| مشروع تحفيظ القرآن همسات | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:45 pm | |
| سورة البقرة الآية 40 – الآية 61 (تفسير السعدي)
" يا بني إسرائيل " المراد بإسرائيل : يعقوب عليه السلام والخطاب مع فرق بني إسرائيل الذين بالمدينة وما حولها ويدخل فيهم من أتى من بعدهم فأمرهم بأمر عام فقال : " اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " وهو يشمل سائر النعم التي سيذكر في هذه السورة بعضها والمراد بذكرها بالقلب اعترافا وباللسان ثناء وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه " وأوفوا بعهدي " وهو ما عهده إليهم من الإيمان به وبرسله وإقامة شرعه " أوف بعهدكم " وهو المجازاة على ذلك ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده وهو الرهبة منه تعالى وخشيته وحده فإن من خشية أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه ثم أمرهم بالأمر الخاص الذي لا يتم إيمانهم ولا يصح إلا به فقال : " وآمنوا بما أنزلت " وهو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالإيمان به واتباعه ويستلزم ذلك الإيمان بمن أنزل عليه وذكر الداعي لإيمانهم به فقال : " مصدقا لما معكم " أي : موافقا له لا مخالفا ولا مناقضا فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب غير مخالف لها فلا مانع لكم من الإيمان به لأنه جاء بما جاءت به المرسلون فأنتم أولى من آمن به وصدق به لكونكم أهل الكتب والعلم " ولا تكونوا أول كافر به " أي : بالرسول والقرآن وفي قوله : " أول كافر به " أبلغ من قوله : ( ولا تكفروا به ) لأنهم إذا كانوا أول كافر به كان فيه مبادرتهم إلى الكفر به عكس ما ينبغي منهم وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم ثم ذكر المانع لهم من الإيمان وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية فقال : " ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا " وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل التي يتوهمون انقطاعها إن آمنوا بالله ورسوله فاشتروها بآيات الله واستحبوها وآثروها " وإياي " أي : لا غيري " فاتقون " فإنكم إذا اتقيتم الله وحده أوجبت لكم تقواه تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم ثم قال : " ولا تلبسوا " أي : تخلطوا " الحق بالباطل وتكتموا الحق " فنهاهم عن شيئين عن خلط الحق بالباطل وكتمان بيان الحق ؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم تمييز الحق من الباطل وإظهار الحق ليهتدي بذلك المهتدون ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين ؛ لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته ليميز الحق من الباطل ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين فمن عمل بهذا من أهل العلم فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم " وأقيموا الصلاة " أي : ظاهرا وباطنا " وآتوا الزكاة " مستحقيها " واركعوا مع الراكعين " أي : صلوا مع المصلين فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية " أتأمرون الناس بالبر " أي : بالإيمان والخير " وتنسون أنفسكم " أي : تتركونها عن أمرها بذلك والحال : " وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " وأسمى العقل عقلا لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير وينعقل به عما يضره وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به وأول تارك لما ينهى عنه فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله أو نهاه عن الشر فلم يتركه دل على عدم عقله وجهله خصوصا إذا كان عالما بذلك قد قامت عليه الحجة " واستعينوا بالصبر والصلاة " أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها والصبر عن معصية الله حتى يتركها والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور ومن يتصبر يصبره الله وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان وتنهي عن الفحشاء والمنكر يستعان بها على كل أمر من الأمور " وإنها " أي : الصلاة " لكبيرة " أي : شاقة " إلا على الخاشعين " فإنها سهلة عليهم خفيفة ؛ لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحا صدره لترقبه للثواب وخشية من العقاب بخلاف من لم يكن كذلك فإنه لا داعي له يدعوه إليها وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه " الذين يظنون " أي : يستيقنون " إنهم ملاقوا ربهم " فيجازيهم بأعمالهم " وأنهم إليه راجعون " فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ونفس عنهم الكربات وزجرهم عن فعل السيئات فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات وأما من لم يؤمن بلقاء ربه كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته وعظا لهم وتحذيرا وحثا وخوفهم بيوم القيامة الذي " لا تجزي " فيه أي : لا تغني " نفس " ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين " عن نفس " ولو كانت من العشيرة الأقربين " شيئا " لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه " ولا يقبل منها " أي : النفس شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له ولا يرضى من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان على السبيل والسنة " ولا يؤخذ منها عدل " أي : فداء " ولا هم ينصرون " أي : يدفع عنهم المكروه فنفى الانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه فقوله : " وإذ نجيناكم من آل فرعون " أي : من فرعون وملئه وجنوده وكانوا قبل ذلك " يسومونكم " أي : يولونهم ويستعملونهم " سوء العذاب " أي : أشده بأن كانوا " يذبحون أبناءكم " خشية نموكم " ويستحيون نساءكم " أي : فلا يقتلونهن فأنتم بين قتيل ومذلل بالأعمال الشاقة مستحيى على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الإهانة فمن الله عليهم بالنجاة التامة وإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقر أعينهم " بلاء من ربكم عظيم " فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام بأوامره " وإذ واعدنا موسى" ثم