات المجتمع وعلى رأسها الأسرة
والمدرسة فهي تعمل دائماً على غرس قيم المجتمع كقوانين يعاقب من يتجاوزها بالرفض و النبذ من باقي
أفراد المجتمع . لكن هذا الدور القوي و الهيمنة من قبلها بدأ يضعف بعض الشيء عندما بدأت وسائل
الاتصال الحديثة تغزو حياة معظم أفراد المجتمع . فمن الملاحظ تزايد استخدامها لدرجة كبيرة يوماً بعد يوم
وخاصة ضمن الجيل الناشئ و الشباب (( هذا التزايد في الاستخدام قد ولــّد أنماطاً ثقافية وسلوكاً اجتماعياً
ارتبط معه )) , ( الكندري و القشعان , 2001 , 1 ) فلم تعد ظروف الحياة ولا القيم والعادات
الاجتماعية و لا حتى طرق التنشئة الاجتماعية كما كانت قبل حدوث هذه الثورة في عالم الاتصالات
ودخول الفضائيات والهواتف النقالة والانترنت إلى معظم البيوت في المجتمع فالتنشئة الاجتماعية هي
عملية إكساب الفرد معارف مختلفة ( عادات – تقاليد – ثقافة سائدة – أعراف – قيم …. ) حتى يستطيع
العيش ضمن مجتمعه كعضو متكيف وفعال ،لكن هذه العملية لا تتم دائماً بشكل مباشر بطريقة التلقين لأن
هناك عمليات تعلم لا شعورية وغير مقصودة تلعب دوراً كبيراً في التنشئة وتتم عن طريق آليات التنشئة
الاجتماعية , و هي خمس آليات: التقليد : فالطفل يقلد والديه ومعلميه وبعض الشخصيات الإعلامية أو
بعض رفاقه. الملاحظة : يتم التعلم فيها من خلال الملاحظة لنموذج سلوكي وتقليده حرفياً . التوحد :
يقصد به التقليد اللاشعوري وغير المقصود لسلوك النموذج . الضبط : تنظيم سلوك الفرد بما يتفق
ويتوافق مع ثقافة المجتمع ومعاييره . الثواب والعقاب : استخدام الثواب في تعلم السلوك المرغوب
،والعقاب لكف السلوك غير المرغوب من هذه الآليات الخمس نستطيع أن نتبين خطورة الدور الذي تلعبه
وسائل الاتصال الحديثة في التنشئة الاجتماعية . ( الأخرس , 2006 ,
فعندما يقوم الفرد مهما كان عمره بملاحظة تكرار بعض الأفكار والقيم كالعنف أو الإباحية الجنسية في
البرامج التي تـُبث على الفضائيات , أو يجدها منتشرة في مواقع الانترنت , أو محملة كملفات على الموبايل , عندما يلاحظ تكرارها تترسخ لديه كقيم ثابتة مع الزمن . حيث أنه بعد الملاحظة يبدأ الفرد بتقليد
نماذج معينة لأنها قامت بتصرفات نالت التعزيز, ويتوحد معها . فالفرد يحاول أن يكرر السلوك العنيف أو
الجنسي لأنه وجد أن ذلك يلبي الرغبات ويشبع الغرائز, ويمر دون عقاب اجتماعي أو قانوني. (( إن
بعض الباحثين يعتقدون أن بعض الأفلام تعمل على بث روح الجريمة حيث يصور المجرم بصورة بطولية
وبشكل يثير الإعجاب بشخصيته أو الأفلام العاطفية التي تثير الغرائز وتسخر من العادات ))
( العيسوي , 2004 , 145 ) . وهنا تكون آلية الثواب والعقاب أيضاً قد فعلت فعلها , و يتحول
الضبط إلى تنظيم السلوك بما يتوافق مع النماذج المكررة وليس بما يتفق مع معايير المجتمع .وهذا للأسف
ما توصله وسائل الاتصال الحديثة من رسائل وأفكار عبر ما تعرضه . وتتمثل أسباب التأثر بتلك الأفكار
بـضعف الوازع الديني , وتراجع دور الأسرة ومؤسسات المجتمع , وتعتبر هذه الظاهرة انعكاساً طبيعياً
لعصر العولمة و أدوات التكنولوجيا . ومع الاهمية المتناهية لوسائل الاتصال في عملية التطبيع
الاجتماعي ونقل قيم المجتمع الايجابية إلا أنها أصبحت في السنوات الأخيرة على نحو بالغ الوضوح
انعكاسا لآليات السوق أو انعكاسا لواقع اقتصادي والاجتماعي للمجتمع ويتضح التأثير السلبي لوسائل
الاتصال في تأكيدها القيم المادية والاستهلاكية، إذ تشكل تدريجيًا العلاقة بين قيمة الفرد ومكانته الاجتماعية
و بين مقدار ما يستهلكه او ما يقتنيه من أشياء مادية ،كما أنها في الوقت نفسه تخلق لدى الطبقات الغير قادرة
شعورا متزايدا بالقهر والحرمان مما قد ينعكس عليهم بمزيد من الشعور بانعدام التوازن والعدالة الاجتماعية
وقد يشعرون بالنقمة على تلك الفئة التي تمكنها امكانياتها من التمتع بتلك الأشياء المادية التي لا يستطيعون
الحصول عليها فيؤدي ذلك بهم إلى الاتجاه نحو اتباع الأساليب المنحرفة لمجارات هذه المظاهر المادية أو
إلى الشعور بالإنفصال عن الواقع والنزوع إلى الهروبية والاغتراب . هكذا نجد أن الاتصال ليس اخبارا
فحسب وليس حقائق ومعلومات فقط بل يقدم الاتصال مواقف دراسية مؤثرة يعكس من خلالها اتجاهات نحو
الحياة والفلسفة زاخرة زاخرة بالقيم والمعايير فمن خلال ما تقدمه وسائل الاتصال من مواقف واقعية
وأخرى خيالية ومن خلال مزجها بين الواقع والخيال يكون تأثيرها في قيم الافراد واتجاهاتهم وأفكارهم قويا
( المرعشلي , 2005 , ص 98-100 ). لقد تتابع التقدم الاتصالي حتى أضحت الفضائيات
والانترنت و الموبايل جزءاً من حياة معظمنا في هذا العصر , عصر السرعة , عصر المعلومات ,
وعصر وسائل الاتصال الحديثة . مما يستدعي دراسة التأثيرات السلبية لهذه الوسائل. مشكلة الدراسة
