الحمد لله كانت طبيعتى طيبة واعلم أن سوء الخلق له أسباب تجلبه وبواعث تحركه
فمن ذلك ما يلى
1- طبيعة الإنسان
فهناك من الناس من جبل على القحة ، والبذاءة ، وسوء الخلق ، فتتغلب عليه هذه الطبيعة ، وتؤثر فيه ، وتوجهه إلى مساوىء الأخلاق ، وتصرفه عن محاسنها .
حصوصا إذا استرسل مع طبيعته ، ولم يسع إلى إصلاح نفسه
2- سوء التربية المنزلية
فالتربية المنزليه لها دور عظيم فى توجيه الأولاد سلباً أو إيجاباً
3 – البيئة والمجتمع
فلهذين الأمرين أهمية كبرى فى حسن الخلق وسوئه ، فإذا نشأ المرء فى بيئة صالحة من بيت طيب ، ومدرستة تعنى بدين الطلاب وأخلاقهم ، وكان فى محتمع تشيع فيه الفضيلة ومحاسن الخلاق نبت خير منبت ، وتربى خير تربية ، وإلا فما أحراه أن يكون سافل القدر شريراً لا خير فيه
قال تعالى : " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكداً " سورة الأعراف 58 "
4- الظلم
فالظلم يحمل صاحبه على وضع الشئ فى غير موضعه فيغضب فى موضع الرضى ، ويرضى فى موضع الغضب ، ويجهل فى موضع الأناة ، ويبخل فى موضع البذل ، ويبذل فى موضع البخل ويحجم فى موضع الإقدام ، ويقدم فى موضع الإحجام ، ويلين فى موضع الشدة ، ويشتد فى موضع اللين ، ويتواضع فى موضع العزة ويتكبر فى موضع التواضع .
5- الشهوة
فهى تحمل على الحرص والشح والبخل وعدم العفه والنهمة والجشع والذل والدناءات
6- الغضب
فهو يحمل على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه وهذه الاوصاف تتنافى مع حسن الخلق .
7- الجهل
فالجهل يورد صاحبه المهالك ، وينزع به إلى الشرور والبلايا والجاهل عدو نفسه ، يسعى فى دمارها من حيث لا يشعر
8- كثرة الهموم
التى تذهل اللب ، وتشغل القلب ، فلا تتبع الاحتمال ، ولا تقوى على صبر وقد قيل : الهم كالسم .
9 - الغفلة عن عيوب النفس
فكثيراً ما نغفل عن عيوب أنفسنا ، ونتعامى عن معايبنا ونقائصنا ، وقليلاً ما نتفقد أحوالنا ، وننظر فى مواطن الخلل فينا
10 – اليأس من إصلاح النفس
11- دنو الهمة
فمن دنت همته ، وطعنت نفسه اتصف بكل خلق رذيل فالنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات ، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار .
12- قلة الحياء
فقلة الحياء مظهر سوء الخلق .. وهى فى الوقت نفسه سبب من أسباب سوء الخلق ، ذلك أن الحياء خصلة حميدة ، تبعث على فعل الجميل وترك القبيح .
وسألت نفسى هل يمكن تغير الأخلاق أم لا ؟
أدلة الشرع فكثيرة جداً ، فهى تحث على التحلى بالفضائل ، والتخلى من الرذائل .
ولو كان ذلك غير ممكن لما أمر به
قال تعالى ( قد أفلح من تزكى ) الأعلى اية 14
وقال ( قد أفلح من زكاها ) الشمس 9
ففى هاتين الآيتين دليل على أن الأخلاق تتغير وأن الطباع تتبدل ، ذلك أن حسن الخلق من الفلاح ، والفلاح ينال بالتزكية .