ذكر منته عليهم بوعده لموسى أربعين ليلة لينزل عليه التوراة المتضمنة للنعم العظيمة والمصالح العميمة ثم إنهم لم يصبروا قبل استكمال الميعاد حتى عبدوا العجل من بعده أي : ذهابه " وأنتم ظالمون " عالمون بظلمكم قد قامت عليكم الحجة فهو أعظم جرما وأكبر إثما ثم إنه أمركم بالتوبة على لسان نبيه موسى بأن يقتل بعضكم بعضا فعفا الله عنكم بسبب ذلك " لعلكم تشكرون " الله " وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " وهذا غاية الظلم والجراءة على الله وعلى رسوله " فأخذتكم الصاعقة " : إما الموت أو الغشية العظيمة " وأنتم تنظرون " وقوع ذلك كل ينظر إلى صاحبه " ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " ثم ذكر نعمته عليهم في التيه والبرية الخالية من الظلال وسعة الأرزاق فقال : " وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن " وهو اسم جامع لكل رزق حسن يحصل بلا تعب ومنه الزنجبيل والكمأة والخبز وغير ذلك " والسلوى " طائر صغير يقال له السماني طيب اللحم فكان ينزل عليهم من المن والسلوى ما يكفيهم ويقيتهم " كلوا من طيبات ما رزقناكم " أي : رزقا لا يحصل نظيره لأهل المدن المترفهين فلم يشكروا هذه النعم واستمروا على قساوة القلوب وكثرة الذنوب " وما ظلمونا " يعني بتلك الأفعال المخالفة لأوامرنا لأن الله لا تضره معصية العاصين كما لا تنفعه طاعات الطائعين " ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " فيعود ضرره عليهم " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا " وهذا أيضا من نعمته عليهم بعد معصيتهم إياه فأمرهم بدخول قرية تكون لهم عزا ووطنا وسكنا ويحصل لهم فيها الرزق الرغد وأن يكون دخولهم على وجه خاضعين لله فيه بالفعل وهو دخول الباب " سجدا " أي : خاضعين ذليلين وبالقول وهو أن يقولوا : " حطة " أي : أن يحط عنهم خطاياهم بسؤالهم إياه مغفرته " نغفر لكم خطاياكم " بسؤالكم المغفرة " وسنزيد المحسنين " بأعمالهم أي : جزاء عاجلا وآجلا " فبدل الذين ظلموا " منهم ولم يقل فبدلوا لأنهم لم يكونوا كلهم بدلوا " قولا غير الذي قيل لهم " فقالوا بدل حطة : حبة في حنطة استهانة بأمر الله واستهزاء وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم ولما كان هذا الطغيان أكبر سبب لوقوع عقوبة الله بهم قال : " فأنزلنا على الذين ظلموا منهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون " بسبب فسقهم وبغيهم " وإذ استسقى موسى لقومه " استسقى أي : طلب لهم ماء يشربون منه " فقلنا اضرب بعصاك الحجر " إما حجر مخصوص معلوم عنده وإما اسم جنس " فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " وقبائل بني إسرائيل اثنتا عشرة قبيلة " قد علم كل أناس مشربهم " أي : محلهم الذي يشربون عليه من هذه الأعين فلا يزاحم بعضهم بعضا بل يشربونه متهنئين لا متكدرين ولهذا قال : " كلوا واشربوا من رزق الله " أي : الذي آتاكم من غير سعي ولا تعب " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " أي : تخربوا على وجه الإفساد " وإذ قلتم يا موسى " أي : واذكروا إذ قلتم لموسى على وجه التملل لنعم الله والاحتقار لها : " لن نصبر على طعام واحد " أي : جنس من الطعام وإن كان كما تقدم أنواعا لكنها لا تتغير " فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها " أي : نباتها الذي ليس بشجر يقوم على ساقه " وقثائها " وهو الخيار " وفومها " أي : ثومها وعدسها وبصلها والعدس والبصل معروف قال لهم موسى " أتستبدلون الذي هو أدنى " وهو الأطعمة المذكورة " بالذي هو خير " وهو المن والسلوى فهذا غير لائق بكم فإن هذه الأطعمة التي طلبتم أي مصر هبطتموه وجدتموها وأما طعامكم الذي من الله به عليكم فهو خير الأطعمة وأشرفها فكيف تطلبون به بدلا ؟ ولما كان الذي جرى منهم فيه أكبر دليل على قلة صبرهم واحتقارهم لأوامر الله ونعمه جازاهم من جنس عملهم فقال : " وضربت عليهم الذلة " التي تشاهد على ظاهر أبدانهم " والمسكنة " بقلوبهم فلم تكن أنفسهم عزيزة ولا لهم هممهم أردأ الهمم " وباؤوا بغضب من الله " أي : لم تكن غنيمتهم التي رجعوا بها وفازوا إلا أن رجعوا بسخطه عليهم فبئست الغنيمة غنيمتهم وبئست الحالة حالتهم " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله " الدالات على الحق الموضحة لهم فلما كفروا بها عاقبهم بغضبه عليهم وبما كانوا " ويقتلون النبيين بغير الحق " وقوله : " بغير الحق " زيادة شناعة وإلا فمن المعلوم أن قتل النبي لا يكون بحق لكن لئلا يظن جهلهم وعدم علمهم " ذلك بما عصوا " بأن ارتكبوا معاصي الله " وكانوا يعتدون " على عباد الله فإن المعاصي يجر بعضها بعضا فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير ثم ينشأ عنه الذنب الكبير ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر وغير ذلك فنسأل الله العافية من كل بلاء
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:46 pm | |
| درس -4 قصة بني إسرائيل من أكثر القصص تكراراً في القرآن وذلك لكثرة المواعظ التي وردت بها وابتداءاً من هذا المقطع يواجه السياق بني إسرائيل ويكشف بعض جوانب تاريخ بني إسرائيل وإنكارهم لرسالات الله و رسله. يبدأ هذا الدرس بنداء علوي جليل إلى بني إسرائيل يذكرهم بنعمته تعالى عليهم ويذكرهم بنعم الله التي أسبغهم عابها في تاريخهم الطويل ويخوفهم يوماً لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئاً. ثم يستحضر مشهد نجاتهم من آل فرعون وإهلاكه لعدوهم و على الرغم من ذلك اتخذوا العجل إلها لهم من دون الله . ثم يستعرض السياق مواقف أخرى لعصيان بني إسرائيل و عدم طاعتهم لأوامر الله وأوامر نبي الله موسى عليه السلام. ويستعرض السياق تبديلهم لكلام الله وعدم صبرهم على ابتلاء الله وكان عاقبة ذلك أن حق عليهم غضب الله و يبين لنا القرآن سبب ذلك "ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:47 pm | |
| عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ...إلى أن قال – في وصف حال المؤمن في القبر - :
فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ .
قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ . فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ . فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ . فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي )
رواه أحمد (4/362) وصححه الألباني في "أحكام الجنائز" (156)
عن بريدة رضي الله عنه قال : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول :
( َإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا . فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا )
رواه أحمد في "المسند" (394) وابن ماجه في "السنن" (3781) وحسنه البوصيري في الزوائد والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2829)
يقول السيوطي في شرح الحديث (2/1242) :
" ( كالرجل الشاحب ) قال السيوطي : هو المتغير اللون ، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا ، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة ." انتهى . | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:48 pm | |
| ردود الاعضاء ((واذا قرات القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا))
((وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)) | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:48 pm | |
| قصة بني إسرائيل (2) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)يستمر السياق القرآني في سرد قصة بني إسرائيل ونكرانهم للآيات .. وذكر قصة الذين اعتدوا في السسبت ولم يذكر التفاصيل في سورة البقرة واكتفى بالإشارة إليها بينما ذكرت تفاصيلها في مواضع أخرى بالقرآن.ثم يذكر لنا القرآن قصى البقرة والتي سميت السورة باسمها وهي قصة تبين جدل بني إسرائيل وعدم امتثالهم الأوامر .. وأنهم شددوا فشدد الله عليهم فلو أنهم ذبحوا أي بقرة كما أمرهم الله لكان كافياً وكان امتثالاً للأمر ولكنهم ظلوا يسألون عن أوصافها ويضيقوا على أنفسهم حتى ضيقوا على أنفسهم دائرة الخيار وانحصرت الأوصاف في بقرة واحدة قيل أنهم اشتروها بملء جلدها ذهباً.ثم يختم السياق القرآني آيات هذا الدرس ببيان طبيعة القلوب التي لا تمتثل لأوامر الله أنها كالحجارة أو أشد في القسوة .. لأن من الحجارة ما يلين ويهبط من خشية الله عكس قلوب الكافرين التي تزداد صلابة وقسوة كلما ذكروا بآيات الله. | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:49 pm | |
| درس -5
سورة البقرة الآية 62 – الآية 74 (تفسير السعدي)
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وهذا الحكم على أهل الكتاب خاصة لأن الصابئين الصحيح أنهم من جملة فرق النصارى فأخبر الله أن المؤمنين من هذه الأمة واليهود والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وصدقوا رسلهم فإن لهم الأجر العظيم والأمن ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأما من كفر منهم بالله ورسله واليوم الآخر فهو بضد هذه الحال فعليه الخوف والحزن وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وهو العهد الثقيل المؤكد بالتخويف لهم برفع الطور فوقهم وقيل لهم : خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ من التوراة بِقُوَّةٍ أي : بجد واجتهاد وصبر على أوامر الله وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ أي : ما في كتابكم بأن تتلوه وتتعلموه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ عذاب الله وسخطه أو لتكونوا من أهل التقوى فبعد هذا التأكيد البليغ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ وأعرضتم وكان ذلك موجبا لأن يحل بكم أعظم العقوبات ولكن وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ أي : ولقد تقرر عندكم حالة وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فأوجب لهم هذا الذنب العظيم أن غضب الله عليهم وجعلهم قِرَدَةً خَاسِئِينَ حقيرين ذليلين وجعل الله هذه العقوبة نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا أي : لمن حضرها من الأمم وبلغه خبرها ممن هو في وقتهم وَمَا خَلْفَهَا وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً أي : من بعدهم فتقوم على العباد حجة الله وليرتدعوا عن معاصيه ولكنها لا تكون موعظة نافعة إلا للمتقين أي : واذكروا ما جرى لكم مع موسى حين قتلتم قتيلا وادارأتم فيه أي : تدافعتم واختلفتم في قاتله حتى تفاقم الأمر بينكم وكاد - لولا تبيين الله لكم - يحدث بينكم شر كبير فقال لكم موسى في تبيين القاتل : اذبحوا بقرة وكان من الواجب المبادرة إلى امتثال أمره وعدم الاعتراض عليه ولكنهم أبوا إلا الاعتراض فقالوا قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا فقال نبي الله : قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه وهو الذي يستهزئ بالناس وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله وإن كان قد فضل عليه فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه والرحمة لعباده فلما قال لهم موسى ذلك علموا أن ذلك صدق فقالوا : قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ أي : ما سنها ؟ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ أي متوسطة بين السنين المذكورين سابقا وهما الصغر والكبر فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ واتركوا التشديد والتعنت قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) شديد الصفار تسر الناظرين من حسنها قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) فلم نهتد إلى ما تريد قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ غير مذلله بالعمل بالحراثة وليست بساقية مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) مسلمة من العيوب أو من العمل لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ أي : بالبيان الواضح وهذا من جهلهم وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة فلو أنهم اعترضوا أي : بقرة لحصل المقصود ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم ولو لم يقولوا إن شاء الله