وأسئلتها شهد العقد الأخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي تقدماً تكنولوجياً هائلاً خاصة في مجال
الاتصال. حيث تطورت وسائل الاتصال وأصبح لها تأثير ملحوظ على الحياة البشرية بأسرها , و أثـّر
ذلك في البناء الاجتماعي للمجتمعات الإنسانية بشكل عام .هذه الوسائل سببت تزايد ورود المعلومات
والأفكار من كل مكان في العالم , و سهلت تداولها وانتقالها مـن المكان الذي نشأت فيه إلى سائر بقاع
الأرض. مما يشكل خطراً حقيقياً على الجيل الناشئ. فالخطر المحدق لم يعد يكمن في المحطات
التلفزيونية الفضائية الأجنبية فحسب , بل انتقل أيضاً إلــى المـحطات الفضـائية العربية التي أصبحت
أعدادها في تزايد يوماً بعد يوم. مما يؤكد أن معظمها يبث برامج غير مدروسة وغير هادفة . كما يكمن
الخطر أيضاً في الانترنـت الذي يستطيع متصفحه أن يحصل على مـا يريد من معلومات وصـور وملفات
من جميع أنحاء العالم بضغط زر ” بـحـث ” . و الموبايل الذي بات منتشراً بين الشـباب و متوفراً حتى
للأطفال, مما يشكل خطراً حقيقياً يأتي عن طريق ما يمكن تحميله وتبادله من ملفات بواسطته. كل هذه
الوسائل (( أخذت تحدث تغيرات عميقة في طرائق التفكير والعمل والسلوك وتفرض أنماطاً حياتية لم
يسبق للإنسانية أن خاضت فيها . ولا ريب أن تتوق الأطفال والشباب إلى معايشة تلك العوالم. فدفاعاتهم
الهشة تجاه تأثيراتها تثير أنساقاً جديدة من المعضلات لا يمكن التصدي لها بتدابير تقليـديـة. )) ( مـهـنـّا ,
2002 , 67 ). وقد أجريت دراسات كثيرة حول التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بمتغيرات متعددة ، غير
أن دراسة التأثيرات السلبية لوسائل الاتصال الحديثة (فضائيات – انترنت – هاتف محمول ) في عملية
التنشئة الاجتماعية , ومدى انعكاسها على بناء شخصية الأبناء، وأنماط سلوكهم الاجتماعي لم تحظى
بالاهتمام المطلوب ،ولا سيما في العالم العربي ، خاصة ً وأن وسائل الاتصال هذه تعد حديثة الدخول إلى
مجتمعنا العربي عامة والسوري خاصة. ولهذا ستركز الأسئلة على هذه التأثيرات ،سيما أن التنشئة
الاجتماعية اليوم باتت تعاني من تدخل عوامل قوية من الصعب تجاهلها . فإن ما يتم تعليمه للأبناء من قيم
وعادات وأخلاق وأعراف وغيرها بواسطة عملية التنشئة الاجتماعية , قد تخالفه المعلومات التي تنقلها
وسائل الاتصال الحديثة , مما يؤدي إلى زعزعة الإيمان بكل ما يتم تعليمه لأفراد المجتمع عن طريق
التنشئة الاجتماعية , مايؤدي بدوره إلى انتشار قيم دخيلة على مجتمعنا تؤدي إلى تفككه وانحلال قيمه
الأساسية وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات . تسعى هذه الدراسة الى الاجابة عن الأسئلة التالية: 1- ما
التأثيرات السلبية التي تتركها الفضائيات في التنشئة الاجتماعية؟ 2- ما التأثيرات السلبية التي تتركها
الانترنيت في التنشئة الاجتماعية؟ 3- ما التأثيرات السلبية التي يتركها الموبايل في التنشئة الاجتماعية؟ 4
- ما الدور المطلوب من وسائل الأتصال الحديثة أن تقدمه في التنشئة الأجتماعية. 5- ما الدور
المطلوب من الأسرة والمدرسة والمجتمع أن تقدمه في التنشئة الأجتماعية: أهداف الدراسة: تهدف هذه
الدراسة إلى :تتبع أهم التأثيرات السلبية المختلفة التي يمكن أن تتركها وسائل الاتصال الحديثة
( الموبايل- الانترنت-الفضائيات)على التنشئة الاجتماعية للأبناء،من خلال العودة الى الادبيات
والدراسات التي عالجت هذا الموضوع بغرض الاجابة عن التساؤلات التي تثيرها هذه الدراسة،وذلك من
أجل الوصول الى بعض الأستراتيجيات التي يمكن أن تساهم في التقليل منها للمحافظة على صيرورة
التنشئة الأجتماعية السليمة للأبناء. أولاً :التأثيرات السلبية للفضائيات: كان للتلفاز منذ بداية صنعه تأثير
كبير على حياة الانسان , فهذا الصندوق العجيب -الذي يعرض الصور المتحركة مع الأصوات ,
ويعرض من خلاله الكثير من المعارف الجديدة عن مدن وأماكن و أشياء لا يمكن بلوغها في الواقع- أذهل
الملايين, فعبر هذا الجهاز استطاع كل فرد التمتع بهذه المزايا وهو جالس في منزله. أما الآن وبعد أن بلغ
تطور هذا الجهاز مبلغه , بات يعرض الكثير من القنوات الفضائية الخاصة والحكومية وليس قناة أو قناتين
حكوميتين تعرض برامجها تحت رقابة موجهة، ما جعل التطور التكنولوجي في مجال الاتصال يدعو إلى
الخشية من سطوته وتأثيره على المجتمعات . إن من يقف على سطح أي بناء عالٍ في أي مدينة عربية
يشاهد كماً هائلاً من اللواقط الفضائية التي تغطي أسطح المباني , وازدادت هذه الظاهرة خاصة بعد أن
أصبح سعر اللاقط الفضائي مناسباً حتى للطبقات المتوسطة والأقل من المتوسطة . وهذا يعني أن كل
أسرة تمتلك لاقطاً تستطيع استقبال ما لا يقل عن 150 قناة فضائية عربية وأجنبية تنافس القنوات المحلية
الأرضية . هذا ما يجعل البحث في تأثيرات هذه القنوات الفضائية على المشاهد ضرورة لمعرفة سلبياتها.
