نبيلة محمود خليل مديرة موقع رحماك ربى
عدد المساهمات : 1427 تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: الحديث الثالث الأحد فبراير 20, 2011 1:12 pm | |
| الحديث الثالث عبادة الله عز وجل عن أبى هريرة عن النبى " صلى الله عليه وسلم " قال : " إن الله تعالى يقول : " يا ابن آدم تفرغ لعبادتى أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسد فقرك " ( أخرجه أحمد والترميذى ، وابن ماجه والحاكم " إن العبادة فى الاسلام تستوعب الكيان البشرى كله ، فالمسلم لا يعبد الله بلسانه بحسب ، أو بيدية فقط ، أو بقبله لا غير ، أو بعقله مجرداً ، او بحواسه وحدها ، بل يعبد الله بهذه كلها ، بلسانه ذاكراً ، داعياً ، تالياَ ، وبيدية مصلياً ، صائماً ، مجاهداً ، وبقلبه خائفاً ، راجياً ، محباً ، متوكلاً ، وبعقله متفكراً متأملاً ، وبحواسه كلها يتعايش بها فى طاعتة سبحانه فى قوله تعالى : قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ) [سورة: الذاريات - الأية: 56] ولفظ العبادة يعنى السير فى الحياة ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى وفق شريعته ويشمل كل ما يحبه سبحانه وتعالى ، ويرضى من الأقوال والأفعال . ولفظ العبادة يطلق على كل عمل تتحقق فيه الشوط الأتية 1- أن يكون العمل نافعاً مفيداً وصالحاً فى الحياة . 2- يراد بهذا العمل وجه الله سبحانه وتعال . 3- أن يؤدى العمل بلا مخالفة شريعية . وعندئذ ينبغى أن تتفرغ مهماتك للطاعة بقلبك ، وأن تستغنى بقلبك بالله تعالى ، وتغنيك عن الحق وإن لم تفعل ملأت يديك شغلاً بأى شئ أخر ولم يسد فقرك أى أن لم تتفرغ لذلك ، واشتغلت بغير الله تعالى لم يسد فقرك لان الخلق فقراء على الأطلاق فتزيد فقراً على فقرك . فالعبادة هى الخضوع والاستسلام والانقياد والمذلة لله تعالى أى الذل المطلق لله رب العالمين ، فالعبادة تعنى الطريق يكون معبداً أى ممهداً للطاعة والعبادة بالحضور القلبى فإنها أمر من الله تعالى لكل الناس كما فى قوله تعالى قال تعالى: (يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 21] فالأمر هنا لكل الناس ، فعن طريق العبادة التى وهبنا الله تعالى ، أى التى علمنا إياها تتحقق لنا التقوى فنصبح من المتقين فهذا ارتباط وثيق بين العبادة والتقوى ، وكذلك ربط رب العالمين فلا كتابه الكريم العبادة بلإخلاص وبالتوكل وبالصبر وبالشكر فعلى سبيل المثال : اقتران العبادة بالإخلاص فى قوله تعالى قال تعالى: (وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ) [سورة: البينة - الأية: 5] فأرتباط العبادة بالإخلاص تكون شرطاً أساسياً للعبادة من العابد والمعبود ، فالعابد تنزلت عليه أوامر من الله تعالى يأتمر بها والمعبود هو الله سبحانه هو الذى هو الذى يرحم عبادة ويحبهم ويكون روؤفاً بهم ، فإنها علاقة حب وعشق وسكينة ومودة ورحمة ، فربط الإخلاص بالعبادة ، هو النقاء فى المعاملة ، إنه سر من أسرار الله تعالى بضعه فى قلب من يشاء من عبادة ومن أجل ذلك نكون من خير البرية فى قوله تعالى : قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أُوْلَـَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ) [سورة: البينة - الأية: 7] وأيضاً نصبح فى حالة استسلام لله تعالى وفى قوله تعالى : (قُلْ إِنّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ مُخْلِصاً لّهُ الدّينَ) [سورة: الزمر - الأية: 11] قال تعالى: (وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوّلَ الْمُسْلِمِينَ) [سورة: الزمر - الأية: 12] نتعلم من ذلك أن الأخلاص والعبادة والاستسلام لله تعالى ابتغاء مرضاته تعالى وذلك فى قوله تعالى : قال تعالى: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ وَإِلَىَ اللّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ) [سورة: لقمان - الأية: 22] إسلام الوجه إلى الله يعنى إفراد جل وعلا بالعبادة كآنه لا يقبل بوجهه على غير الله تعالى فالمراد هنا التوكل عليه أو تفويض الأمر إليه تعالى ونلحظ ( وهو محسن ) أى الإجادة والإتقان ، والإحسان يعنى إما أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك ، وإما أن تحسن أعمالك بالعمل الصالح والإخلاص ، وإما أن يكونا معاً بمعنى أن يشمل الإحسان فى العقيدة والإحسان فى العمل والقول . والاستمساك بالعروة الوثقى فى خمسة معان فى : لا إله إلا الله ، والاسلام ، والقرآن ، والحب فى الله ، والبغض فى الله . والعبادة أيضا مقترنة بالصبر كما فى قوله تعالى : قال تعالى: (يَآأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 153] ارتباط الصبر بالصلاة أى العبادة التى تشمل ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والركوع والسجود أى الخضوع لله تعالى وكل ما تحدثنا عنه لا يكون إلا بالصبر أى الصبر على الطاعة | |
|