لم يهتدوا أيضا إليها فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) فذبحوا البقرة التي وصفت بتلك الصفات فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) فلما ذبحوها قلنا لهم اضربوا القتيل ببعضها أي : بعضو منها إما معين أو أي : عضو منها فليس في تعيينه فائدة فضربوه ببعضها فأحياه الله وأخرج ما كانوا يكتمون فأخبر بقاتله وكان في إحيائه وهم يشاهدون ما يدل على إحياء الله الموتى لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) فتنزجرون عن ما يضركم " ثم قست قلوبكم " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ أي : اشتدت وغلظت فلم تؤثر فيها الموعظة من بعد ما أنعم الله عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم لأن ما شاهدتم مما يوجب رقة القلب وانقياده ثم وصف قسوتها بأنها فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ التي هي أشد قسوة من الحديد لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب بخلاف الأحجار أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً أي : إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار وليست أو بمعنى بل ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم فقال : وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) فبهذه الأمور فضلت قلوبكم ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال : " وما الله بغافل عما تعملون " بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:49 pm | |
| درس -6 سورة البقرة 75 -82 تفسير السعدي
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
هذا قطع لأطماع المؤمنين من إيمان أهل الكتاب أي : فلا تطمعوا في إيمانهم وحالتهم لا تقتضي الطمع فيهم فإنهم كانوا يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه وعلموه فيضعون له معاني ما أرادها الله ليوهموا الناس أنها من عند الله وما هي من عند الله فإذا كانت هذه حالهم في كتابهم الذي يرونه شرفهم ودينهم يصدون به الناس عن سبيل الله فكيف يرجى منهم إيمان لكم ؟ ! فهذا من أبعد الأشياء
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) ثم ذكر حال منافقي أهل الكتاب فأظهروا لهم الإيمان قولا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وإذا لم يكن عندهم أحد من غير أهل دينهم قال بعضهم لبعض أتظهرون لهم الإيمان وتخبرونهم أنكم مثلهم فيكون ذلك حجة لهم عليكم ؟ يقولون : إنهم قد أقروا بأن ما نحن عليه حق وما هم عليه باطل فيحتجون عليكم بذلك عند ربكم أَفَلَا تَعْقِلُونَ أي : أفلا يكون لكم عقل فتتركون ما هو حجة عليكم ؟ هذا يقوله بعضهم لبعض وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) أي : من أهل الكتاب عوام ليسوا من أهل العلم ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط وليس عندهم خبر بما عند الأولين الذين يعلمون حق المعرفة حالهم وهؤلاء إنما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم فذكر في هذه الآيات علماءهم وعوامهم ومنافقيهم ومن لم ينافق منهم فالعلماء منهم متمسكون بما هم عليه من الضلال والعوام مقلدون لهم لا بصيرة عندهم فلا مطمع لكم في الطائفتين فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة على ما أصله من البدع الباطلة وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه ومتناول لمن كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله لينال به دنيا وقال : إنه من عند الله مثل أن يقول : هذا هو الشرع والدين وهذا معنى الكتاب والسنة وهذا معقول السلف والأئمة وهذا هو أصول الدين الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ذكر أفعالهم القبيحة ثم ذكر مع هذا أنهم يزكون أنفسهم ويشهدون لها بالنجاة من عذاب الله والفوز بثوابه وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة أي : قليلة تعد بالأصابع فجمعوا بين الإساءة والأمن ولما كان هذا مجرد دعوى رد الله تعالى عليهم فقال قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) أي : بالإيمان به وبرسله وبطاعته فهذا الوعد الموجب لنجاة صاحبه الذي لا يتغير ولا يتبدل فأخبر تعالى أن صدق دعواهم متوقف على أحد هذين الأمرين اللذين لا ثالث لهما : إما أن يكونوا قد اتخذوا عند الله عهدا فتكون دعواهم صحيحة وإما أن يكونوا متقولين عليه فتكون كاذبة فيكون أبلغ لخزيهم وعذابهم وقد علم من حالهم أنهم لم يتخذوا عند الله عهدا ثم ذكر تعالى حكما عاما لكل أحد يدخل فيه بنو إسرائيل وغيرهم وهو الحكم الذي لا حكم غيره لا أمانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين فقال : بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) أي : ليس الأمر كما ذكرتم فإنه قول لا حقيقة له ولكن " من كسب سيئة " وهو نكرة في سياق الشرط فيعم الشرك فما دونه والمراد به هنا الشرك بدليل قوله : " وأحاطت به خطيئته " أي : أحاطت بعاملها فلم تدع له منفذا وهذا لا يكون إلا الشرك فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته " فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) ولا تكون الأعمال صالحه إلا بشرطين : أن تكون خالصة لوجه الله متبعا بها سنة رسوله فحاصل هاتين الآيتين أن أهل النجاة والفوز هم أهل الإيمان والعمل الصالح والهالكون أهل النار هم المشركون بالله الكافرون به
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:50 pm | |
| معاني كلمات سورة البقرة من الآية 62 : 82 هادوا: صاروا يهوداً. الصابئين: عبدة الكواكب.خاسئين: مبعدين مطرودين. نكالاً: عبرة.هزواً: سخرية. لا فارض: لا مسنة.لا بكر: لا فتية. عوان: نصف ، متوسطة بين السنين.فاقع لونها: شديد الصفرة. لا ذلول: ليست هينة، سهلة الانقياد.تثير الاْرض: تقلبها للزراعة. الحرث: الزرع، اْو الاْرض المهيئة له.مسلمة: مبراْة من العيوب. لا شية فيها: لا لون فيها غير الصفرة.فاذاراْتم: تدافعتم وتخاصمتم. يحرفونه: يبدلونه اْو يؤولونه.خلا: مضي اْو انفرد. فتح الله : حكم وقضي.اْميون : جهلة. اْماني: اْكاذيب افتراها اْحبارهم. فويل: هلكة اْو حسرة، اْو واد في جهنم.اْحاطت به: اْحدقت به واستولت عليه. | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:51 pm | |