1- خلق الصور النمطية وتعزيزها : حيث تقوم وسائل الاعلام عامة والفضائيات على الأخص بتكرار
عرض صورة معينة لشخصية ما كالمعلم أو الفنان أو الطبيب النفسي … تحمل هذه الصورة سمات يتم
تكرارها مما يؤدي إلى رسوخ هذه السمات والتصاقها بتلك الشخصيات بنفس الطريقة . إن هذه الصور
النمطية لشخصيات أساسية في المجتمع تقدمها الفضائيات بصورة هزلية (( باتت تؤثر على الأفراد
وخصوصاً الأطفال واليافعين , وبأقل ما يمكن أن توصف بها هذه الصورة أنها صورة مشوهة لا تعكس
الحقيقة ولا تقدم المثل الذي يجب أن يحتذى . هنا يجب أن نلاحظ أن التعرض المستمر لتحريف الواقع الذي تقدمه وسائل الاعلام عبر الكلمة والصورة سيؤدي إلى أن ينمو الناس مع قيم واتجاهات ومعتقدات
مزيفة غير واقعية )) ( أبو أصبع , 2005 , 248 ) . ومن الأدلة على قوة هذا الأثر ملاحظتنا
لنظرة الغرب للعرب . حيث قام الاعلام الغربي برسم صورة نمطية عن العرب المسلمين, فألصق سمة
الإرهاب والتخلف والبدائية بهم وكررها حتى أصبحت صورة راسخة لدى شعوبهم . 2- الإعلان( خداع
ومراوغة ) : تعد الإعلانات من الموارد المالية الرئيسة للفضائيات ويلاحظ بث الإعلانات في أوقات
البرامج ذات الشعبية الكبيرة بغزارة .والإعلان عبارة عن رسالة موجهة لإقناع المستهلك بشراء السلعة
،ولهذه الرسالة عدة أشكال أغلبها يعتمد على الإثارة والصورة الجميلة والموسيقى المميزة والرقص، أو
تستخدم أسلوب الإيحاء عندما يظهر ممثل الإعلان وهو يلبس لباس الطبيب مثلاً وينصح بشراء هذه السلعة
لأنها الأفضل والأنفع . (( والإعلان ليس مجرد ترويج لسلعة أو خدمة ما . إنه يحمل في طياته ثقافة
ويعبر عنها من عدة أوجه : - إنه يحمل معه ثقافة مصدر السلعة . - ويحمل معه ثقافة المعلن . -
ويحمل ثقافة مصنع الإعلان . )) ( أبو أصبع , 2005 , 253 ). وبمراجعة إعلانات التلفزيون
التي تستخدم الكلمة والصورة والحركة والموسيقى نرى إلى أي حد يمكن لهذه الإعلانات بصورها
الخادعة وكلماتها المراوغة و اعتمادها على إثارة الغرائز أحياناً أن تخلق عند المشاهد حاجات ليست ضرورية وتقودهم إلى استهلاك ما لا حاجة لهم به , وخاصة في تأثيرها على الأطفال حيث ((يضطر
الأطفال لمشاهدة الإعلانات التجارية الموجهة خصيصاً لهم التي تروج للأغذية الخالية من القيمة الغذائية
والمواد الأخرى المتعلقة في الملبس والمشرب واللعب التي تؤثر على ذوق الأطفال في اختيارهم الغذاء
واللباس والألعاب. فمن النادر أن ترى إعلانات تروج لأطعمة صحية وذات قيمة غذائية عالية مثل الفواكه
والخضروات. معظم الإعلانات تروج لحياة استهلاكية تعلم الأطفال الشراء والشراء ليس إلاّ.))
(
إفساد حس التذوق الفني الغنائي : كان
الذوق السائد في المجتمع العربي مجمعاً على عدد من الأسماء التي استطاعت بعذوبة الصوت و أصالة
الأداء وجمال اللحن وقوة القصيدة المغناة أن تكون نجوماً في سماء الوطن العربي مثل عبد الحليم حافظ و
أم كلثوم وشادية وفيروز …. أما اليوم فالأغاني العربية التي نشاهدها على الفضائيات من خلال الفيديو
كليب وأشرطة الكاسيت والتي تسمى بالأغاني الشبابية أصبحت خاوية من أي معنى . فلا توجد أي ميزة
في الأغنية من حيث الصوت أو الأداء أو اللحن أو الكلمة مما أدى إلى إفساد الذوق العام (( ناهيك عما
تقدمه محطات الموسيقى الفضائية مثل روتانا و غيرها من الأغاني المصورة المعروفة بالفيديو كليب والتي
تعتمد على تسويق الجسد أكثر من اعتمادها على الصوت واللحن والكلمة . وعندما تسهم الفضائيات في
ترويج هذا النمط السطحي فإنها تسقط في شرك الاستهلاكية إذ لا تتعب نفسها بمحاولة الارتفاع بالذوق
العام , والارتقاء بالذائقة الشعبية التي يمكن توجيهها والتخطيط لها عبر وسائل الاعلام المختلفة .))
( أبو أصبع , 2005 , 249 ) 4- القيم والعادات والسلوك : أصبح من المعروف أن تأثير وسائل
الاعلام بشكل عام قوي على الفرد ، وخاصة التلفاز الذي يمضي الكثير من الأفراد بصحبته ثلاث ساعات
وأكثر. (( إن ما تقدمه الفضائيات من برامج تحمل معها قيماً وعادات وأنماط السلوك تترك آثارها على الفرد والمجتمع على المدى البعيد . ومن ثم فإن ما تعرضه الفضائيات من برامج تستهدف الأطفال كما
تستهدف الكبار وتحمل في طياتها كميات من العنف والجريمة والقيم الغريبة عن مجتمعاتنا التي تعزز في
أحيان كثيرة روح الفردية. وسيكون لها تأثيراتها على المجتمعات العربية التي سيتغير نسيجها ببطء ولكنها
تأثيرات تراكمية ستقود مستقبلاً إلى تغيرات نوعية من قيم وسلوك وعادات المجتمعات العربية )) ( أبو
أصبع , 2005 , 254 ) . يوجد في معظم المنازل لواقط وكل لاقط يؤدي لعرض الكثير من القنوات
الأجنبية التي تعادل أضعاف أضعاف القنوات العربية . ومع ذلك تقوم هذه القنوات العربية ببث البرامج
والأفلام الأجنبية بنسبة كبيرة ضمن برامجها . وعندما تقوم أي قناة بتقديم برنامج فإنها تأخذ الفكرة من
الغرب بحذافيرها . وكمثال على ذلك برنامج ستار أكاديمي الذي تقدمه الـ LBC وقناة المغرب , وبرنامج
العروس المثالية وانتخاب ملكات الجمال على الـ LBC .كما تمت تجربة البرامج التي ثبت فشلها مثل
برنامج على الهوا سوا الذي كانت الـ ART أحد مموليه , و برنامج الأخ الأكبر الذي عرض على الـ
MBC2و توقف عرضه بسبب احتجاج الجمهور , وغيرها من البرامج المحملة بالقيم والأفكار الغربية
والتي تطلب من الفتاة العربية ترك أسرتها والإقامة مع الغرباء وهذا ما لا ترضاه الأخلاق العربية ولا
الإسلامية وما تنبذه عاداتنا وتقاليدنا . إن وجود هذه الظاهرة بكثرة تثبت أننا دخلنا مضمار الفضائيات
(( ولكننا لم ندخله مشاركين فعالين بقدر دخولنا فيه مستقبلين نفتح العيون والآذان قبالة الشاشة الصغيرة
في دهشة.))( العبد الله , 2001 , 237 ) فالبرامج التي تبثها الفضائيات العربية والأجنبية على
السواء تشكل قناة يلتقي بها الجمهور العربي مع الفكر الغربي وثقافته (( إلا أن هذا اللقاء لا يشكل حواراً
بين طرفين حيث يتحدث طرف واحد فقط بينما الجمهور العربي مجرد طرف مستقبل . )) ( العبد الله ,
2001 , 241 ). 5-الإثارة الجنسية : كانت المشاهد الجنسية قديماً تقدم في الأفلام الأجنبية , فتقوم
الرقابة في أي بلد عربي بحذف هذه المشاهد المنافية للأخلاق , وتعرض الفيلم الأجنبي دون أي مشهد