| درس -7 سورة البقرة الآية 83 – الآية 91 (تفسير السعدي)وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وهذه الشرائع من أصول الدين التي أمر الله بها في كل شريعة لاشتمالها على المصالح العامة في كل زمان ومكان فلا يدخلها نسخ كأصل الدين ولهذا أمرنا الله بها وقوله : " إلا قليلا منكم "هذا استثناء لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم فأخبر أن قليلا منهم عصمهم الله وثبتهموَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) وهذا الفعل المذكور في هذه الآية فعل للذين كانوا في زمن الوحي بالمدينة وذلك أن الأوس والخزرج - وهم الأنصار - كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم مشركين وكانوا يقتتلون على عادة الجاهلية فنزلت عليهم الفرق الثلاث من فرق اليهود : بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع فكل فرقة منهم حالفت فرقة من أهل المدينة فكانوا إذا اقتتلوا أعان اليهودي حليفة على مقاتليه الذين تعينهم الفرقة الأخرى من اليهود فيقتل اليهودي اليهودي ويخرجه من دياره إذا حصل جلاء ونهب ثم إذا وضعت الحرب أوزارها وكان قد حصل أسارى بين الطائفتين فدى بعضهم بعضا والأمور الثلاثة كلها قد فرضت عليهم ففرض عليهم أن لا يسفك بعضهم دم بعض ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم وإذا وجدوا أسيرا منهم وجب عليهم فداؤه فعملوا بالأخير وتركوا الأولين فأنكر الله عليهم ذلك أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) توهموا أنهم إن لم يعينوا حلفاءهم حصل لهم عار فاختاروا الدنيا على الآخرة فلا يخفف عنهم العذاب بل هو باق على شدته ولا يحصل لهم راحة بوقت من الأوقات وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) يمتن تعالى على بني إسرائيل أن أرسل إليهم كليمه موسى وآتاه التوراة ثم تابع من بعده بالرسل الذين يحكمون بالتوراة إلى أن ختم أنبياءهم بعيسى ابن مريم عليهم السلام وآتاه من الآيات البينات ما يؤمن على مثله البشر ثم مع هذه النعم التي لا يقدر قدرها لما أتوكم بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم عن الإيمان بهم ففريقا منهم كذبتم وفريقا تقتلون.وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) أي : اعتذروا عن الإيمان لما دعوتهم إليه يا أيها الرسول بأن قلوبهم غلف أي : عليها غلاف وأغطية فلا تفقه ما تقول يعني فيكون لهم - بزعمهم - عذر لعدم العلم وهذا كذب منهم فلهذا قال تعالى : " بل لعنهم الله بكفرهم " أي : أنهم مطرودون ملعونون بسبب كفرهم فقليلا المؤمن منهم أو قليلا إيمانهم وكفرهم هو الكثيروَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) أي : ولما جاءهم كتاب من عند الله على يد أفضل الخلق وخاتم الأنبياء المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة وقد علموا به وتيقنوه حتى إنهم كانوا إذا وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب استنصروا بهذا النبي وتوعدوهم بخروجه وأنهم يقاتلون المشركين معه فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا كفروا به بغيا وحسدا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فلعنهم الله وغضب عليهم غضبا بعد غضب لكثرة كفرهم وتوالي شكهم وشركهم وللكافرين عذاب مهين أي : مؤلم موجع وهو صلي الجحيم وفوت النعيم المقيم فبئس الحال حالهم وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله الكفر به وبكتبه وبرسله مع علمهم وتيقنهم فيكون أعظم لعذابهم وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) أي : وإذا أمر اليهود بالإيمان بما أنزل الله على رسوله وهو القرآن استكبروا وعتوا و قالوا نؤمن بما لدينا ونكفر بما سواه من الكتب مع أن الواجب أن يؤمنوا بما أنزل الله مطلقا سواء أنزل عليهم أو على غيرهم وهذا هو الإيمان النافع الأيمان بما أنزل الله على جميع رسله وأما التفريق بين الرسل والكتب وزعم الإيمان ببعضها دون بعض فهذا ليس بإيمان بل هو الكفر بعينه ولهذا رد عليهم تبارك وتعالى هنا ردا شافيا وألزمهم إلزاما لا محيد لهم عنه فرد عليهم بكفرهم بالقرآن بأمرين فقال :" وهو الحق " فإذا كان هو الحق في جميع ما اشتمل عليه من الإخبارات والأوامر والنواهي وهو من عند ربهم فالكفر به بعد ذلك كفر بالله وكفر بالحق الذي أنزله ثم قال : " مصدقا لما معهم "أي : موافقا له في كل ما دل عليه من الحق ومهيمنا عليه فكان كفرهم بالقرآن كفرا بما في أيديهم ونقضا له ثم نقض عليهم تعالى دعواهم الإيمان بما أنزل إليهم بقوله :" قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين " | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:51 pm | |
| سورة البقرة الآية 83 – الآية 91
قصة بني إسرائيل (4) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) الخطاب في هذه الآيات موجه إلى اليهود الذين عاصروا الرسول في المدينة ويذكرهم بميثاقهم الذي واثقهم الله به في التوراة ويبين لهم بعض المواثيق التي أخذها الله عليهم ثم خالفوها واستحبوا الحياة الدنيا على الآخرة واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً.كانت اليهود في باديء الأمر يحاجون المسلمين بأن لديهم تعاليم أنبيائهم وهي تغنيهم عن التعاليم التي جاء بها الإسلام فبين لهم القرآن أنهم خالفوا أنبيائهم وكذبوا فريقاً وقتلوا فريقاً آخر .. ولما جاءهم القرآن مصدقاً لما بين يديهم وعرفوا صفات الرسول كما وردت في التوراة والإنجيل كفروا به حسداً من عند أنفسهم أن ينزل الله عليه الرسالة.ثم يختم القرآن هذا الموقف وإعراضهم عن القرآن واكتفاءهم بما لديهم بتذكيرهم بما فعلوه بأنبيائهم وأنهم لو كانوا مؤمنين ما كذبوهم وما قتلوهم. | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:52 pm | |
| بدأت سورة البقرة بقوله تعالى"ألم" .. وهذه الحروف مقطعة ومعنى مقطعة أن كل حرف ينطق بمفرده. الحروف لها أسماء ولها مسميات ..
مثلا فى كلمة كتب حين انطق بمسمى الحروف لهذه الكلمة انطق كتب
وحين ارغب فى قراءة الكلمة باسماء الحروف فاقول كاف وتاء وباء
ولا ينطق باسماء الحروف الا من تعلم ودرس لكن من لم يتعلم فانه ينطق بمسميات الحروف وليس باسمائها فكان الاعجاز القرانى
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولذلك لم يكن يعرف شيئا عن أسماء الحروف. فإذا جاء ونطق بأسماء الحروف يكون هذا إعجازاً من الله سبحانه وتعالى ..
وأن هذا القرآن موحى به من الله سبحانه وتعالى.
ونجد في فواتح السور التي تبدأ بأسماء الحروف. تنطق الحروف بأسمائها وتجد نفس الكلمة في آية أخرى تنطق بمسمياتها. فألم في أول سورة البقرة نطقتها بأسماء الحروف ألف لام ميم. بينما تنطقها بمسميات الحروف في شرح السورة في قوله تعالى:
{ألم نشرح لك صدرك "1" } (سورة الشرح)
ما الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ينطق "ألم" في سورة البقرة بأسماء الحروف .. وينطقها في سورتي الشرح والفيل بمسميات الحروف.
لابد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سمعها من الله كما نقلها جبريل عليه السلام إليه هكذا. إذن فالقرآن أصله السماع لا يجوز أن تقرأه إلا بعد أن تسمعه. لتعرف أن هذه تقرأ ألف لام ميم والثانية تقرأ ألم .. مع أن الكتابة واحدة في الاثنين ..
"ألم" مكونة من ثلاث حروف وإذا سألت ما هو معنى هذه الحروف؟.. نقول أن السؤال في أصله خطأ .. لأن الحرف لا يسأل عن معناه
في اللغة إلا إن كان حرف معنى .. .. والحروف نوعان: حرف مبني
وحرف معنى.
حرف المبنى لا معنى له إلا للدلالة على الصوت فقط ..
أما حروف المعاني فهي مثل في. ومن .. وعلى .. (في) تدل على الظرفية .. و(من) تدل على الابتداء و(إلي) تدل على الانتهاء .. و(على) تدل على الاستعلاء .. هذه كلها حروف معنى.
وإذا كانت الحروف في أوائل السور في القرآن الكريم قد خرجت عن قاعدة الوصل لأنها مبنية على السكون لابد أن يكون لذلك حكمة .. | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:53 pm | |
| ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "2")
وصف الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم بأنه الكتاب.
وكلمة (قرآن) معناها أنه يقرأ،
وكلمة (كتاب) معناها أنه لا يحفظ فقط في الصدور، ولكن يدون في السطور، ويبقى محفوظاً إلي يوم القيامة،
والقول بأنه الكتاب، تمييز له عن كل كتب الدنيا، وتمييز له عن كل الكتب السماوية التي نزلت قبل ذلك،
فالقرآن هو الكتاب الجامع لكل أحكام السماء، منذ بداية الرسالات حتى يوم القيامة، وهذا تأكيد لارتفاع شأن
القرآن وتفرده وسماويته ودليل على وحدانية الخالق،
فمنذ فجر التاريخ، نزلت على الأمم السابقة كتب تحمل منهج السماء، ولكن كل كتاب وكل رسالة نزلت
موقوتة، في زمانها ومكانها، تؤدي مهمتها لفترة محددة وتجاه قوم محددين.
والقرآن هو الكتاب، لأنه لن يصل إليه أي تحريف أو تبديل، فرسالات السماء السابقة ائتمن الله البشر عليها،
فنسوا بعضها، وما لم ينسوه حرفوه،
وأضافوا إليه من كلام البشر، ما نسبوه إلي الله سبحانه وتعالى ظلما وبهتانا
ولكن القرآن الكريم محفوظ من الخالق الأعلى، مصداقاً لقوله تعالى:
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"}
لا ريب فيه أي لا شك .. أو نفي للشك وجزم مطلق أنه كتاب حكيم منزل من الخالق الأعلى.
الهدى هو الدلالة على طريق يوصلك إلي ما تطلبه.
فالإشارة التي تدل المسافر على الطريق هي هدى له لأنها تبين له الطريق الذي يوصله إلي المكان الذي يقصده ..
والهدى يتطلب هاديا ومهديا وغاية تريد أن تحققه.
فإذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى لأنك لا تريد أن تصل إلي شيء .. وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق.
أن الله يريد أن يلفت خلقه إلي أنهم إذا أرادوا أن يصلوا إلي الهدف الثابت الذي لا يتغير فيأخذوه عن الله.
وإذا أرادوا أن يتبعوا الطريق الذي لا توجد فيه أي عقبات أو متغيرات .. فليأخذوا طريقهم عن الله تبارك وتعالى ..
الله جل جلاله لا هوى له .. فإذا أردت أن تحقق سعادة في حياتك، وأن تعيش آمنا مطمئنا .. فخذ الهدف عن الله، وخذ الطريق عن الله. فإن ذلك ينجيك من قلق متغيرات الحياة التي تتغير وتتبدل.
إذن فالهدف يحققه الله لك، والطريق يبينه الله لك .. وما عليك إلا أن تجعل مراداتك في الحياة خاضعة لما يريده الله.