مخل بالآداب . أما اليوم وبوجود هذا الكم من الفضائيات غير المراقبة , نجد العديد من القنوات الأجنبية
الإباحية والبعض منها مخصص للإباحية والعري بشكل تام مما يشكل خطراً حقيقياً على مجتمعنا . فعندما
تغدو هذه المشاهد متاحة لأفراد المجتمع من مختلف الأعمار فإنه يتوقع انتشار الانحلال الأخلاقي والجريمة
و الشذوذات الجنسية في المجتمع . ومن مظاهر بدء تقبل هذه المشاهد ما تعرضه الفضائيات العربية من
أفلام أجنبية غير مراقبة غالباً ” عدا عدد من القنوات المحافظة ” وحتى الأفلام العربية باتت تتناول
موضوع الجنس بمعظم الأفلام , وحتى الأغاني المصورة كلها تساهم في ترسيخ فكرة أن الإشباع الجنسي
بالطرق غير الشرعية مسألة مباحة ومتاحة (( إن نموذج فضائيات الترفيه والتسلية تعتمد الإثارة الجنسية
من خلال عرض أجساد الفتيات الحسان سواءً في الدعاية التجارية أو المرافقة للأغاني الهابطة المسماة
فيديو كليب . وبالتالي يصب عملها في خانة النزعة الاستهلاكية وفي جيوب الشركات الرأس مالية المحلية
المرتبطة بالشركات العالمية . فهذه الفضائيات نموذج مقلد للبرامج الغربية باللغة العربية وبأجساد عربية
وهي أداة بيد العولمة الثقافية. )) ( طوالبة , 2006 , 284 ).وليست المسألة مسألة عادات وأخلاق
فقط , فقد (( بينت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن المشاهد الجنسية الخليعة التي تعرض في
السينما والتلفزيون ساعدت على انحراف نسبة مهمة من المراهقين والمراهقات . كما توصلت دراسة
أجريت في المجتمع الكويتي إلى وجود علاقة ارتباطية ظاهرة بين ارتكاب جريمة هتك العرض ومشاهدة
الأفلام الجنسية )) ( الزغول , 2001 , 95 ) 6- العنف : أجريت الكثير من البحوث حول أسباب
العدوان والعوامل المؤثرة فيه . و لاحظ العلماء ازدياد نسبة العنف مع ازدياد تقدم وسائل الاتصال الحديثة
وخاصة أن هناك علاقة إرتباطية قوية بين تزايد العنف الظاهر في المجتمعات ومشاهد العنف التي تعرض
على التلفزة . وهناك آراء تبرر تواجد العنف التلفزيوني في حياتنا ,ومن وجهة نظر(( أحد هذه الآراء أن
العنف هو جزء من حياتنا وثقافتنا . ونستنتج من هذا أن العرض المرئي للعنف يطلع المشاهدين فقط و
يحضرهم للحياة في المجتمع ويدخل الأطفال إلى عالم البالغين , وعدا ذلك إن عرض العنف يمكن أن
يؤثر تأثيراً كارثياً على من يشاهده . إلا أن نظرية أخرى مناقضة لهذه موجودة وبناءً عليها فإن العنف
الذي يعرض بواسطة وسائل الاتصال الجماهيري يتمتع بقوة هائلة من الإيحاء بالنتيجة : إن هذا العنف
المرئي ” خيالي أو واقعي ” قادر على إيقاظ العدوانية في داخل المشاهدين . وهذه الحقيقة بالذات التي
أصبح من الممكن القول أنه مبرهن عليها .)) ( الرمحين, 2005 , 255 ). إن عرض مشاهد
العنف بطريقة الأفلام الأمريكية يبدو البطل فيها قوياً جداً وقادراً على التغلب على جيش كامل بمفرده كما
تظهر سهولة القتل وسهولة الحصول على السلاح وسهولة الفرار من أيدي رجال الشرطة ومن القانون .
وقد بدأت الدراسة الجدية حول هذا الموضوع منذ أواخر العشرينيات من القرن الماضي وكان من أوائل
من درس مشكلة العنف التلفزيوني باندورا وآخرون (( و أظهر ممثلو نظرية التعليم الاجتماعي أنه إن
عرّضنا الطفل في ظروف التجربة المخبرية لتأثير معلومات الفيديو المتعلقة بالعنف فإنه يبدأ بعد ذلك فوراً
بالتصرف العدواني . وأظهرت التجارب التي أجراها كل من باندورا و روس أن الأطفال ميالون إلى
محاكاة ذلك السلوك الذي حقق أمام أعينهم تعزيزات ايجابية .))( الرمحين, 2005 , 258 ) كما
أثبتت كثير من الدراسات أن أخطر آثار الأفلام الأجنبية بالنسبة للأطفال ((تعليمهم الإجرام والانحراف
وتعليمهم كيفية ارتكاب السرقات والجرائم .))( الترك , 2003,(( إضافة إلى ذلك بينت هذه الدراسات أن التعرض المتكرر لمشاهد العنف وما تبثه من رعب في نفوس
الناشئة قد ينعكس على شكل اضطرابات انفعالية ومعاناة تهدد حياتهم وصحتهم النفسية )) ( الزغول ,
2001 , 96 ) فما بالنا بأثر الكم الهائل من المشاهد العنيفة الذي تعرضه الفضائيات كل يوم !. من هذا
كله نجد أن للفضائيات فعلاً أثر كبير في انتشار ظاهرة العنف . 7 – الأفكار المنحرفة عن الواقع :
تعرض الفضائيات الكثير من الأفلام والمسلسلات وبرامج الأطفال التي يدور كل منها حول الشخصية
المحور والتي هي بطل القصة , وقد يكون هذا البطل شرطياً أو لصاً , وقد يكون لطيفاً أو عنيفاً ,لكنه
بكل الأحوال يظهر بمظهر الشخص الذكي الذي ينتصر في النهاية ” وإن كان لصاً أو قاتلاً ” فمن الناحية
العاطفية يستجيب المرء للتمثيل وللقصة ويعجب بالممثلين , ويضحك على النكات ,ويشعر بالخوف لحظة
الخطر, ويشعر بالسخط في لحظة الظلم , ويشعر بالرضا عند الحل , ويترقب الحلقة التالية من المسلسل
بلهفة .. هذا ما نجده في كل المسلسلات التي تعرض على فضائياتنا سواء أكانت مسلسلات عربية أم
أجنبية . وخاصة وأنه غالباً ما يتم اختيار بطل المسلسل من ضمن مجموعة من الممثلين القديرين
المحبوبين الذين يتقنون تأدية أدوارهم . خلال هذا كله تتم إرسال رسائل في خلفية هذا العمل أو ذاك ,
يتلقاها المشاهد دون وعي منه ويتم فيها تشويه الواقع بتبسيطه أو تضخيمه . وقد يقوم البطل بالتمرد على
جميع القيم والعادات وتمر القصة دون عقابه , أو أنه قد يكون قاتلاً أو سارقاً وينجح بالفرار من قبضة
العدالة إلى بلد آخر. كما لا ننس ذكر مشكلة يكون لها غالباً تأثير كبير على الأطفال وهي مرض الـ 30
دقيقة حيث أن معظم المسلسلات تقوم على وجود مشكلة في كل حلقة وتحل هذه المشكلة في آخر الحلقة
(( ومن أسوأ التأثيرات المتراكمة لمرض الـ 30 دقيقة تعزيز فكرة النجاح الفوري ومن ثم تصبح المعادلة
النظرية لهذه المسألة كالتالي : مشكلة واحدة + محاولة واحدة = نجاح فوري ))( أبو أصبع , 2005
, 297 ) هذا ما يدعو للانتباه والتيقظ لأن هذه الرسائل الخفية التي تغذي عقول الأطفال كل يوم لها
بالتأكيد آثارها على تفكيرهم وخاصة إذا غابت الرقابة والتغذية الراجعة من قبل الأسرة . 8- تأثيرات
ثقافية : تعرف الثقافة بأنها (( القيم والمعايير والعادات والأفكار التي يشترك بها الناس وتحدد سلوكياتهم .