ويقول الله سبحانه وتعالى: "هدى للمتقين" .. ما معنى المتقين؟ متقين جمع متق. والاتقاء من الوقاية .. والوقاية من الاحتراس والبعد عن الشر .. لذلك يقول الحق تبارك وتعالى:
والله سبحانه وتعالى قال: "هدى للمتقين" أي أن هذا القرآن هدى للجميع .. فالذي يريد أن يتقي عذاب الله وغضبه يجد فيه الطريق الذي يحدد له هذه الغاية ..
فالهدى من الحق تبارك وتعالى للناس جميعا.
ثم خص من آمن به بهدى آخر، وهو أن يعينه على الطاعة.
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:54 pm | |
| الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
بعد أن بين الله سبحانه وتعالى لنا أن هذا الكتاب ـ وهو القرآن الكريم ـ "هدى للمتقين" .. أي أن فيه المنهج والطريق لكل من يريد أن يجعل بينه وبين غضب الله وقاية ..
أراد أن يعرفنا صفات هؤلاء المتقين ومن هم .. وأول صفة هي قوله تعالى: "الذين يؤمنون بالغيب"..
ما هو الغيب الذي جعله الله أول مرتبة في الهدى .. وفي الوقاية من النار ومن غضب الله؟
الغيب هو كل ما غاب عن مدركات الحس. فالأشياء المحسة التي نراها ونلمسها لا يختلف فيها أحد ..
ومن الدلالة على دقة التعريف أنهم قالوا أن هناك خمس حواس ظاهرة هي: السمع والبصر والشم والذوق واللمس ..
ولكن هناك أشياء تدرك بغير هذه الحواس..
فعندما تشعر بالجوع .. بأي حاسة أدركت أنك جوعان؟ .. ليس بالحواس الظاهرة .. وكذلك عندما تظمأ .. ما هي الحاسة التي أدركت بها أنك محتاج إلي الماء .. وعندما تكون نائما .. أي حاسة تلك التي توقظك من النوم .. لا أحد يعرف..
إذن هناك ملكات في النفس وهي الحواس الظاهرة ..
وهناك ادراكات في النفس .. وهي حواس لا يعلمها إلا خالقها ..
لو أعطى لطالب تمرين هندسي فحله وأتى بالجواب .. هل نقول أنه علم غيبا؟ .. لأن حل التمرين كان غيبا عنه ثم وصل إليه .. لا .. لأن هناك مقدمات وقوانين أوصلته إلي هذا الحل .. والغيب بلا مقدمات ولا قوانين تؤدي إليه،
ولكن ما هو الغيب؟..
هو الشيء الذي ليس له مقدمات ولا يمكن أن يصل إليه علم خلق من خلق الله حتى الملائكة .. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى حينما علم آدم الأسماء كلها وعرضها على الملائكة قال جل جلاله:
{وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين "31" قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "32" قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "33" } (سورة البقرة)
بالتالى قمة الايمان :- هي الإيمان بالله سبحانه وتعالى .. والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والإيمان باليوم الآخر .. كل هذه أمور غيبية،
والله تبارك وتعالى قد أعطانا من آياته في الكون ما يجعلنا ندرك أن لهذا الكون خالقا .. فالشمس والقمر والنجوم والأرض والإنسان والحيوان والجماد لا يستطيع أحد أن يدعي أنه خلقهم .. ولا أحد يمكن أن يدعي أنه خلق نفسه أو غيره .. ولا يمكن لهذا الكون بهذا النظام الدقيق أن يوجد بالصدفة .. لأن الصدفة أحداث غير مرتبة أو غير منظمة .. ولو وجد هذا الكون بالصدفة لتصادمت الشمس والقمر والنجوم والأرض ولاختل الليل والنهار..
ولكن كل ما في الكون من آيات يؤكد لنا أن هناك قوة هائلة هي التي خلقت ونظمت وأبدعت .. فإذا جاءنا رسول يبلغنا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق هذا الكون فلابد أن نصدقه
ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: "ومما رزقناهم ينفقون" .. وحين نتكلم عن الرزق يظن كثير من الناس أن الرزق هو المال .. نقول له لا .. الرزق هو ما ينتفع به فالقوة رزق، والعلم رزق .. فإن لم يكن عندك مال لتنفق منه فعندك عافية تعمل بها لتحصل على المال .. وتتصدق بها على العاجز والمريض .. وإن كان عندك حلم .. فإنك تنفقه بأن تقي الأحمق من تصرفات قد تؤذي المجتمع وتؤذيك .. وأن كان عندك علم أنفقه لتعلم الجاهل .. وهكذا نرى: "ومما رزقناهم ينفقون" تستوعب جميع حركة الحياة
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:54 pm | |
| والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون "
الحق سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة يعطينا صفات أخرى من صفات المؤمنين .. فبعد أن أبلغنا أن من صفات المؤمنين الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله .. يأتي بعد ذلك إلي صفات أخرى..
فهؤلاء المؤمنون هم: (الذين يؤمنون بما أنزل إليك) أي بالقرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ..
و"بما أنزل من قبلك" وهذه لم تأت في وصف المؤمنين إلا في القرآن الكريم ..
ذلك أن الإسلام عندما جاء كان عليه أن يواجه صنفين من الناس .. الصنف الأول هم الكفار وهم لا يؤمنون بالله ولا برسول مبلغ عن الله ..
وكان هناك صنف آخر من الناس .. هم أهل الكتاب يؤمنون بالله ويؤمنون برسل عن الله وكتب عن الله.. والإسلام واجه الصنفين ..
فالإسلام جاء ليؤمن به الكافر، ويؤمن به أهل الكتاب، ويكون الدين كله لله.. والله سبحانه وتعالى في كتبه التي أنزلها أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اسمه وأوصافه .. وطلب من أهل الكتاب الذين سيدركون رسالته صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به..