وتتكون الثقافة من الجانب المعنوي الفكري والجانب المادي … وتتواجد داخل المجتمع نفسه مجموعة من
الثقافات الفرعية التي تميز قطاعات رئيسة في المجتمع وهي جزء من الثقافة الكلية ولكنها تختلف في بعض
المظاهر والمستويات )) . ( الفار , 2006 , 124 ) إن سعي الغرب لنشر ثقافة العولمة أصبح
واقعاً ملموساً , فعندما نرى البرامج التي تعرض على الفضائيات العربية نجد أن الثقافة الاستهلاكية هي
السائدة . وأضحى التركيز واضحاً على غرس الثقافة المادية وكما أن ثقافة الغرب الرأسمالية التي تسيطر
على شعوبها بدأت أيضاً تسيطر على شعوبنا .(( إن القنوات التلفزيونية الفضائية الوافدة نجحت في نشر
الأذواق الاجتماعية والثقافية للبلدان المتقدمة على نطاق واسع , بحيث غدت مألوفة وتحظى بإعجاب
الكثيرين مما حذا بجمع من الناس إلى تقليدها كمعيار للسلوك البشري في تلك البلدان بعيداً عن الأخذ بثقافته
الوطنية أو قيمه أو مصالحه وحاجات تطوره بعين الاعتبار .)) ( الدليمي , 2005 , 74 ).
فالفضائيات اليوم هي الأداة الثقافية الأكثر استهلاكاً والسلاح الأسرع فتكاً بثقافتنا العربية . (( إن نظرة
فاحصة على واقع المشهد الثقافي العربي كما تعبر عنه القنوات الفضائية يدل على وجود خلل واضح في
العلاقة بينهما وهذا الخلل ناجم عن : 1- ضمور الاهتمام بالثقافة الجادة النافعة في الفضائيات العربية
ويتمثل هذا في ضآلة نسبة البرامج الثقافية فيها قياساً إلى نسب المراد والبرامج الترفيهية والرياضية
وغيرها . 2- غلبة نسبة الاتجاه التغريبي في نسبة عالية من البرامج والمواد الثقافية والترفيهية التي
تقدمها الفضائيات العربية سواء في توجهها أو في مضامينها أو حتى في أساليب عرضها . 3- هزال
المضمون الثقافي الذي تقدمه الفضائيات العربية وافتقاره إلى الشمول والتنوع و يغلب على هذا المضمون
الموضوعات التقليدية وقضايا التراث المستهلكة )) ( حسن , 2007 , 83- 89 ). 9- التفاعل
الاجتماعي : إن كثرة القنوات الفضائية تعطي الكثير من الخيارات أمام المشاهد ليبقى أمام الشاشة
لساعات وساعات . مما ينعكس سلباً على باقي نشاطاته (( وأشارت بعض الدراسات إلى أن مشاهدة
التلفزيون قد تكون على حساب التفاعل الأسري وأنشطة التنشئة الأسرية والاجتماعية إذ لا تجد الأسرة وقتاً
كافياً لتبادل الحديث ومناقشة شؤون الأسرة وعرض المشكلات التي تواجه أفرادها والبحث عن حلول
مناسبة لها كما قد لا تجد الأسرة وقتاً كافياً لممارسة الأنشطة الاجتماعية بشكل فعال . الأمر الذي يفوت
على الأبناء بعض فرص اكتساب المهارات الاجتماعية وينمي لديهم الميول نحو الانعزال والانطوائية ))
( الزغول , 2001 , 95) . أيضاً فالإدمان على مشاهدة التلفاز(( تضر بالعلاقات بين الناس
وتحرمهم من فرصة اكتساب أصدقاء جدد , ففي حين أننا نحب مشاهدة بعض البرنامج التلفزيونية، لكن
هناك خشية من أن ذلك سوف يتعارض دائما مع الطريقة التي يجب أن تتبع للاتصال بالاتصال
بالآخرين.)) ( رمزي , 2007 ,) . 10- تأثير النزاعات المسلحة على
الأطفال : من الملاحظ أنه لا يمر يوم إلا ونشاهد في نشرات الأخبار صوراً لقتلى وجرحى من شتى
أنحاء العالم وتفجيرات ودمار ودماء و…. كل هذه المشاهد تثير الرعب في نفوس الكبار والصغار وهي
عظيمة التأثير خاصة على الصغار الذين لا يعلمون سبباً لذلك كله ولا يفهمون كيف ولماذا يحدث .
(( من بين تأثيرات مشاهد النزاعات المسلحة في التلفزيون أن الأطفال يدخلون إلى عالم الكبار قبل
الأوان ويتعرفون إلى أساليب من طرق حياتهم لا يمكن التعرف عليها لولا التلفزيون. لذلك فإن تلك
المشاهد تزيد في اقتحام الأطفال عالم الكبار وهو عالم غريب في ثقافته عن عالم الأطفال . وهناك
ملاحظات ميدانية تتمثل في أن الأطفال كثيراً ما يتوجهون بالأسئلة إلى ذويهم عن أسباب النزاعات
المسلحة التي يشاهدونها في التلفزة وعما يريده كل فريق وعن دواعي التقاتل . ويلاحظ أن الأطفال كثيراً
ما يجدون أنفسهم يميلون إلى هذا الفريق أو ذاك تبعاً لمعايير عاطفية شتى . أو تبعاً لما يوحي به ذوو
الأطفال . وفي أحيان قليلة تبعاً لما يوحي به التلفزيون نفسه .))( مرسي , 2004 , 308 ) 11-
الإحساس بالضعف : من خلال الفضائيات يجد الانسان العربي أن دوره في العالم محدود جداً , وأنه لا
يستطيع أن يواكب التطورات و لا يستطيع إحداث أي تغييرات لا في الواقع الذي يعيش فيه ولا في تحقيق
أي تقدم على الغرب مهما كان مجاله . هذا ما أدى إلى أن الكثير من أفراد مجتمعنا اليوم يحاولون
الانسلاخ الثقافي عن تراثنا الأصلي حيث ((تتضح للمواطن العربي من خلال تعرضه للقنوات التلفزيونية
الفضائية الوافدة حقائق كثيرة عن القوى التي تحرك الأحداث ,أو تلك التي تلعب دوراً معها في القرارات
السياسية . ومنها يكتشف أن الدور السياسي للأمة العربية في السياسة الدولية هو دور عابر …. كما أن
الوطن العربي يظهر في الغالب في أعمال التخريب والإرهاب والحروب و المصادمات وغيرها . مما يقع
ضمن ما يسمى بالأخبار المبقعة , ويغيب العرب عن أخبار التقدم العلمي الذي يحياه العصر وعن أخبار
الانجازات الفكرية والسياسية . الأمر الذي ينعكس على النظرة إلى الذات إذ يرى العرب أنفسهم عبر هذه
القنوات في مواقف غير مرغوب فيها , بينما يرون إلى جانبها صوراً وأنماطاً للسلوك الحضاري والإبداع
الإنساني )) ( العبد الله “2″ , 2006 , 18 ) .هذا ما يؤدي إلى حدوث إحساس بالضعف والدونية
مقابل عظمة الانجازات الغربية والعالمية . 12- توسيع الفجوة بين الآباء والأبناء لقد ساهمت التكنولوجيا
الحديثة في توسيع الفجوة بين الآباء والأبناء، بين جيلي الآباء والأبناء، الأمر الذي قد يفضي الى أن تعيش
الأجيال القادمة فعلاً في عزلة نفسية. لقد تبدل مفهوم الإشراف الأسري على الأبناء وتحديد هذا المفهوم
بثقافة التنشئة وتكبير الأبناء دون النظر إلى مدلول التربية أو اتجاهات التنشئة وانعكاسات ذلك على كثير
من المعايير القيمية التي يقوم عليها بناء المجتمع ا العربي . ولم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب
للنشء فلقد وفرت لنا مخرجات الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة
هامشياً .. ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة مع التلفزيون أو الإنترنت أكثر مما يقضيه من
وقت مع والديه أو حتى في المدرسة . ظلت الأسرة والمدرسة والمسجد تلعبان دوراً أساسياً في تكوين
مدارك الإنسان وثقافته، وتساهمان في تشكيل منظومة القيم التي يتمسك بها ويتخذها معالم تتحدد من خلالها
مقومات السلوك الاجتماعي بما فيها علاقات الآباء بالأبناء. أما اليوم فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور إلى
شبكات الإنترنت والهواتف النقالة والألعاب الإلكترونية، الأمر الذي فتح الباب أمام أنماط من التواصل
الافتراضي الذي حل محل الحوار والمحادثة بين أفراد الأسرة الواحدة مما ساهم في توسيع الفجوة
وتكريس الصراع بين جيلي الآباء والأبناء. إذاً وبعد عرض سلبيات الفضائيات كوسيلة اتصال حديثة نجد
أن سلبياتها تفوق ايجابياتها بأضعاف .و هذه السلبيات التي ذكرت معروفة عند معظم الشباب العربي , ففي
دراسة سعودية تناولت سلبيات القنوات الفضائية على عينة كبيرة من طلاب وطالبات الجامعات السعودية ,
((اجمع الطلاب والطالبات على وجود ظواهر سلبية للفضائيات وتؤثر عليهم في صور مختلفة ومتنوعة.
فقد جاءت نتائج الطلاب كما يلي: 13 طالبا يعتقدون أن الفضائيات تضعف الروابط الأسرية، 9 طلاب
يشعرون بالاغتراب عند مشاهدتهم لهذه الفضائيات، 21 طالبا يرون أن الفضائيات تشجعهم على
الانحراف، 7 طلاب يشعرون بالإحباط. ويرى 20 طالبا من المشاركين في البحث أن جميع الظواهر
السلبية السابق ذكرها تؤثر فيهم، في حين أن عدد 20 طالبة يرون أن هناك أسبابا أخرى لم تذكر في
الاستبيان. و20 طالبة أخرى يرين أن جميع الظواهر السلبية السابق ذكرها تؤثر فيهن، ليتوزع باقي
العينة على باقي الظواهر. )) ( العفالق , 2007 , ويرى البعض أنه
لا يوجد أي أمل في ارتقاء البث الفضائي العربي إلى مستوى المسؤولية . ويرجع سبب ذلك إلى أن
(( القائمين على الفضائيات الرسمية العربية لديهم توجهات محددة ودعاية سياسية غير مقنعة لا يستطيعون
الخروج عنها . في حين تلهث الفضائيات التجارية وراء الدولار والربح المادي السريع بما تبثه من عري
ورقص .)) ( محمد حسن , 2005 , 73 ). ونذكر أخيراً أن الفضائيات قد تكون ايجابية الدور
بوجود رقابة الأبوين مع تحديد أوقات معينة لمشاهدة برامج معينة .أما بدون رقابة فيصعب وجود أي دور
ايجابي للفضائيات . ثانياً: التأثيرات السلبية للأنترنت : ظهر التطور السريع لوسائل الاتصال الحديثة في
عدة مسارات وليس في مسار الفضائيات فقط , فهناك مسار آخر هو الانترنت الذي يلعب دوراً كبيراً وهاماً
جداً في نقل نتاجات الثورة المعلوماتية من مكان لآخر بين أبناء الجنس البشري أينما كانوا. وأدى ذلك إلى
تأثيرات واضحة في مناحي الحياة كافة الاقتصادية والاجتماعية و التربوية والثقافية والسياسية أيضاً .