ولقد أعطى الله جل جلاله أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب حتى إنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .. بل كانت معرفتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وزمنه وأوصافه معرفة يقينية .. وكان يهود المدينة يقولون للكفار .. أطل زمن رسول سنؤمن به ونقتلكم قتل عاد وإرم ..
فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أول من حاربه وأنكر نبوته .. فأوصاف رسول الله عليه الصلاة والسلام موجودة في التوراة والإنجيل .. ولذلك كان أهل الكتاب ينذرون الكفار بأنهم سيؤمنون بالرسول الجديد ويسودون به العرب ..
أي أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن مفاجئة لأهل الكتاب بل كانوا ينتظرونها .. كانوا يؤكدون أنهم سيؤمنون بها كما تأمرهم بها كتبهم .. ولكنهم رفضوا الإيمان وأنكروا الرسالة عندما جاء زمنها..
ثم يقول سبحانه وتعالى: "وبالآخرة هم يوقنون" ونلاحظ هنا أن كلمة (وبالآخرة) قد جاءت .. لأنك إذا تصفحت التوراة التي هي كتاب اليهود، أو قرأت التلمود لا تجد شيئا عن اليوم الآخر .. فقد أخذوا الأمر المادي فقط من كتبهم .. والله تبارك وتعالى أكد الإيمان باليوم الآخر حتى عرف الذين يقولون آمنا بالله وكتبه ورسله ولا يلتفتون إلي اليوم الآخر أنهم ليسوا بمؤمنين .. فلو لم يجئ هذا الوصف في القرآن الكريم ربما قالوا أن الإسلام موافق لما عندنا ..
ولكن الله جل جلاله يريد تصوير الإيمان تصويراً كماليا بأن الإيمان بالله قمة ابتداء والإيمان باليوم الآخر قمة انتهاء .. فمن لم يؤمن بالآخرة وأنه سيلقى الله وسيحاسبه .. وأن هناك جنة ينعم فيها المؤمن، وناراً يعذب فيها الكافر يكون إيمانه ناقصا .. ويكون قد اقترب من الكافر الذي جعل الدنيا غايته وهدفه..
فالمؤمن يتبع منهج الله في الدنيا ليستحق نعيم الله في الآخرة ..
فلو أن الآخرة لم تكن موجودة، لكان الكافر أكثر حظا من المؤمن في الحياة .. لأنه أخذ من الدنيا ما يشتهيه ولم يقيد نفسه بمنهج، بل أطلق لشهواته العنان .. بينما المؤمن قيد حركته في الحياة طبقا لمنهج الله وتعب في سبيل ذلك. ثم يموت الاثنان وليس بعد ذلك شيء .. فيكون الكافر هو الفائز بنعم الدنيا وشهواتها. والمؤمن لا يأخذ شيئا والأمر هنا لا يستقيم بالنسبة لقضية الإيمان .. ولذلك كان الإيمان بالله قمة الإيمان بداية والإيمان بالآخرة قمة الإيمان نهاية.
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: مشروع تحفيظ القرآن همسات الخميس أغسطس 12, 2010 10:55 pm | |
| " أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون "
الحق جل جلاله لم يكن يترك آدم في حياته على الأرض دون يعلمه ما يضمن استمرار حياته وحياة أولاده .. يعلمه على الأقل بدايات .. ثم بعد ذلك تتطور هذه البدايات بما يكشفه الله من علمه لخلقه .. وبعد ذلك جاءت القرون المتقدمة فاستطعنا أن نستخدم آلات حديثة متطورة تقوم بعملية الحرث والبذر..
ولكن الحقيقة الثابتة التي لم تتغير منذ بداية الكون ولن تتغير حتى نهايته .. هي أن مهمة الإنسان أن يحرث ويضع البذرة في الأرض ويسقيها ..
أما نمو الزرع نفسه فلا دخل للإنسان فيه .. وكذلك الثمر الذي ينتجه لا عمل للإنسان فيه ..
ولقد نبهنا الله تبارك وتعالى إلي هذه الحقيقة حتى لا نغتر بحركتنا في الحياة ونقول إننا نحن الذين نزرع ..
وهكذا ظلت مهمة الفلاحة في الأرض مقتصرة على الحرث والسقي والبذر، وحينما تلقى الحبة في الأرض يخلق الله في داخلها الغذاء الذي يكفيها حتى تستطيع أن تأخذ غذاءها من الأرض .. والهواء .. لتنمو حتى تصبح شجرة كبيرة تنتج الثمر من نفس نوع البذرة.
ومن هنا جاءت كلمة (المفلحون) .. ليعطينا الحق جل جلاله من الأمور المادية المشهودة ما يعين عقولنا المحدودة على فهم الغيب .. فيشبه التكليف وجزاءه في الآخرة بالبذور والفلاحة .. أولا لأنك حين ترمي بذرة في الأرض تعطيك بذورا كثيرة.. واقرأ قول الله سبحانه وتعالى:
{مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلةٍ مائة حبةٍ والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم "261"} (سورة البقرة)
وإذا كانت الأرض وهي المخلوقة من الله تهبك أضعاف أضعاف ما أعطيتها .. فكيف بالخالق؟ .. وكم يضاعف لك من الثواب في الطاعة؟ .. هذا هو السبب في أن الحق تبارك وتعالى يقول: "وأولئك هم المفلحون" .. حتى يلفتنا بمادة الفلاحة .. وهي شيء موجود نراه ونشهده كل يوم. وكما أن التكليف يأخذ منك أشياء ليضاعفها لك .. كذلك الأرض أخذت منك حبة ولم تعطك مثل ما أخذت، بل أعطتك بالحبة سبعمائة حبة .. وهكذا نستطيع أن نصل بشيء مشهود يفصل لنا شيئا غيبيا. | |
|
| |
| مشروع تحفيظ القرآن همسات | |
|