(( إن الانترنت وسيلة إعلامية بارعة في اطلاعنا على ما نريد وما نبحث عنه في أي مجال كان وبفضلها
لم يعد العالم كبيراً كما يقال , فالتقنيات تنتشر بسرعة شديدة إلى الدرجة التي باتت تقلق المربين والآباء
نتيجة عدم السيطرة وفقدان الإشراف على استخدامها وتزايد القلق حول إيجاد آليات تقلل من الأخطار
الكامنة في هذه الشبكة )) ( محمد حسن , 2005 , 67 ) . 1- الشك في المعلومات العلمية :
عندما يستخدم الانترنت كمرجع علمي نجد أنه في كثير من المواقع تكون المعلومات سطحية أوقد تكون
معلومات مغلوطة . والسبب (( أنه ليس لكل مؤلف يكتب عبر الانترنت مكانته العلمية , وذلك لأن أي
مستخدم للانترنت يستطيع أن يضع نصوصه على الويب دون الخضوع لانتقاء ناشر أو لتقييم لجنة
علمية.)) ( الشماس , 2006 , 145 ). 2- مقاهي الإنترنت : يوماً بعد يوم , تزداد ظاهرة مقاهي
الانترنت انتشاراً ويلاحظ إقبال الشباب عليها بشكل كبير . وليس السبب دائماً عدم وجود جهاز الكمبيوتر
أو عدم وجود خدمة انترنت , ولكن الرقابة المفروضة من الأسرة قد تكون دافعاً للشباب للذهاب إلى
المقهى بحثاً عن المتعة في استخدام الانترنت دون رقابة (( ولذلك , تعمد غالبية هذه المقاهي إلى توفير
العديد من الخدمات لزبائنها … ومن أهم هذه الخدمات تقديم الرمز الخاص ( proxy ) الذي يتيح فتح
المواقع المحظورة والإباحية , بهدف زيادة عدد الزبائن وبالتالي زيادة الأرباح )) ( الشماس , 2006
, 148) . 3- غرف المحادثة أفسحت غرف المحادثة عبر الانترنت مجالاً للحوار والنقاش وخلقت
هامش من الحرية في التعبير عن الرأي. ويعتبر الشباب غرف المحادثة من أهم وأبرز المحاور التي
يستطيع أن يلتقي من خلالها , ويقيم خلالها بعض العلاقات الاجتماعية . (( فعلى مستوى الدراسات
الخاصة بالشباب وسبل استخدامهم للانترنت , أعد المزيدي وإسماعيل دراسة حديثة في هذا الجانب فقد
حاول الباحثان عرض بعض المتغيرات والخصائص الاجتماعية والتربوية على 224 طالب و طالبة من
جامعة الكويت غالبيتهم من كليتي الهندسة والعلوم . والتي تتراوح أعمارهم بين 20- 23 عاماً . ولعل
أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسات تتمثل في أن طلبة جامعة الكويت يستخدمون الانترنت كوسيلة
للاتصالات من خلال برنامجي المحادثة والبريد الالكتروني . وطلب بعض المعلومات التي ليست لها
علاقة بموضوع دراستهم أو بواجباتهم وأن الطالبات يعتبرن أكثر استخداماً للانترنت من الطلبة الذكور
…. إضافة إلى ذلك , فإن نصف العينة تقريباً يحادثون ويخاطبون الجنس الآخر , والتي تعتبر نسبة
عالية مقارنة ببعض المجتمعات . ولقد أشارت الدراسة إلى أن ثلث العينة يقومون بإعطاء معلومات خاطئة
عن أنفسهم عندما يتحدثون مع الآخرين عبر الشبكة إضافة إلى أن نسبة كبيرة منهم يعتقدون أن الانترنت له
تأثيره السيئ على الأخلاقيات والسلوك , وكثير منهم يرون أن درجاتهم وتحصيله الدراسي لا يتحسن من
خلال استخدام شبكة الانترنت . )) ( الكندري والقشعان , 2001 , 10 ) إن هذه الغرف تحولت
اليوم إلى وسيلة لاستغلال تجمعات الشباب والمراهقين وملتقياتهم .(( أوضحت إحدى الدراسات لبعض
الشباب العربي المثقف من خلال زيارات ميدانية قاموا بها للعديد من برامج الشات والمحادثة أن 5% فقط
من غرف المحادثة تتناول موضوعات ذات قيمة فكرية وثقافية هادفة ،وقضايا الأمة وأحوالها ، يعبر بها
الشباب العربي عن ذاته وطموحاته ووجوده ، أما86% من هذه الغرف فهي تعتبر أبواق دعارة وهدم
أخلاقي وثقافي يمارس بشكل منظم وخاصة ضد الفتيات . في حين أن 9% من هذه الغرف تتباين في
حواراتها وآليات تناولها من جيد إلي سيء ، كما وأوضحت هذه الدراسة بأن 75% من هذه الغرف
الهدامة تحمل انتماء لدول في الخليج العربي وخاصة السعودية والكويت . )) ( الأخرس ” 2″ ,
2006 , 4- المواقع الإباحية: يستخدم الانترنت استخداماً خاطئاً بنسبة
كبيرة من قبل شبابنا و مراهقينا في ثالوث الانترنت المدمر هو الإباحية والزواج الالكتروني والدردشة .
(( إن خطورة الانترنت تتمثل بأن البعض يستخدمها في مشاهدة الصور العارية والمشاهد الفاضحة التي
تجعل الشاب أسير الغريزة , فتحرمه من أي عمل نافع مثمر وتحصره في دائرة الغرائز والشهوات . وقد
تستخدم الانترنت في إقامة علاقات مشبوهة عبر مواقع المحادثة أو ما يسمى بغرف الدردشة , كما أن
إدمان الانترنت يؤدي إلى حدوث صراع نفسي داخلي بين ما ترسخ في وجدان المدمن من قيم تربى عليها
وبين هذه القيم الجديدة التي يتلقاها عبر الانترنت …… إن انتشار الإباحية في المجتمع بصفة عامة ,
مؤشر سلبي على انهيار القيم داخل البناء الاجتماعي . وهناك العديد من الآثار الإنسانية التي تتمثل في
فقدان الانسان لإنسانيته , وعدم احترامه لذاته والإحساس بالضياع والقلق والدمار النفسي والتي تؤدي إلى
ظهور الممارسات اللا أخلاقية في المجتمع والانصراف عن الزواج الشرعي وانهيار وتصدع قيم الحياة
الزوجية وأسس استقرارها .)) ( محمد حسن , 2005 , 68-69 ) لذلك كانت الفئات الشبابية هم
الأكثر استخداماً للإنترنت , وهم الأكثر إساءة لهذا الاستخدام فهناك أمور مغرية بالنسبة لهذه الفئة لقضاء
ساعات طويلة أمام الكمبيوتر , وبالتالي من الممكن جداً أن يرتبط سوء الاستخدام ببعض الآثار الاجتماعية
والنفسية . 5-التأثيرات الاجتماعية : للانترنت أثر كبير على القيم الاجتماعية والثقافية فهو يشكل خطراً
حقيقياً عليها ويتجلى هذا الخطر في (( القضاء على المؤسسات الثقافية مثل العائلة والدين والتربية
والفنون التي تحافظ على الحضارة وتنقلها إلى الأجيال التالية فاستخدام التكنولوجيا الجديدة يؤدي إلى خلق
مجتمعات المصالح الضيقة واستخدام العمل عن بعد سيؤدي إلى عدم إتاحة الفرصة للاجتماع بشخص ما
يقع بالزمالة وجهاً لوجه )) ( سعيد , 1998 , 99 ) 6-إدمان الانترنت : لا يؤدي الانترنت إلى
العزلة التامة ولكنه يبعد الفرد عن أسرته ,لأنه غالباً ما يكون هناك تفاعل بين مستخدم الانترنت وطرف
آخر. حيث يسمح الانترنت بتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية مما يعزز ويزيد في فرص قضاء أوقات
طويلة أمام جهاز الكمبيوتر . هذا الوقت إن زاد عن حده وبدأ مستخدم الانترنت يواظب على قضاء وقت
طويل و بشكل يومي منتظم يسمى بالإدمان على الانترنت . و قد جرت الكثير من الدراسات الحديثة حول
هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة مهمة في مجال الصحة النفسية (( فلقد ذهبت يونج إلى أن إدمان الانترنت
يرتبط بكثير من المشكلات الاجتماعية . فهو من الممكن أن يؤدي إلى الطلاق وفقدان الوظيفة , على
سبيل المثال ولقد عرّفت يونج إدمان الانترنت على أنه حالة من حالات الاعتلال في القدرة على التخلص
والاستغناء عن الاستخدام مثله مثل الإدمان على المخدرات والكحوليات . وأشارت إلى أن 6 % من
الذين يستخدمون الانترنت في العالم يعتبرون من المدمنين فالإدمان يؤثر على سلوك الأفراد وعلاقاتهم
الاجتماعية.)) ( الكندري و القشعان,2001, 9) مما سبق نجد أن للانترنت فوائد كبيرة تواصلية و
تعلـّمية , كما يقدم الكثير من الخدمات المعلوماتية الأخرى . ورغم هذه الفوائد نجد أنه لا تسلم وسيلة
تكنولوجية حديثة من أخطار وآثار سلبية , وخاصة على جيل الشباب والنشء الذين قد يقعون في شرك
الاستخدامات الخاطئة. التي يجرهم إليها الانترنت باعتباره وسيلة اتصال حديثة جذابة ومبهرة. ثالثاً –
التأثيرات السلبيةللموبايل (الهاتف الخلوي ) : شاع استخدام الموبايل (الهاتف الخلوي ) بكثرة منذ
التسعينيات من القرن الماضي في الدول المتقدمة مثل أميركا واليابان وفرنسا وألمانيا .. وبدأت المنافسة
تشتد على إنتاج الشكل الأفضل والسعر الأنسب والتقنيات الأعلى ،أما عربياً فقد عم استخدامه في أوائل هذا
القرن , و بتنا نرى استخدامه الواسع بشكل واضح حتى أن الكثير من الأطفال بات يحمل هاتفاً خلوياً !.
وتكمن أهمية هذا الجهاز الصغير في كونه أداة اتصال سريعة وسهلة الحمل كما أنه يقوم بالكثير من
الوظائف الأخرى . كل هذا في جهاز صغير لايتعدى حجمه غالباً حجم كف اليد . وهذا التطور الهائل
للهاتف يشكل قفزة نوعية أدت إلى إحداث تغيير كبير في سلوكيات أبناء المجتمع العربي وخاصة وأنه
أصبح متوفراً بكثرة بين أيديهم وبتنا لا نسمع حديثاً للشباب والناشئة يخلو من ذكره , أو جلسة ً تخلو من
تبادل بعض الملفات المخزنة عليه . كل هذا يثير التساؤلات عن الفوائد التي يجب علينا استثمارها وعن
الأخطار التي تترتب على استخدامه. ورغم وجود نقاط ايجابية عن الهاتف الخلوي وعن التقنيات العالية
التي وصل إليها عالم الاتصالات , إلا أن السلبيات لابد وأن تتواجد وبكثرة وخاصة مع إمكانية استخدام
هذه الوسيلة المدهشة في أغراض أخرى غير التي صنعت من أجلها،ومن هذه السلبيات : 1- استخدام
الهاتف الخلوي أثناء قيادة المركبة : (( تشكل عملية طلب السائق لرقم معين بينما هو يقود سيارته حالة
لها مخاطرها، فكيف به يطلب رقماً والطريق يحتاج منه إلى انتباه مستمر وكامل.. ثم إن المحادثة تقلل من
التركيز على الطريق وهذا يؤثر في سلامة السائق والمركبة والمشاة . )) . ( الجنابي , 2007,
) وهذا يؤدي إلى الإضرار بالمجتمع ككل حيث يشكل خطراً على حياة
المواطنين و المرافق العامة وهذا ما تؤكده الدراسات التي أجرت إحصائيات لعدد حوادث المرور التي
كان السبب الرئيسي وراءها هو استخدام السائقين لأجهزة الهاتف الخلوي , حيث ((سجلت دوائر المرور
حوادث تقدر نسبتها بـ (15%) من مجموع الحوادث وكان وراءها استخدام الهاتف النقال أثناء قيادة
المركبات.)) ( الجنابي , 2007, ). ويمكن حل المشكلة أو تقليل نسبة خطرها بإصدار قوانين تنص على دفع غرامات رادعة مترافقة مع مصادرة رخصة القيادة مع تكثيف
نشر حملات التوعية حول هذه المشكلة . 2- الأعراف الاجتماعية والتقاليد الحضارية : بعد أن كان
الهاتف الخلوي ضرورة لتيسير الأعمال و تقريب البعيد واختصار الوقت أصبح الآن- وبعد انتشار
الموبايل مع كاميرا- أداة لنشر الفساد والمشاهد اللا أخلاقية و المنافية لكل القيم والعادات السائدة في
مجتمعنا – ذات محتوى جنسي – وخاصة بين جيل الشباب والمراهقين ومن هنا يمكن أن نرى أننا في
طريقنا للوصول إلى((مرحلة استعمال الهاتف الجوال التي يمكن وصفها بـ(مرحلة الخطر) على ما هو
سائد ومحبذ ومنسجم مع فطرة الإنسان من تأمين حياة هادئة وعفيفة له))( 2004 ,
فقد تزايد الاستعمال اللا أخلاقي للموبايل مؤخراً, وأصبحنا نسمع في
حياتنا اليومية الكثير من الكوارث الاجتماعية التي كان السبب فيها طيش بعض الشبان وذلك عند استخدام
صور الفتيات بشكل لا أخلاقي و تبادلها فيما بينهم مما يسبب الفضائح أو أمور أسوأ قد تصل إلى ما يعرف
باسم جرائم الشرف . ونحن الآن ((بحاجة فعلية لوضع ضوابط حضارية في التعامل مع أي مخترع جديد
فالبلاد العربية والإسلامية هي الآن بين نارين أولهما ضرورة مجاراة تطورات العصر ولكن ليس أن يكون ذلك على حساب تخريب النفوس. )) ( 2004 , ) يقضي الكثير
من الأشخاص أوقاتاً طويلة في تبادل الملفا
منقول_________________ - اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا . - اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا ، والحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين .
| |
|